يحدث فى الفنادق السياحية: المصريون يدفعون مقابل «الإقامة» ويريدون «الغدا والعشا ببلاش»

10:39 م | الأربعاء 24 فبراير 2016

داخل أحد الفنادق الكبرى بمنطقة خليج نعمة بمدينة شرم الشيخ، لجأت إدارة الفندق لتفعيل نظام «أساور اليد» التى يتم منحها للنزيل فور وصوله، حتى يتمكن موظفو الفندق من التفريق بين أنواع الحجوزات المختلفة، بعدما تبين للمسئولين عن الفندق أن بعض الضيوف يوجدون داخل المطعم فى توقيتات الطعام الثلاثة على مدار اليوم، بالرغم من أن نوعية حجزه تقتصر على الإقامة فقط أو الإقامة والإفطار.

{long_qoute_1}

يقول محمود عيسى، مدير إدارة التشغيل بالفندق، إنه بعد حادث الطائرة الروسية مباشرة وتوقف الرحلات الروسية بصورة واضحة، والتى كانت تعتبر المصدر الرئيسى للسياحة على مدار الأربعة أعوام الماضية، لجأ قسم التسويق بالفندق لاستحداث عروض لرحلات جديدة للمصريين، بالاتفاق مع وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة، فى محاولة لإنعاش الوضع السيئ الذى ضرب شرم الشيخ، وأثر على كافة العاملين بها بلا استثناء، ومنها على سبيل المثال عرض الثلاث ليالٍ للأسرة المكونة من 4 أفراد، متضمناً أوتوبيس الانتقال من القاهرة والعودة إليها، مقابل مبلغ 330 جنيهاً، على أن يكون من حق الضيوف المبيت والإفطار فى الفندق فقط.

{long_qoute_2}

يضيف «عيسى»: فى أوقات الغداء والعشاء، نفاجأ بضيوف «الإقامة والإفطار» داخل المطاعم، وعندما يقوم أحد الموظفين فى الفندق بإخبارهم أننا سنحمل قيمة تلك الأطعمة على فاتورة غرفتهم، يردون علينا بسيل من الشتائم واتهامات النصب، وفى بعض الحالات يستدعون شرطة السياحة لنا.

«نظام الأساور اليدوية معمول به فى الفنادق منذ بضع سنوات، ولكنه كان يتم استخدامه لكى يعرف العاملون بالفندق أن الشخص الذى يرتديها نزيل بالفندق، حتى لا يزعجونه بالسؤال عن هويته من وقت لآخر، إضافة إلى أن غالبية نزلاء الفندق وباقى فنادق المنطقة كانوا سائحين من دول أوروبية، وغالباً كان يتم التعاقد معهم على نظام الإقامة الكاملة، مقابل مبالغ مالية تغطى قيمة التكلفة، كذلك يوضح «عيسى»: أما الآن فالأسرة المكونة من 4 أفراد تدفع للفندق 110 جنيهات لليوم، وهو ما يجعل الخدمة المقدمة لهم تضاهى المبلغ المدفوع، لذا قررنا الاستعانة بأساور ذات ألوان مختلفة، حتى يتمكن موظف المطعم من معرفة هوية حجز النزيل ومنعه قبل تناول الطعام، حتى لا ندخل معه فى خلافات عند انتهاء مدة إقامته.

وعن مدى مساهمة السياحة الداخلية المتمثلة فى رحلات «العروض الخاصة والمميزة» فى إنعاش حركة السياحة، أشار المدير بالفندق إلى أن الخدمات فى شرم الشيخ خصصت منذ البداية للأجانب والسائحين من الدول الأوروبية والعربية، ويتجلى ذلك بوضوح فى طبيعة الملابس والمنتجات التى تباع أو تستخدم داخل المنشآت السياحية، فجميعها ممهورة بصور الأهرامات وأبوالهول وباقى الآثار المصرية والفرعونية، والتى تعتبر عنصر جذب للأوروبيين الذين يتسابقون على اقتنائها ونحت أسمائهم عليها، لذلك يصبح من غير الطبيعى أن يكون الزائر المصرى مقبلاً من منطقة «وسط البلد أو الجيزة» ثم تحاول أن تبيع له «تى شرت» أو «طبق» يحمل معالم القاهرة الفاطمية أو بعض الآثار، الأمر الذى قد يتسبب خلال السنوات المقبلة فى تغيير أيديولوجية شرم الشيخ وما تحويه من منتجات تسويقية إلى نسخة جديدة من «نزلة السمان» أو أهرامات سقارة وهضبة أبوالهول، حتى تصبح صالحة لدخول المصريين والأجانب على حد سواء.