«المدامود».. معبد إله الحرب: «ملاهى» لأطفال الأقصر

كتب: محمد عبداللطيف الصغير

«المدامود».. معبد إله الحرب: «ملاهى» لأطفال الأقصر

«المدامود».. معبد إله الحرب: «ملاهى» لأطفال الأقصر

على ظهر أحد الكباش الحجرية، جلس الأطفال الأربعة للعب فى وداعة، دون أن يقترب منهم خفراء معبد مدامود الأثرى، أحد أهم معابد الأقصر، فالمعبد المهمل منذ سنوات، لا يجد من يزوره أو يهتم به منذ سنوات، رغم مرور عام على إعلان وزير الآثار، الدكتور ممدوح الدماطى، عن خطة لتطوير المعبد، وضمه إلى خريطة المزارات السياحية فى المدينة، وهى خطة ما زالت حبراً على ورق.

لقرون طويلة، صمد معبد مدامود، المشيد على مساحة 30 فداناً لعبادة «منتو»، إله الحرب عند الفراعنة، فى وجه الفيضانات والزلازل، وداخله تم اكتشاف العديد من التماثيل الخاصة بالفرعون سنوسرت الثالث، بالإضافة للوحات الجرانيتية، التى جعلت «مدامود» واحداً من أجمل معابد الأقصر رغم الإهمال والتجاهل الطويل.

«لا شىء تغير منذ زيارة محافظ الأقصر السابق وقيادات وزارة الآثار للمعبد منذ عام تقريباً، ووعودهم بتطويره، وتمهيد الطريق المؤدى إليه، وفتحه للزيارة، لكن ما زال الوضع كما هو»، بهذه الكلمات بدأ محمود على، أحد أهالى قرية المدامود هجومه على المسئولين الذين اعتادوا زيارة المعبد، والإعراب عن استيائهم من إهماله، ثم يطلقون وعوداً بالتطوير، وبعدها يختفون تماماً مع وعودهم، التى تظل حبراً على ورق، ويظل المعبد مرعى لقطعان الماعز والخراف، وملاهٍ للأطفال، الذين يلعبون فوق التماثيل، فيما تخترق المنازل والعشش والزراعات حرم المنطقة الأثرية، لتهددها بالنهب من لصوص التنقيب عن الآثار، أو الطمس بفعل المياه الجوفية.

ويقول «على»: «خلال السنوات القليلة الماضية زار المعبد عدد كبير من المسئولين، آخرهم المحافظ السابق، اللواء طارق سعد، الذى أحضر معه عشرات المسئولين من وزارات السياحة، والآثار، والطرق، والزراعة، وهيئة المساحة، لدراسة المعبد ومحيطه، ووضع خطة لتطويره، وتمهيد الطريق إليه، وإزالة العشوائيات المحيطة به، ووقتها استبشرنا خيراً، لكن مر 14 شهراً على الزيارة، دون أن نرى جديداً». ويضيف: «فى العام الماضى، صرح وزير الآثار، الدكتور ممدوح الدماطى، خلال زيارته للأقصر، بأن العمل جارٍ لتجهيز معبد مدامود، حتى يكون مزاراً جديداً فى المدينة السياحية، لكن لم يحدث أى تطور حتى الآن. ومن جهته، أكد مدير منطقة آثار الأقصر، الدكتور مصطفى وزيرى، وجود خطة تطوير المعبد، مشيراً إلى أن البعثات الأجنبية العاملة فى المعبد غادرته بعد ثورة 25 يناير، ولم تعد إليه حتى الآن، نظراً لأن المكان بعيد عن مدينة الأقصر، ويقع وسط الزراعات.

 


مواضيع متعلقة