بعد مرور أكثر من شهر على إعادة تشغيله.. كوبرى «السلام»: التشغيل الجزئى لم يحل الأزمة.. ومعاناة أهالى سيناء مستمرة

كتب: عبدالفتاح فرج

بعد مرور أكثر من شهر على إعادة تشغيله..  كوبرى «السلام»: التشغيل الجزئى لم يحل الأزمة.. ومعاناة أهالى سيناء مستمرة

بعد مرور أكثر من شهر على إعادة تشغيله.. كوبرى «السلام»: التشغيل الجزئى لم يحل الأزمة.. ومعاناة أهالى سيناء مستمرة

أمام بوابة كوبرى السلام الأمنية تتراص الشاحنات الفارغة بالبضائع على يمين الطريق فى انتظار افتتاحه فى السادسة مساء، تتوقف السيارات النقل منذ الصباح وحتى المساء فى طابور طويل، أما السيارات الملاكى والأجرة فتصل إلى بوابة الكوبرى قبل افتتاحه بنحو ساعتين أو أكثر، هرباً من طابور معدية القنطرة غرب الطويل والمكتظ بالسيارات دائماً، مثل باقى المعديات الأخرى بطول قناة السويس، وعلى الرغم من مرور شهر على صدور أمر الرئيس عبدالفتاح السيسى، بإعادة افتتاح كوبرى السلام أمام حركة السيارات فإن أزمة العبور من وإلى سيناء لا تزال مستمرة، لأن تشغيل الكوبرى لمدة 7 ساعات فقط، من السادسة مساء وحتى الواحدة صباحاً، فى اتجاه واحد لم يسهم فى تخفيف الزحام أمام المعديات بل ازداد الأمر سوءاً بعد افتتاحه، إذ زادت حركة الشاحنات الفارغة فى اتجاه سيناء بعد نشر خبر افتتاح الكوبرى، ما أسهم فى زيادة أعدادها على الجانب الآخر فى سيناء، وتأخر عبورها إلى الضفة الغربية للقناة لأكثر من 4 أيام فى عز البرد، حسب وصف سائقى الشاحنات. {left_qoute_1}

ورصدت «الوطن» حالة المرور إلى سيناء فى الاتجاهين بعد مرور أكثر من شهر على تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى للحكومة بإعادة تشغيل الكوبرى للتخفيف عن المواطنين.

فى آخر طابور السيارات المتوقفة أمام معدية القنطرة غرب، يجلس أيمن عبدالرحمن، سائق سيارة نقل، تحمل «حديد مسلح» بصحبة صديقه رضا عليوة، ابن محافظة الشرقية على صندوق مطبخ سيارة التريلا أثناء احتساء الشاى، لا يضيق الاثنان بالانتظار الطويل أو الوجود فى مؤخرة الطابور، لأنهما سيعبران من حارة الطوارئ بعد قليل، إذ ينقلان «حديد مسلح» إلى مشروع إنشاء مدينة الإسماعيلية الجديدة.

ويقول أيمن بصوت مرتفع «يعبر سائق السيارة النقل إلى سيناء فى 24 ساعة إذا انتظم فى الطابور، يعنى إحنا طالعين من الشركة الساعة 5 الصبح ووصلنا هنا الضهر ولو مش هنعدى من حارة الطوارئ التابعة للأمن هنستنى لحد بكره، كل العربيات اللى شغالة فى مشروعات الجيش بتعدى على طول مش بتاخد وقت زى العربيات التانية عشان كده إحنا مش حاملين هم المرة دى، لكن لو رايحين نودى نقلة فى حتة تانية هنتأخر كتير قوى زى الأسبوع اللى فات».

ويضيف «أيمن» قائلاً: «تشغيل كوبرى السلام لم يسهم فى تخفيف الزحام أمام المعديات، لأنه يفتح لمدة 7 ساعات من 24 ساعة وفى اتجاه واحد، وتستغرق الإجراءات الأمنية المشددة وقتاً من الزمن تؤخر عملية العبور، فى عز البرد، ممكن يكون سهل عملية العبور إلى سيناء خلال الساعات الأولى من الليل فقط لكن الركاب لا يفضلون الانتقال من خلاله فى هذا التوقيت بسبب حظر التجول فى شمال سيناء الذى يبدأ بعد منتصف الليل، إضافة إلى سيارات الأغذية والمحفوظات التى لا تستطيع العبور من الكوبرى بسبب أشعة الكشف عن المتفجرات، لما احنا بنعدى من الكوبرى بندور العربية ونسيب الجهاز يفحصها وبنشيل الأكل والشرب منها عشان ما تتأثرش».

يلتقط صديقه رضا أطراف الحديث ويقول «العربيات النقل الفاضية بس هى اللى بتعدى الكوبرى، إنما العربيات المحملة ما بتعديش عشان الحمولة الزائدة، فتح الكوبرى لم يحل الأزمة لكن زود الأزمة، لأن العَجل اللى كان طفشان من سيناء وما بيجيش هنا رجع وعاوز ينقل إليها ومنها بضايع من تانى، لكن لو فتح زى الأول فى الاتجاهين وبكامل طاقته هيحل أزمة كبيرة جداً، على الأقل العَجل الصغير هيعتمد عليه تماماً ومش هيزحم المعدية، وهيفضيها للعربيات النقل المحملة حمولات كبيرة، لأن المعديات بتشيل عربية نقل واحدة عشان حمولتها الكبيرة، الكوبرى سهل بنسبة 10% عبور الشاحنات الفارغة إلى سيناء لكن أزمة عبور الشاحنات المحملة بالملح والأسمنت والرخام كما هى».

بجوار بعض سيارات الميكروباص التى كانت تتحرك ببطء شديد فى اتجاه معدية القنطرة غرب كان يترجل بعض الأشخاص فى تمام الرابعة عصراً، بعد أن ملوا الجلوس فى السيارة، حاولوا قتل الوقت بالأحاديث الجانبية فى بعض الشئون العامة، يقول أحدهم ويدعى محمد حسين، مدرس من محافظة الغربية، ويعمل فى شمال سيناء، بنبرة حزينة «بقالنا على الحال ده أكتر من 3 ساعات، واحنا طالعين من طنطا الساعة 9 الصبح، ومن المحتمل الوصول إلى العريش فى التاسعة صباحاً، نص اليوم بيضيع فى المواصلات، وبنفضل تعبانين أنا والعيال بعدها بيومين، وبسبب صعوبة الانتقال من وإلى سيناء بنسافر البلد كل فترة، اللى شغالين فى سيناء هما اللى تعبانين بسبب أزمة العبور إلى سيناء، ده فيه ناس معرفتش تنزل إجازة نص السنة عشان الزحمة والانتظار الطويل».

ويضيف «حسين» قائلاً «احنا اللى اتظلمنا فى الثورة، حياتنا اتبهدلت فى شمال سيناء وعاوزين نرجع تانى للغربية، مش عارفين، بعد ما نقلنا عيشتنا وإقامتنا ومدارس أولادنا إلى هناك، فتح الكوبرى ما غيرش حاجة، الزحمة زى ما هى، عشان ما بيفتحش إلا مدة بسيطة وفى اتجاه واحد، والعربيات النقل الفاضية اللى راجعة من سيناء بتتأخر هى كمان».

وعن عدم عبورهم من كوبرى السلام، يقول «الكوبرى بيفتح الساعه 6 بالليل لما التفتيش يخلص ونعدى والطابور يتحرك فيها للساعة 8، ومحدش عارف هنوصل الساعة كام، عشان كده بنخاف نوصل متأخرين بسبب حظر التجول، ولو الساعة عدت 12 واحنا ما عبرناش كمين الميدان مش هنعرف نوصل بيوتنا فى العريش، أزمة العبور إلى شمال سيناء معاناة حقيقية ومحدش حاسس بينا».

ويقول عثمان الصقلى، سائق أجرة «نعانى من مشقة وعذاب بسبب التأخر فى العبور من وإلى سيناء، والمعاناة لا تقتصر على العبور من المعدية فقط بل تمتد بطول الطريق من العريش وحتى القاهرة أو الإسماعيلية والعكس، حيث ننتظر طويلاً فى طوابير الأكمنة فى الاتجاهين، بعد أن يتم تفتيش الركاب ذاتياً بجانب السيارات، وتصل المعاناة ذروتها عندما نصل إلى المعديات التى ننتظر أمامها بالساعات ونقيس تقدمنا عندها بالمتر الواحد، فتح كوبرى السلام لم يحل الأزمة، لأنه يفتح ساعات محدودة وفى اتجاه واحد، بسبب عمليات الصيانة، الكوبرى مقفول بقاله 5 سنين افتكروا الآن إنه عاوز صيانة، ممكن يشتغلوا فيه والعربيات بتعدى فى الحارة اللى مش شغالين فيها طول النهار، احنا مش عارفين إيه فلسفة إنه يتفتح بالليل، محدش طلع اتكلم فى الموضوع».

ويقول عادل سليمان، سائق تاكسى من العريش «قبل عدة سنوات كنا نسافر إلى القاهرة ونعود منها فى نفس اليوم لكن الآن مستحيل عمل ذلك بسبب الانتظار الطويل أمام معدية القنطرة أو شرق التفريعة أو نمرة 6، وهو ما قد يؤخر العودة إلى العريش فى المساء وبالتالى نضطر إلى المبيت أمام كمين الميدان خارج مدينة العريش حتى الصباح بسبب حظر التجول، فإذا عبرنا من الكوبرى بسلام لا نستطيع الوصول إلى العريش لو تأخرت الساعة عن الواحدة صباحاً، طريقنا كله ملىء بالأشواك مع أننا نتفهم طبيعة الإجراءات الأمنية التى تحارب الإرهاب ونحن من ضحايا الإرهاب ومن ضحايا الإجراءات المشددة التى تزيد حياتنا بؤساً وتجعلنا نكره الاقتراب من القنطرة أو الخروج من شمال سيناء، لذلك يمتنع سائقو التاكسى عن السفر إلى أى محافظة أخرى لأنه يعلم ما ينتظره فى الطريق».

ويضيف «سليمان» قائلاً: «لازم الأمن يخلص إجراءات التفتيش الطويلة والمعقدة سريعاً، لأن الانتظار أمام الأكمنة والمعديات يستغرق تقريباً 12 ساعة فى الذهاب والعودة، واضطررت للمبيت أكثر من مرة فى العراء أمام كمين الميدان وكان معى مرضى يعالجون فى القاهرة ولم يُسمح لنا بدخول العريش أثناء حظر التجول بعد أن تأخرنا أمام المعدية، وإذا طلبنا من أفراد الأمن العبور من بوابة الطوارئ لا يسمحون لنا، لكن يسمحون بمرور الضباط والأفراد والسيارات النقل التى تنقل البضائع إلى المشروعات الحكومية».

أمام المنفذ الأمنى لكوبرى السلام تراصت سيارات النقل قبل موعد افتتاح الكوبرى، وبين السائقين المنتظرين جلس محمد الشريف، سائق من بورسعيد، بجانب السيارة على كرسى حديدى منتظراً مرور الوقت حتى يتم السماح له بالمرور، فجأة توقفت سيارة شرطة تابعة لقوات تأمين الكوبرى، وطلب ضابط شرطة برتبة عقيد من السائقين عدم الانتظار أمام الكوبرى صف ثانى وهددهم بعمل محاضر سير عكس الاتجاه والتنبيه على زملائهم بالالتزام بالتعليمات، وانتهى اللقاء السريع بالتسليم وكلمات الترحيب، بابتسامة عريضة قال الشريف «ساهمت إعادة فتح كوبرى السلام جزئياً، فى اتجاه واحد فى تخفيف أزمة العبور إلى سيناء بنسبة لا تزيد على 10%، وأدت إلى زيادة دخول المزيد من السيارات الفارغة إلى سيناء، وهو ما يؤدى إلى تكدسها فى الضفة الشرقية من القناة، وبعد أن كنا نعبر إلى سيناء خلال 24 ساعة فقط.

 

رضا

 

أيمن


مواضيع متعلقة