من يسند صفيحة الزبالة؟؟
- ذات يوم
- عامل نظافة
- قلة الأدب
- مرة أخرى
- أبو
- أحداث تاريخية
- ذات يوم
- عامل نظافة
- قلة الأدب
- مرة أخرى
- أبو
- أحداث تاريخية
- ذات يوم
- عامل نظافة
- قلة الأدب
- مرة أخرى
- أبو
- أحداث تاريخية
- ذات يوم
- عامل نظافة
- قلة الأدب
- مرة أخرى
- أبو
- أحداث تاريخية
(قصة قصيرة حزينة ذات رائحة قذرة)
فى البدء كانت الصفيحة..
كان هناك ولد صغير يضرب على الصفيحة فى قريته، وهو (بالبلبطوز) سائراً خلف (المسحراتية) التى يقول لها «أمّااااااه.. عايز آااااكل يا امّااااااااااااه»، فتصفعه على قفاه، إلى أن رأى ذات يوم سمكة (منتنة) ذات رائحة قذرة ملقاة على قارعة الطريق، فأكلها جوعاً، ومن هنا جاء عشقه لكل ما هو «منتن» فى الأكل والناس الذين يشبهونه، ويقال إن (عين أمه)، وفى أقوال أخرى (روح أمه)، وفى أقوال ثالثة لا تليق بالكتابة، لكن لعلك علمت ما أقصد، يحتفظ بكميات كبيرة من الأكل المنتن فى ثلاجة بيتهم، ويعزم عليه القاصى والدانى من (ألاضيشه)، الذين يأكلون (النتانة)، ثم يفرغونها فى وجوه الناس فى الفضائيات والصحف والمواقع وأماكن أخرى رسمية.
المسحراتية شغلانة شريفة، لكن (أبوبلبطوز) -برقعة من ورا أو كما قال عم أيوب- من عشقه للصفيحة، نام، واستيقظ، فوجد نفسه قد تحول إلى صفيحة حقيقية لها (أقدام وأيدى وعيون وخدامين ولحاسين أحذية) فى زمن كان من الممكن أن تصل فيه الصفيحة إلى مناصب، وحوت الصفيحة كل (الزبالة) الممكنة..
كانت (صفيحة الزبالة) ذات صوت عال وهى فارغة، وحين كانت تملأ بالزبالة، تضطر لإفراغ زبالتها فى (وجه) خلق الله حتى يعود صوتها العالى مرة أخرى..
كبرت صفيحة الزبالة، وارتدت البذلة، وعملت، وجلست على منصات العمل، فحولت منصة عملها إلى (نصبة)، فطردت من عملها هذا إلى الأبد، لكن من قال إن رحلة (الصفيحة) انتهت.
عادت الصفيحة تطبل بقوة، حتى قربوها مرة أخرى، وقد عرفوا أنها متعددة الاستخدام، تلهى الناس فى معارك تافهة، وتفرغ زبالتها أمامهم، فينشغلون بالزبالة، وينسون أى شىء آخر مهما كان، وصعدت صفيحة الزبالة سلالم الترقى، وأصبحت تظهر فى التليفزيونات، وتصرخ فى الناس، وتتوعد، وتستمد سطوتها من انبساط ذوى السلطة بأنها تلهى الناس وقت اللزوم، ولما تصادمت الصفيحة ذات مرة مع من هو أعلى منها، حبسوها فى الخرابة، وكانت الصفيحة تصرخ كأى صفيحة ملتاعة مغدورة أفرغوا فيها فضلاتهم ولم يريدوا أن ينظفوها، لكن بعد أن خرجت الصفيحة من الخرابة وجدت أن الوضع قد تغير، لتعود لممارسة كل ألعابها القذرة من جديد، وتشهد على أحداث تاريخية أرادت أن تكون موجودة فيها بقوة، فحرضت، وشتمت، وربما دفعت لغيرها من صفايح الزبالة لتقتل، وفى اللحظة التى تم التضييق فيها على صفيحة الزبالة لتدخل الخرابة مرة أخرى كفيلة بفرمها، تهاون القرداتى، ونسى باب الخرابة مفتوحاً، فاختبأت الصفيحة عند صفيحة زبالة أخرى حتى هدأت الموجة، فعادت.
وظلت الصفيحة تأخذ ما تريد بقلة الأدب والسفالة والبذاءة وبإفراغ (زبالتها) فى وجه خصومها بصوت عال، وكانت الصفيحة (قذرة) لدرجة أنها خاضت فى الأعراض، شتمت الأمهات، سبّت الأموات، هددت بالقتل، بل إن الصفيحة نفسها ملوثة بالدم، ومع ذلك لم يلتفت لها أحد، فنقلت فيروسها لعدد من صفائح الزبالة التى تولت مناصب، أو بدأت فى إذاعة برامج فى خرابات درجة عاشرة ملطوطة، مع أن أى عامل نظافة محترم ومخلص يستطيع كنسها فى ثانية ودفنها إلى الأبد.
تجبّرت صفيحة الزبالة، حتى ظنت أن أحداً لن يقدر عليها، وباتت تخطط فى الخفاء لتكون مافيا تصنع أحداثاً وهمية لإلهاء الناس، وتنتقم ممن حاصروها بعدما لم تعد تظهر كما السابق، وتقذف الناس فى أعراضهم وشرفهم وتحرض عليهم عبر عصابة الكيس الأسود، وهى عصابة نشأت فى إعلام الخرابات، وكانت تحلم بأن تكون صفيحة زبالة، لكن الصفيحة الأم أقنعتهم بأن بقاءهم أكياس أفضل لهم فى هذه المرحلة، وأنك لكى تكون صفيحة، فيجب أن تبدأ من مرحلة لا مؤاخذة الكيس.
تجبرت الصفيحة، وربت صفائح صغيرة دعمتهم فى السر، واستعانت ببلطجية للتهديد، وبأكياس سوداء توفر لها الظهور، حتى أصبح ظهورها رسمياً فى مناسبات رسمية ومحافل رسمية ومناصب رسمية.
ووصلت الصفيحة لمرحلة يجب أن يتم فيها قرار.
فإما أن تحكم الصفيحة، وإما أن يحكم من ترك الصفيحة على الصفيحة ليضعها فى مكانها الطبيعى فى الخرابة، ويحكون فى نهاية القصة، أن كاتباً كتب مثل هذه القصة، وخاطب فى آخرها رئيس البلاد، مشهداً عليه العباد ورب العباد، وقائلاً له بالفم المليان: لا تسند الصفيحة، لا أنت ولا رجالك، لأن سندك لصفيحة زبالة إن لم (يكبها) عليك، سيدع رائحة الصفيحة والزبالة فى يدك. ابتعد عن الصفيحة، حتى لا (تعوصك)، واتركها تواجه مصيرها المحتوم الذى اقترب منها.. فى الخرابة.
ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.