بعد فيديو "الطفل المفخخ".. "الإفتاء" يطالب علماء النفس بدراسة "العقلية الداعشية"

كتب: وائل فايز

بعد فيديو "الطفل المفخخ".. "الإفتاء" يطالب علماء النفس بدراسة "العقلية الداعشية"

بعد فيديو "الطفل المفخخ".. "الإفتاء" يطالب علماء النفس بدراسة "العقلية الداعشية"

طالب مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، علماء النفس والاجتماع، بدراسة "الشخصية الداعشية"، وما طرأ عليها من تحولات فكرية، وانحرافات في الفطرة، ودراسة الطرق النفسية التي يمارسها التنظيم على أعضائه، والتي حولتهم إلى آلات قتل وعنف، لدرجة حملت بعض الآباء على دفع أبنائهم للموت، دون أن تتحرك فيهم عاطفة الأبوة وتمنعهم من تقديم أبنائهم للموت.

جاء ذلك تعليقا على شريط فيديو، نشره تنظيم "داعش" الإرهابي مؤخرًا، لعملية تفجيرية قيل إنها جرت منتصف يناير الماضي في ريف حلب بسوريا، نفذها طفل يُدعى "أبوعمارة العمري"، لم يتجاوز عمره 11 عامًا؛ حيث أظهر الفيديو والد الطفل وهو يساعده على ركوب سيارة مكتظة بالمتفجرات، بعد أن علَّمه كيف يقودها، ليمضي الطفل بعيدًا ويفجّر نفسه بها، منفذًا واحدة من أكثر العمليات دموية.

ولفت المرصد، إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي، يحمل أبناءه على التفكير العاطفي وليس التفكير المنطقي، إذ إن نمط التفكير المنطقي من شأنه البحث عن علل، لفهم الأشياء ومآلاتها، وبالتالي فهو خطر على تنظيم يتعامل مع أفراده كقطيع، يُساق إلى الذبح وهم فرحون دونما اعتراض، ومن ثم فالتنظيم يحمل أفراده على نمط التفكير العاطفي، الذي غالبًا ما يحسم أصحابه مواقفَهم بطريقة الأبيض والأسود، والإيمان والكفر، ومن ليس معنا فهو عدونا ومأجور قاتله.

وتابع المرصد، أن التنظيم يستغل النزعة الدينية لدى هؤلاء الصبية، ورغبتهم في الشهادة والفوز بالجنة؛ بحيث يحولهم إلى أشخاص سطحيين متسرعين متهورين، لا يستطيعون التمييز بين الصواب والخطأ، وهو ما ظهر جليًّا في العمليات التفخيخية والتفجيرية التي ينفذها أعضاء التنظيم.

وأكد المرصد، أن التنظيم يغرس في نفوس أعضائه عقيدة التفجير، ولا يميز فيها بين طفل أو شاب أو بين رجل أو امرأة، فهو يستخدم الجميع أداة للتفجير، ففي السابق استخدم النساء في مثل هذه العمليات النوعية، والتي كانت تُسمى بظاهرة الأرامل السوداء، حيث حمل نساء التنظيم على تفجير أنفسهن للفوز بالجنة، ومن قبلهن الرجال والشباب، واليوم يقدم الأطفال للموت، والأدهى أن من يدربهم هم آباؤهم، مستغلين ثقة النشء في آبائهم، وأنهم هم من يرون لهم طريق الصواب، والذي يختم لهم بالجنة، في وقت يكون فيه ولاء الآباء للفكرة والاقتناع بها أهم عندهم من خوفهم على الأبناء.

ولفت المرصد، إلى أن إقدام التنظيم على تجنيد الأطفال لتنفيذ مثل هذه العمليات، ربما يكون نابعًا من كونه أسهل في الإقناع من الكبار، الذين بدا لأغلبهم تضليل التنظيم لأعضائه، أو ربما أقدم التنظيم على هذا السبيل بعد سلسلة من الرفض من قبل اليافعين داخل صفوفه.

وذهب المرصد، إلى أن ما يعضِّد فكرة دفع التنظيم أعضاءه إلى التفكير العاطفي، ابتسامات الطفل التي ظهرت في الفيديو، عقب علمه بأنه أصبح قادرًا على تفجير السيارة بمن فيها، ما يدل على مدى التدليس والكذب والمناهج الدراسية المعوجة، التي يزرعها التنظيم في نفوس النشء، وتجهيزه من البداية على حب الشهادة، والجنة التي تنتظره في الآخرة، لدرجة أن الأشياء أصبحت محفورة داخله.


مواضيع متعلقة