وكيل الأزهر: التراث ليس معصوما ومحل اجتهاد وجنبنا الكثير من الكوارث

كتب: وائل فايز

وكيل الأزهر: التراث ليس معصوما ومحل اجتهاد وجنبنا الكثير من الكوارث

وكيل الأزهر: التراث ليس معصوما ومحل اجتهاد وجنبنا الكثير من الكوارث

قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، إن "التراث الإسلامي حمل أكثر ما يحتمل، وجميعنا يتابع ويعرف كل ما يدبر للتراث من مكائد ليل نهار على شاشات الفضائيات في وقت لا يلتفت فيه إلى جهود العلماء ودفاعهم عن التراث ودحض أقوال المغرضين".

وأضاف وكيل الأزهر، في كلمته خلال افتتاح مؤتمر الفهم الصحيح للتراث الذي عقد بفرع جامعة الأزهر بأسيوط: "لقد تكون التراث خلال 15 قرنا من الزمان فلماذا لم نقرأ عن زمان واحد ردت فيه مشاكل المجتمع إلى التراث؟ وهل غفل الناس طوال تلك الفترة عن ذلك وفطن إليه العباقرة في زماننا دون غيرهم؟ إن تراثنا الإسلامي له الفضل في تجنيب المجتمع الإسلامي الكثير من الكواراث بل والوقوف في وجه الهجمات التي وجهت لبلاد المسلمين من خلال العلماء الذين تصدوا للاحتلال بعمائمهم قبل أيديهم وما الحملة الفرنسية والاحتلال الإنجليزي عنا ببعيد وسبيبقى الجامع الأزهر خير شاهد على ذلك".

وأوضح وكيل الأزهر، أن المشكلة ليست في فهم التراث وإنما في التعامل مع التراث، وتابع: "فالثابت عندنا والمعصوم والمقدس هو القرآن الكريم والسنة الصحيحة لنبينا صلى الله عليه وسلم، والمعصوم من البشر هو رسولنا صلى الله عليه وسلم، أما بقية كتب التراث فهي محل الاجتهاد والنظر لكن ممن يقدر على النظر فيها بطريقة علمية وموضوعية وليس من أجل الشهرة أو يدعي أنه عالم".

وأوضح شومان، أن المجددين في الإسلام لا يرتبطون بقرن ولا بأي وقت من أوقات الناس ولا ينحصرون في مجدد واحد بل أكثر من مجدد في مختلف التخصصات فمن يجددون للناس أمر دينهم لا ينقطعون ومن يقف في طريق التجديد لا يتبع الشرع المتجدد، مشيرا إلى أن الإسلام دين متجدد حتي في طريقة وصوله للناس ، فمعظم الأحكام لم تنزل مرة واحدة بل جاءت متتابعة حتي اكتملت ،وهي قابلة للاجتهاد طبقا لأحوال الزمان والمكان، موضحا أن الرسول صلى الله عليه وسلم باشر التجديد في فترة أقل من ربع قرن من الزمان جدد فيها كثير من الأحكام، وعلى نهج النبي سار الصحابة رضوان الله عليهم.

وأشار إلى أننا لا نقول بعصمة التراث ،ولكن نطالب بالابتعاد عن كتاب الله وسنة رسوله والرسول المعصوم وعدم الحديث عنهم، فلن نقبل ذلك كعلماء من أحد، أما ما أنتجه الفقهاء والعلماء من علم فهوقابل للاجتهاد وهذا رأي الأزهر الذي نربي عليه أبنائنا، أما محاولة إيهام الناس بما ليس من تراثنا من المدسوسات فهذا افتراء.

وشدد شومان، على أن علماء الأزهر هم القادرون على التعامل مع التراث، وعلى من لا يملك من العلم شيئا أن يبتعد بجهله عن إضلال الناس، متسائلا: ماذا لوأخذنا بأقوال هؤلاء وحذفنا أيات الجهاد مثلا وجاء الاحتلال نقول لهم (ادخلوا مصر إن شاء الله امنين)، كما شدد على أن مناهج الازهر علمت العالم الاعتدال والوسطية ولن يصح اتهامها بالعنف، قائلا: "نحن في الأزهر نقبل النقد وندرسه للطلاب في المذهب الواحد بل في المسألة الفقهية الواحدة، ونقبل نقد المناهج ونقد التراث ونقد القائمين عليه ولكن النقد الحقيقي الذي يقدر العلماء، ومن فعل هذا فمرحبا ومن تجاوز فنحن له بالمرصاد".


مواضيع متعلقة