نائب رئيس «الوفاق» الليبية لـ«الوطن»: أعضاء بالحكومة والمجلس الرئاسى داعمون للإرهاب.. ومرشح إخوانى انسحب لأن لديه شهادة مزوّرة

كتب: محمد حسن عامر

نائب رئيس «الوفاق» الليبية لـ«الوطن»: أعضاء بالحكومة والمجلس الرئاسى داعمون للإرهاب.. ومرشح إخوانى انسحب لأن لديه شهادة مزوّرة

نائب رئيس «الوفاق» الليبية لـ«الوطن»: أعضاء بالحكومة والمجلس الرئاسى داعمون للإرهاب.. ومرشح إخوانى انسحب لأن لديه شهادة مزوّرة

«مطبخ الإخوان كله فى الصخيرات، وسفير قطر كان معنا فى نفس الفندق الذى تجرى فيه مشاورات تشكيل حكومة الوفاق الوطنى الليبية»، بهذه الكلمات عبر نائب رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى الليبية، على القطرانى، عن سيطرة جماعة الإخوان والتيار الإسلامى على عملية تشكيل حكومة الوفاق التى تمخضت عن شهور من الحوار الذى ترعاه «الأمم المتحدة». وقال «القطرانى»، الذى يرفض التشكيل الأخير لحكومة فائز السراج، فى حواره لـ«الوطن»، إن «بعض أعضاء المجلس الرئاسى وأعضاء الحكومة الشعب اللييى يعرفهم بأنهم داعمون للإرهاب، ونرى أن المسئولية تعود إلى مجلس النواب بتكوين مجلس رئاسى جديد من رئيس ونائبين له»، وأكد «القطرانى»، الذى يدعو مجلس النواب لرفض التشكيل الأخير لحكومة «السراج»، أن التدخل العسكرى الدولى فى ليبيا يساهم فى حل الأزمة الليبية، إذا كان بتنسيق مع القيادة العامة للجيش الليبى، وإلا يعتبر احتلالاً.

{long_qoute_1}

■ فى البداية، قلت إن المجلس الرئاسى بـ«الصخيرات» كان سيسلم ليبيا إلى جماعة الإخوان، كيف ذلك؟

- بالطبع يسلم ليبيا للإخوان، المجلس الرئاسى يتكون من 9 أعضاء رئيس ونواب، وما رأيناه فى المجلس الرئاسى هو سيطرة التيار الإسلامى، خاصة تيار الإخوان المسلمين داخل المجلس، وانفرادهم بالقرار داخله، وهو ما ظهر فى عملية توزيع الحقائب الوزارية فى التشكيل الأخير للحكومة، وكانت هناك مجموعات إخوانية موجودة معنا فى نفس الفندق بـ«الصخيرات» ومنها حزب «العدالة والبناء» التابع لجماعة الإخوان فى ليبيا، وكنا نستغرب ماذا يفعل هؤلاء.

كما أن رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان كان موجوداً فى «الصخيرات»، كذلك رأيت السفير القطرى معنا فى نفس الفندق الذى كانت تجرى فيه مشاورات تشكيل الحكومة الليبية.

■ وهل كان للسفير القطرى تدخلات فى المشاورات الجارية لتشكيل حكومة الوفاق؟

- فى الغرف المظلمة أكيد كان يتدخل، مطبخ الإخوان كله كان فى «الصخيرات»، وأنا أستغرب هذا، وأكيد كانت هناك اجتماعات، كلهم كانوا معنا فى نفس الفندق، وأكيد كانوا يجرون معهم اجتماعات، بالتأكيد الإخوان لم يأتوا هناك من أجل السياحة أو التقاط الصور، هؤلاء شبكة دولية ويجرون اجتماعات بتنسيق مع قطر وكذلك تركيا، وهناك فى المجلس الرئاسى من له علاقة بتركيا، كان هناك تنسيق مع بعض الدول الداعمة للإخوان. {left_qoute_1}

■ إذا كان المجلس الرئاسى يسلم ليبيا إلى الإخوان، وفقاً لك، ما دور «الأمم المتحدة» فى هذا السياق وأن تسلم ليبيا للجماعة؟

- «الأمم المتحدة» مشرفة على الاتفاق، ولس لديها هدف أن تسلم ليبيا إلى جماعة الإخوان، ولا نسمح لها بأن تسلم ليبيا للجماعة.

■ قيل إن بعض الأسماء المرشحة لتولى وزارات بالحكومة متورطة فى أعمال فساد، ما حقيقة ذلك؟

- بالتأكيد البعض وليس معظمهم.

■ هل هناك أسماء معينة يمكن أن تذكرها؟

- هناك أسماء بدأت تتداول، وأحد أعضاء «المجلس الرئاسى» أصدر بياناً أوضح فيه ذلك.

■ والبعض قال إن محسوبين على نظام «القذافى» السابق ضمن تشكيل الحكومة، ما دفع وزير شئون الشهداء للانسحاب، ما تعليقك؟

- أعتقد أنه انسحب بالأساس لأن لديه شهادة مزورة، وهو بالأساس مرشح من قبل جماعة الإخوان، ويمكن تسليط الإعلام عليها دفعه للانسحاب.

■ يفترض أن المبعوث الأممى يُرسل إلى الدول كحل للأزمة، لكن فى الدول العربية يبدو أن المبعوث تحول إلى جزء من الأزمة، إلى أى مدى ينطبق ذلك على ليبيا؟

- بصراحة أنا بشكل شخصى لم ألحظ أن المبعوث الأممى مارس أى ضغوط، هو مثل دور الوسيط حتى هذه اللحظة.

■ لكن قيل إن الآلية التى أسهمت بها «الأمم المتحدة» فى تكوين المجلس الرئاسى تسببت فى أزمة؟

- طالما أن البرلمان الليبى قبل هذا التكوين للمجلس الرئاسى، وطالما أن القرار النهائى بيد مجلس النواب الليبى، فإنه لا يمكن القول إن «الأمم المتحدة» تحاول فرض شىء ما على ليبيا، ولكن لاحظنا تحيزاً فى بعض الحالات من قبل المبعوث الأممى السابق إلى ليبيا برناردينو ليون.

■ هل ترى أن حوار «الصخيرات» وما نتج عنه عمل على تهميش وزارة الدفاع الليبية وتمييع دورها خاصة مع ارتباط الجيش بالفريق أول خليفة حفتر؟

- أولاً التوجه فى تشكيل حكومة الوفاق الوطنى أن تكون حكومة خدمية مدنية، ولا تتدخل فى الشئون العسكرية، لكن الإخوان يحاولون توجيهها إلى نحو غير ذلك.

■ كيف؟

- الجيش أفسد مشروع جماعة الإخوان فى ليبيا، وعليه فإن المحسوبين على الإخوان والتيار الإسلامى هدفهم تدمير الجيش الليبى بالذات فى شرق ليبيا.

■ وكيف انعكس ذلك فى مشاورات تشكيل الحكومة؟

- تشكيل الحكومة الأخير سيمكن خصوم الجيش الليبى من التدخل فى تسليحه، ووجود وزارة للدفاع داخل الحكومة سيمكن تلك الحكومة الخاضعة لسيطرة التيار الإسلامى وجماعة الإخوان من التدخل فى شئون الجيش، وهذا يخالف إرادة الشعب الليبى الذى يطالب باستقلال الجيش وأن يكون الجيش خطاً أحمر، وعدم التدخل فى شئونه.

■ من من المجتمع الدولى طالب بقبول هذه الحكومة؟

- حين نتحدث عن المجتمع الدولى، فبالتحديد نحن نقصد رغبة الدول الكبرى، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، وكل هذه الدول تطالب يومياً بقبول هذه الحكومة.

■ ما تفسيرك أن دولاً عربية تريد تمرير حكومة خاضعة لسيطرة الإخوان، ومن ذلك دولة مثل مصر التى تعانى من تلك الجماعة؟

- الدول العربية تؤيد وجود حكومة وفاق فى ليبيا، ولا تؤيد هذه الحكومة بالذات، تأييد هذه الحكومة بالذات أمر يعود إلى البرلمان الليبى.

■ الدول العربية دعت المجلس إلى اعتماد هذه الحكومة؟

- هذا لم يحدث، والجامعة العربية دعت البرلمان الليبى أن يوافق على حكومة وفاق فى أسرع وقت، لكن أى حكومة وفاق هذا متروك للبرلمان، لكن العالم يطالب، وبما فى ذلك الدول العربية، من حيث المبدأ بوجود حكومة وفاق ليبى، وربما قد يعتقد البعض أن التشكيل الحالى لحكومة فائز السراج ربما يكون صالحاً، ربما، لكن القرار النهائى فى يد الإخوان.

■ فى حال تم رفض تلك الحكومة، ما السيناريو الذى تتجه إليه ليبيا؟

- السيناريو الأفضل لليبيا أن يعود الأمر إلى مسئولية مجلس النواب، وأن يكون هناك مجلس رئاسى جديد تشكيله مكون من رئيس ونائبين اثنين فقط، ومن رأينا العودة إلى المسودة الرابعة من حوار «الصخيرات»، ويُشكل مجلس من رئيس ونائبين، وأن يتم حل المجلس الرئاسى الحالى، وهذا يقلل حدة الخلاف بين أعضاء المجلس الرئاسى.

■ كان القائد العام للجيش الليبى الفريق «حفتر» تحدث عن تشكيل حكومة بعيدة عن الوصاية الدولية؟

- الفريق «حفتر» لا يتدخل فى السياسة.

■ لكنه ذكر ذلك فى لقاء مع القبائل منذ أسابيع.

- هو ربما يتحدث من منطلق أنه يؤيد أى حوار ليبى يؤدى إلى حكومة وفاق.

■ هل ترى أن الخيار الفيدرالى يمكن أن يكون حلاً للأزمة الليبية، أو يساهم فى ذلك؟

- هذا الأمر متروك للهيئة التأسيسية لصياغة الدستور الليبى، وعلى أى حال النظام الفيدرالى نظام إدارى، وإذا أُقر من خلال هيئة الدستور واعتمده الشعب الليبى فأهلاً وسهلاً به، وهو يظل نظاماً إدارياً فقط وليس له علاقة بوحدة البلد.

■ هناك من يتحدث عن وجود اتصالات مع «سيف» نجل «القذافى» وإمكانية أن يعود مرة أخرى بتيار سياسى جديد، ما صحة ذلك؟ وهل يمكن أن يحدث؟

- أنا غير مقتنع، ولكن نحن مع رأى الشارع، الذى يهم الشارع الليبى الآن هى تشكيل حكومة وفاق مهمتها الأولى محاربة الإرهاب، أما من يحكم ليبيا وكيف يأتى فهذا أمر يتم وفق الدستور، ونحن نريد الآن بناء الدولة أولاً ودعم جيشنا الوطنى، ثم نفكر فيمن يحكم البلاد.

■ هناك من يرى أن الدول الغربية تريد تمرير حكومة وفاق ليبية لتعطى تلك الحكومة سنداً قانونياً لتدخل عسكرى دولى فى ليبيا؟ ما رأيك فى ذلك؟

- البرلمان الليبى له رأيه وتقييمه الخاص، ولا تستطيع أى قوة فى الأرض أن تفرض على البرلمان الليبى أى شىء، ونحن عضوان بالمجلس الرئاسى غير موافقين على هذه الحكومة، ولا توجد قوة على الأرض تستطيع تمرير هذه الحكومة سوى مجلس النواب.

■ فى قناعتك الشخصية، ماذا سيكون موقف النواب من هذه الحكومة؟ هل سيتم قبولها؟

- أكيد ستُرفض، وأنا أرفضها، وأنا لم أوقع من الأساس على تكوين الحكومة، وحسب ما يصلنى فإن هناك رفضاً كاملاً لحكومة «السراج» بين النواب، لكن الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة تتوقع منهم أى شىء، وهم يعملون جاهدين على قبول هذه الحكومة، وربما لديهم أساليب أخرى يديرون بها الأمور.

■ أى أنه من الممكن قبول هذه الحكومة؟

- أنا أؤكد لك أنه إذا قبل النواب تلك الحكومة، فإن الشعب الليبى سيرفضها، ولن يكون لها أى وجود، وسيرفضها الشعب إن شاء الله.

■ ما تقييمك للموقف المصرى من الأزمة الليبية؟

- نحن لم نر صدقاً إلا من مصر، هذا فعلياً، ولا أحد ثانياً، ونحن نثمن الموقف المصرى، ومصر غير أنها جارة فهى شقيقة. دائماً الموقف المصرى حتى على مر التاريخ مع ليبيا موقف دائماً مشرف ونحن نثمنه ونقدره، سواء كان موقف الحكومة أو موقف الشعب المصرى، دائماً هو موقف الأخ المساند، ولا ننس أن ما يجرى على الساحة الليبية الآن يؤثر على مصر، ومن ثم الاهتمام بما يجرى على الساحة فى هذا الإقليم يمس مصلحة الشعبين الشقيقين، المصرى والليبى، ومن ثم لا نستبعد هذه التوجهات من مصر التى تصب فى مصلحة الاستقرار فى ليبيا.

■ متى تتحسن الأوضاع فى ليبيا؟

- ستتحسن حين تختفى جماعة الإخوان والجماعات المقاتلة من ليبيا، ولا بد أن تختفى تلك الجماعة.

 

«القطرانى» خلال حواره مع «الوطن»


مواضيع متعلقة