«دربكة».. ضحية «أمين الشرطة» يُشعل غضب «الدرب الأحمر»

كتب: محمد سيف

«دربكة».. ضحية «أمين الشرطة» يُشعل غضب «الدرب الأحمر»

«دربكة».. ضحية «أمين الشرطة» يُشعل غضب «الدرب الأحمر»

اشتعلت منطقة الدرب الأحمر، أمس، عقب مقتل سائق على يد أمين شرطة من قوة النقل والمواصلات، بسبب الخلاف على قيمة الأجرة. وبدأ الخلاف بين الجانبين فى السادسة من مساء أمس الأول، باعتراض السائق «محمد عادل إسماعيل» الشهير بـ«عادل دربكة»، على قيمة الأجرة المتفق عليها مع أمين الشرطة «مصطفى. م»، وتحولت المشادة إلى تبادل للضرب بالأيدى بين الجانبين، وعندها أمسك أمين الشرطة سلاحه الميرى وأطلق منه رصاصة استقرت فى صدر المجنى عليه فسقط على الأرض غارقاً فى دمائه وفارق الحياة قبل وصوله إلى مستشفى أحمد ماهر. {left_qoute_1}

حالة الغضب لدى أهالى منطقة الدرب الأحمر دفعتهم للاعتداء على الأمين بالضرب بالأيدى والشوم، قرابة الـ8 ساعات، مما تسبّب فى إصابته بارتجاج فى المخ وكسور وكدمات بمناطق متفرقة من الجسد، واستمر الأهالى فى الاعتداء عليه حتى فقد الوعى، وعندها تدخلت مجموعة أخرى من الأهالى لتخليص أمين الشرطة ونقله إلى المستشفى، حيث يرقد فاقداً الوعى، وتجرى له عدة عمليات جراحية لإسعافه. وعقب نقل جثة الضحية محمد عادل إسماعيل إلى المستشفى، تصاعد غضب الأهالى الذين تجمّعوا بأعداد تزيد على 500 فرد فى محيط مديرية أمن القاهرة، وردّدوا هتافات معادية لوزارة الداخلية واتهموها بالتستُّر على جرائم أمناء الشرطة، واستمرت الهتافات قرابة ساعتين، حتى التقى اللواء خالد عبدالعال، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، شقيقة «دربكة» فى مكتبه، وقدّم لها التعازى، ووعدها بتقديم القاتل إلى النيابة العامة، واتخاذ كل الإجراءات القانونية حياله.

لم يتوقف الأهالى عن ترديدهم هتافات ضد الشرطة لمدة 3 ساعات متواصلة، إلا بتدخّل عدد من قيادات مديرية أمن القاهرة لاحتواء الأزمة، بعد أن طالب الأهالى بالقصاص من القاتل وسرعة تقديمه إلى محاكمة عاجلة، كما طالبوا القيادات بوقف هيمنة أمناء الشرطة وتعاملهم السيئ مع المواطنين وفرض الإتاوات والبلطجة، واستخدام نفوذهم فى التعامل مع المواطنين.

ونجحت جهود قيادات أمن القاهرة فى احتواء الأزمة، خصوصاً بعد مقابلة مدير الأمن شقيقة الضحية، وبعدها توجّه عدد من الأهالى إلى مستشفى أحمد ماهر، ومكثوا قرابة ساعة كاملة حتى وصل فريق النيابة العامة وناظر جثة الضحية، وقرّرت نيابة حوادث جنوب القاهرة، بإشراف المستشار هشام حمدى، المحامى العام الأول، التحفّظ على جثة الضحية فى مشرحة زينهم لتشريحها.

وأظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن مديرية أمن القاهرة حول الحادث، وجود حالة من التضارُب، حيث ذكر البيان الأول أن أجهزة الأمن تلاحق المتهم الهارب للقبض عليه وتقديمه إلى النيابة، وبعد نحو 35 دقيقة كشف البيان الثانى عن أن المتهم مصاب بإصابات بالغة. وكانت مديرية أمن القاهرة أكدت فى البيان الأول أنه «فى ضوء ما تناوله عدد من وسائل الإعلام عن مقتل مواطن على يد أمين شرطة، فإنه أثناء قيام أمين شرطة من قوة النقل والمواصلات بصُحبة أحد معارفه بشراء بعض البضائع من المنطقة المحيطة بالمديرية، وأثناء تحميل تلك البضائع بسيارة ماركة (سوزوكى) قيادة المدعو محمد عادل إسماعيل، وشهرته عادل دربكة، حدثت مشادة كلامية بينهم، قام على أثرها أمين الشرطة بإخراج سلاح نارى عهدته لفض الاشتباك، إلا أنه خرجت طلقة منه نتج عنها مقتل السائق، وتجمّع الأهالى عقب ذلك للنيل من المتهم، إلا أنه تمكن من الإفلات منهم، وأصيب من كان بصحبته إصابات بالغة وتم توجيه عدة مأموريات لضبط أمين الشرطة المتهم عقب هروبه». فيما أكد مصدر أمنى بمديرية أمن القاهرة، فى البيان الثانى حول الحادث، أنه تم ضبط رقيب الشرطة المتهم بالواقعة، حيث تبين أنه الشخص الذى تم التحفّظ عليه فى حالة خطرة عقب المشاجرة، وتم نقله إلى المستشفى، ويُدعى «مصطفى. م. ع»، رقيب أول شرطة من قوة النقل والمواصلات، حيث تم التعرّف عليه، وتبين إصابته بنزيف داخلى واشتباه ما بعد الارتجاج وجروح عميقة وكسور بجميع أجزاء جسده، ولا يمكن استجوابه، وتم إخطار النيابة العامة.

فى الوقت نفسه، جاء بيان وزارة الداخلية برواية تفيد بحدوث مشاجرة بين الطرفين، وأن أمين الشرطة أخرج سلاحه وأطلق منه الرصاص، فقتل السائق «دربكة»، مضيفاً أنه «تبلغ للأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة وقوع مشاجرة ومتوفى بمنطقة باب الخلق، دائرة قسم شرطة الدرب الأحمر، بين رقيب شرطة من قوة شرطة النقل والمواصلات والمواطن محمد على سيد إسماعيل، بسبب خلاف على قيمة تحميل بضاعة على سيارة الثانى، وتجمّع على أثر المشاجرة أنصار الطرف الثانى، مما دعا رقيب الشرطة إلى إطلاق عيار نارى من السلاح عهدته، أصابت الطرف الثانى وتوفى متأثراً بإصابته».

وأشارت «الداخلية» إلى أن أنصار المجنى عليه تعدوا على رقيب الشرطة المذكور بالضرب، وأسفر ذلك عن إصابته بعدة كسور وجروح فى أجزاء متفرقة من الجسم ونزيف داخلى، وتم نقله إلى المستشفى والتحفّظ عليه وإخطار النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية، وتجمع على أثر ذلك عدد من الأهالى بمحيط مديرية أمن القاهرة، وتم استدعاء أهل المتوفى وإطلاعهم على جميع الإجراءات التى اتُخذت حيال المتهم والتحفّظ عليه، حيث انصرف المواطنون المتجمهرون عقب ذلك.

 


مواضيع متعلقة