طفل يحرس «الزبالة» ومفيش مانع «ياكلها»

10:24 ص | الجمعة 19 فبراير 2016

بملابس مهترئة تكاد تضيع معالمها بسبب الاتساخ، يجلس الطفل ذو الـ9 سنوات على حافة كنبة بالية ملقاة فى الشارع إلى جوار مجموعة من صناديق القمامة، المار إلى جواره يظنه للوهلة الأولى أنه «عيل تائه»، وآخرون يظنون أنه «طفل شارع»، وحده الذى يقترب من «ربيع» يدرك أن كلا التفسيرين خاطئ، فالطفل يعمل حارساً للقمامة بأجرة 3 جنيهات فى اليوم.

«من فضلك ماترميش الزبالة برة الصندوق»، بصوت منخفض يحمل رجاءً يقولها «ربيع» للمارة بشارع البحر الأعظم، التزام المواطنين بإلقاء القمامة فى أماكنها المخصصة، هو دوره الذى يقوم به، ليس حباً فى النظافة، إنما طمعاً فى بعض الجنيهات التى يتقاضاها من حراسة القمامة.

المهنة جديدة وبديلة بالنسبة لـ«ربيع» عن التسول: «بقالى شهرين بقعد أحرس الزبالة فى الشارع، بخلّى بالى من الصناديق لحد يسرقها وبخلى الناس ترمى الزبالة جوه الصندوق، واللى مرمى فى الشارع بلمه، بدل الشحاتة والبهدلة».

الكنبة التى يجلس عليها «ربيع» لحراسة القمامة، التى وفرها أهالى الشارع للصغير، هى نفسها المكان الذى يتخذه الطفل للنوم والراحة والاحتماء من برد الشتاء القارس: «مليش مكان غير الكنبة دى، بنام وأصحى وآكل عليها، وهى اللى بتحمينى فى البرد بدل نومة الرصيف».

بين الحين والآخر، يسرح «ربيع» بخياله، يحلم بوضع اجتماعى أفضل، يحلم بأسرة، أب وأم وأشقاء، وبيت صغير، لكن الواقع يصفعه فجأة على وجهه ويذكره أنه سيظل مشرداً: «من يوم ما وعيت على الدنيا وأنا عايش فى الشارع لوحدى، ومعنديش أهل، كان فى ست كبيرة بتخلينى أشحت وهربت منها، ومن يومها سكان الشارع بقوا أهلى وبيدونى وجبة كل يوم وفاكهة، بس اتفقوا معايا إنى أحرس لهم صناديق الزبالة ووفروا ليا الكنبة دى عشان أقعد وأنام عليها، وبيدونى فى اليوم 3 جنيه».