تواضروس خلال قداس جنازة "غالي": كان رجل سلام ومعلما للأجيال ومخلصا للوطن

06:39 م | الخميس 18 فبراير 2016

ألقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كلمة خلال قداس جنازة الدكتور بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، بالكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية في العباسية.

وقال البابا: "نودع هذا الإنسان النبيل الدكتور بطرس غالي على رجاء القيامة، ونودع فيه تاريخًا طويلًا وحافلًا، وكما تقول الأمثال الإفريقية (حينما يموت رجلًا عجوز فإن مكتبة كبيرة احترقت)، ونودعه ليس لكونه إنسانًا مصريًا فقط ولكنه إنسانًا عالميًا، والكلمات التى قيلت في معانيها الجميلة والأعمال العظيمة التي قام بها الدكتور بطرس تحتاج لمجلدات ومجلدات، ولكن نري فيه ثلاث صفات رئيسية هي رجل سلام ومعلم للأجيال ومخلص للوطن".

وأضاف تواضروس: "غالي صانع سلام في كل المناصب التي احتلها وتبوءها منها الأمم المتحدة، والتي كان يقودها منحازًا للسلام وهي وصية إلهية"، مشيرًا إلى أن غالي كان معلمًا لأجيال، بسبب نبوغه وإصراره ودراساته واجتهادته التي جعلت منه إنسانًا نابغًا دارسًا ومتعمقًا في القانون والسياسة الدولية والصحافة والدبلوماسية ليست المصرية فقط بل العالمية.

وتابع البابا، أن الأمر الثالث هو أن دكتور بطرس غالي، نشأ في هذه الأسرة الفاضلة ذات التاريخ العريق والتي تمتد نشاطها في أماكن كثرة بالعالم لكنه احتفظ بطبيعته المصرية وإخلاصه للوطن، وأحب الكنيسة وكان صديقًا للبابا الراحل، شنودة الثالث.

وكشف البابا، أنه زار الدكتور بطرس غالي قبل وفاته بثلاثة أيام في المستشفى، وسبق وأن استشاره في عدة أمور وكانت نصيحته سديدة، قائلًا: "إنه مصري مخلص ويستحق أن يكرم في مماته ورحيله بهذا الحضور الكبير وعلى رأسه الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الجنازة العسكرية وكل القيادات السياسية والعسكرية، واستحق هذا التكريم من خلال الحضور في الكنيسة والكلمات التي قيلت من ممثل الأمم المتحدة واليونسكو والمنظمة الفرانكوفونية، كل هذا يبين كم كان هذا الرجل ليس في مناصبه التي تشرفت به، بل في أهم منصب يجنيه الإنسان وهو أن يحتل القلوب".