بروفايل| «هيكل».. «القلم يبكي رحيل الأستاذ»
بروفايل| «هيكل».. «القلم يبكي رحيل الأستاذ»
«الأستاذ» كمّا يُحبّ تلامذته التأدب في الحديث عنه قبل ذكر اسمه، «صحفي القرن العشرين» في العالم العربي بلا منازع، مَن عرف من أين يُمسّك القلم فحاولنا استراق النظر إلى أنامله، يتحدث فتنصت الأذان لمّا يخرج من فم «لا يتحدث لغوًا»، «شيخ الصحفيين» الذي عاصر وحاور والتقى صنّاع القرار حول العالم في مسيرة امتدت لأكثر من تسعين عامًا، غيّبها الموت عن عالمنا صباح الأربعاء السابع عشر من فبراير من العام 2016.. «رحل هيكل».
لأكثر من 70 عامًا، عمل «الأستاذ» في الصحافة كان قريبًا فيها من الملوك والرؤساء والأمراء أبرزهم كان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، حاور خلال رحلته الثرية غالبية رموز السياسة والثقافة في القرن العشرين ومنهم عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين والقائد البريطاني الفيلد مارشال برنارد مونتجمري، والزعيم الهندي جواهر لال نهرو.
ولد «هيكل»، في الثالث والعشرين من سبتمبر في العام 1923 في بلدة «باسوس» بمحافظة القليوبية، ونشأ في حي الحسين في القاهرة، عَشق القراءة منذ الصغر من خلال كتب شقيق والدته «سلاّم» الذي كان يحتفظ بها في منزل جده، وتأثّر في طفولته ببراعة والدته في قّص الروايات لأبيه ليلًا.
تعّرف على الرئيس جمال عبدالناصر، خلال عمله الصحفي وقت حرب 1948، وجمعتهما صداقة قويّة حتى رحيل «ناصر».
عَبر هيكل بالصحافة إلى نطاق التحليلي الاستقصائي، فلم يكن مجرد صحفيًا عابرًا، حيث استطاع أن يؤسس مدرسة صحفية لها آثارًا في تحليلات الشارع السياسي، وإتقان وبراعة السرد الصحفي في كتابته.
وصدر أول كتاب لهيكل «إيران فوق البركان» في العام 1951، وكان لبعض مؤلفاته صدى كبيرًا بين قرائه ومنها «ما الذي جرى في سوريا»، و«نظرة إلى مشاكلنا الداخلية»، وصدر له كتب عدة عن مؤسسة «الأهرام» منها «نحن وأمريكا» في العام 1986.
أسس «الأستاذ»، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بتشجيع من عبدالناصر، وهو واحد من أهم 11 صحفيًا في العالم، حيث تُترجم كتبه إلى 31 لغة، وصدر له كتاب باللغة الإنجليزية هو « The Cairo Documents» عام 1971.
آمن الأستاذ بأن هناك خيطًا رفيعًا يقع فاصلًا بين السياسة والصحافة، حيث برع في استخدام الشاشة في تحليل المشهد السياسي، نجد ذلك جليًا في سلسلة الحوارات التي أجرتها معه الإعلامية لميس الحديدي على فضائية «CBC»، في سلسلة حوارات بعنوان «مصر إلى أين؟» وتجربته السابقة في قناة «الجزيرة القطرية» التي استعرض فيها تجربته «مع هيكل».
وغيّب الموت الأستاذ محمد حسنين هيكل عن عالمنا، اليوم الأربعاء، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 93 عامًا.