صحفى «الجزيرة» السابق لـ«الوطن»: «الظواهرى» اتفق مع الجماعة على تطبيق الشريعة فى مصر

كتب: سماح حسن

صحفى «الجزيرة» السابق لـ«الوطن»: «الظواهرى» اتفق مع الجماعة على تطبيق الشريعة فى مصر

صحفى «الجزيرة» السابق لـ«الوطن»: «الظواهرى» اتفق مع الجماعة على تطبيق الشريعة فى مصر

ليس سهلاً على أى مواطن أن يتخلى عن جنسيته المصرية، حتى لو كان الأمر يتعلق بالانعتاق من السجن، لكن الصحفى محمد فهمى، المتهم فى قضية خلية الماريوت، عاش فترة طويلة داخل السجن، تغيرت فيها أفكاره، وقرر الثأر من المتهم الأول فى القضية؛ قناة الجزيرة، التى خدعته، وفى نفس الوقت تخلت عنه، التقى قيادات الإخوان فى السجن، وفتحوا له صدورهم، واعتقدوا أنه واحد منهم. {left_qoute_1}

فى حواره لـ«الوطن» يكشف «فهمى» ما دار بينه وبين الإخوان فى سجن العقرب، وكيف يعيشون داخل السجن ومدى كراهيتهم للوطن، وأسباب عداء قطر لمصر، ومحاولة تشويه أى إنجاز يحدث، كما أوضح أسباب هجرة المعارضين القطريين، ورفعهم قضايا ضد حكومة بلادهم.. وإلى الحوار.

■ ما آخر تطورات القضية المرفوعة ضد قناة الجزيرة؟

- القناة عينت أكبر شركة محاماة فى كندا للدفاع عنها، وقدمت طلباً للمحكّم بنقل القضية إلى دولة قطر، لأنهم يرون أن التعاقد بينى وبينهم تم هناك، لكننى رفضت ذلك، وقمت باستخراج تقرير من الأمم المتحدة يثبت أن القضاء القطرى مسيّس ويخضع لسيطرة الأسرة المالكة، وأغلب القضاة ليسوا قطريين ويعيشون فى قطر تحت رحمة هذه الأسرة، وهو تقرير مهم يثبت أن نقل القضية إلى قطر مستبعد تماماً، وأنا أقاضيهم فى كندا لأننى أملك الجنسية الكندية، وثانياً مستحيل أن أذهب إلى قطر، لأننى شخص مهدد إذا دخلت هذه الدولة، والسبب فى محاولة نقل القضية إلى قطر تقليل التغطية الإعلامية فى الغرب، والتحكم فى مسار القضية لصالحهم، وخلال وجودى فى كندا قمت بعمل مقابلات أسبوعية أشرح فيها أبعاد القضية وكيف قامت قناة الجزيرة بخداعنا فى العمل والإضرار بنا، كما قمت بالسفر لعدد من الدول الأجنبية مثل فرنسا ولندن وأمريكا ونظمت ندوات كثيرة وشرحت القضية وكيف قامت قناة الجزيرة بتوريطى وخداعى ووضعى تحت طائلة القانون، والمعركة مستمرة.

■ ما الوثائق التى قدمتها فى المحكمة ضد قناة الجزيرة؟ وهل من الممكن أن تتنازل عن القضية؟

- اعتقدت قناة الجزيرة أن رفعى للقضية مراوغة للخروج من السجن فى مصر فقط، وأننى بمجرد أن أخرج سوف أتنازل عنها، لكنهم فوجئوا بأننى قدمت ملفاً للمحكمة به أوراق ومستندات تدينهم ووثائق مسرّبة من الحكومة القطرية تثبت صحة كلامى واتهام قناة الجزيرة بالخداع وتأييدها للجماعات الإرهابية وجماعة الإخوان المسلمين ضد النظام، وأنهم لا يملكون التراخيص اللازمة لمزاولة النشاط الصحفى، كما أن دعمهم لجماعة الإخوان المسلمين ليس فقط فى مصر ولكن فى دول عربية عديدة، وأنهم يتبعون سياسة الحكومة القطرية ويخرقون قوانين وأسس الصحافة، ويوجد مستند سُرّب من الديوان الأميرى يثبت أن ميزانية الجزيرة تتماشى مع سعر البترول القطرى، لذلك وجدنا الآن قيام قناة الجزيرة بخفض أعداد العاملين لديها، بل وقيامها بإغلاق محطات فى دول مختلفة منها فى أمريكا، رغم المصاريف الكبيرة التى أنفقوها على القناة، وقامت الجزيرة بصرف 2 مليار دولار على مشروع الجزيرة أمريكا، لكنه لم يحقق أى نجاح يُذكر، وهناك أكثر من قضية ضد قناة الجزيرة فى الولايات المتحدة.

{long_qoute_1}

■ ما الأسانيد التى تعتمد عليها فى قضيتك بجانب الأوراق والوثائق؟

- لدىّ جيش من الشهود ومن جنسيات مختلفة، مصريون وسوريون ولبنانيون، ويوجد أيضاً شهود من الأجانب يثبتون كيف تقوم قناة الجزيرة باختراق القوانين والعمل دون تصاريح، فضلاً عن مساندة الجماعات الإرهاربية وتأييدها ضد الأنظمة الحاكمة لإثارة الشغب والفوضى، وهى معركة طويلة الأمد، ورغم أنى أقف بمفردى فى القضية ضد قناة الجزيرة، فإننى متأكد أننى سوف أكسبها، وسأستمر فيها حتى النهاية، رغم الصعوبات التى تواجهنى، وهى أننى أحارب دولة، وليس قناة فقط، لكن من حسن حظى أن صحفيين فى مختلف الدول يتفهمون موقفى وقضيتى.

■ هل تساندك الحكومة المصرية فى قضيتك؟ وهل تلقيت تهديدات من قناة الجزيرة بسببها؟

- لا يوجد مساعدة من الحكومة المصرية فأنا أعمل باستقلالية تامة، ولم أطلب أى مساعدة، وأقف بمفردى ومعى المحامين الكنديين والمحامى المصرى محمد حمودة فقط، وأجتهد لأن حياتى كلها منصبّة على القضية، وحتى الآن أبحث عن موظفين جدد لديهم شهادات تثبت اختراق قناة الجزيرة لقوانين العمل، كما تم تهديدى بأساليب مباشرة وغير مباشرة وكلها تهديدات بتشويه السمعة، وأنا لا أتعامل مع الجزيرة، منذ خرجت من السجن، وقابلت مسئولين فى الخارجية البريطانية والبرلمان البريطانى وقدمت لهم ملفاً عن القضية وكيف قامت قناة الجزيرة بخرق القوانين والعمل دون رخصة، وسلمت لهم تقريراً بكافة الأوراق والمستندات الخاصة بالقضية، لقد قمت بالعمل فى أكثر من جهة صحفية أجنبية ولم أفكر فى يوم بسؤال الجهة التى أعمل لديها: هل تملكين رخصة عمل من عدمه، لكنى فى بداية عملى مع قناة الجزيرة سألت: هل تملكون التصاريح من الحكومة المصرية؟ وكان الرد عن طريق الإيميل بأنهم بالفعل يملكونها. {left_qoute_2}

■ ماذا فعلت بعد خروجك من السجن، وما سبب سفرك للخارج؟

- سافرت إلى العاصمة الأمريكية وقابلت منظمات صنع القرار مثل واشنطن إنستتيوت، ومسئولين من معهد كارتر، وجامعة «يو إس آى». ولعملى فترات طويلة فى الصحافة الغربية وثقتهم فى، وجدت رد فعل إيجابياً من جانبهم، وساندونى فى قضيتى.

■ لماذا تدعى قطر أن قناة الجزيرة منفصلة عن سياسة الحكومة هناك؟

- أنا بتكلم بمستندات تثبت أن الحكومة القطرية تتدخل فى كل أعمال قناة الجزيرة، كما أن «ويكليكس» سرّب أوراقاً تثبت أن الحكومة القطرية لديها سلطة على القناة، ولا توجد قناة فى العالم لا تتدخل الحكومة بالسيطرة عليها بنسب متفاوتة، وأثناء عملى فى معظم الجهات الأجنبية كانت إدارة العمل لا تتدخل فى عملى على الإطلاق، وحينما عملت مع قناة الجزيرة الإنجليزية، وقدمت تقريراً ينتقد إدارة الحكومة القطرية رفضت القناة إذاعته، وكان الرفض دون سبب. وبمجرد أن رفعت القضية على قناة الجزيرة قام عدد كبير من القطريين المعارضين لسياسة دولة قطر بالاتصال بى ومساندتى، وقالوا إنهم تركوا الدولة بسبب السياسات القطرية المتعسفة، وهم موجودون فى أكثر من دولة، وأيضاً فى مصر، ومنهم شقيقة وزير الاتصالات القطرى الحالى، وهى معارضة من الدرجة الأولى، وقد تم حبسها إدارياً لمدة عام ونصف العام، لأنها كشفت فساد الحكومة القطرية، وتبحث فى الوقت الحالى عن محام لمقاضاة دولة قطر، وكانت تعمل بداخل القصر الأميرى بقطر، ولاحظت وقائع فساد، واعترضت عليها، فكان جزاؤها الحبس والطرد والتحفظ على ممتلكاتها، وفى لندن يوجد خالد الهيلى، وهو معارض قطرى يؤسس حزباً قطرياً ديمقراطياً فى لندن، ويقوم بشن حملة ضد الإخوان وضد سياسة الحكومة القطرية، ويعمل بقوة ضد هذه السياسيات، واعتراضاتهم تتلخص فى أن قطر لا يوجد بها حقوق إنسان ولا حرية صحافة، ولا يوجد أحزاب سياسية، ويجرى منع اتحادات العمال.

■ هل توافق على التصالح مع قناة الجزيرة، وما هى شروطك؟

- أول شىء إصدار بيان بأنها لم تمتلك تراخيص البث اللازمة، وأن الصحفيين لا دخل لهم بهذا الموضوع، وأن تعترف بالخطأ، وأنهم أضروا بنا على كافة المستويات المهنية والشخصية والجسدية.

■ وهل تعتقد أن قناة الجزيرة ما زالت حتى الآن تدعم الجماعات الإرهابية؟

- دعمها مستمر ومعروف، فدولة قطر تدعم جبهة النصرة، والمقابلة التى أعتبرها إعلاناً لجبهة النصرة، قام بها أحمد منصور، كما قامت قناة الجزيرة بإرسال إيميل رسمى لكافة العاملين فى القناة بعدم ذكر كلمة إرهابى وصفاً لمقاتلى الجبهة، وأن يطلقوا عليهم اسم الثوار، إنهم مستمرون فى دعم كافة التنظيمات الإرهابية، وعندما دخلت السجن قابلت أعضاء جماعة الإخوان المحبوسين داخل سجن العقرب، ومنهم عدد من القيادات، وفى بداية الأمر كانوا يعتقدون أننى واحد منهم، فكانوا يتحدثون معى بكل سهولة، وكانوا يريدون أن تكون مصر مركزاً للجماعة، كما يريدون أن يطبقوا الطريقة التركية فى حكم البلاد.

■ ما علاقة محمد الظواهرى بالإخوان، وهل قابلته قبل ذلك؟

- تحدثت فى أمريكا عن علاقة قطر وقناة الجزيرة بالظواهرى، وعلاقته بجماعة الإخوان، وقد تحدث لى الظواهرى عن علاقته بالجماعة، وقال إنه كان هناك اتفاق بينه وبينها وهو اتفاق غير معلن، ويقضى بمساعدة الإخوان فى حال وجود مظاهرات يوم 30 يونيو، أو قيام الشعب بعمل ثورة، ومن ضمن الاتفاق أيضاً تطبيق نظام الشريعة الإسلامية، وإخراج بعض المحبوسين قبل 25 يناير من السجون، وعندما تحدثت عن علاقة الظواهرى بالإخوان فى آخر ندواتى فى أمريكا أصيبوا بدهشة من هذه العلاقة، وكانت معلومة مهمة بالنسبة لهم.

■ ما آخر تطورات محاولة استعادتك للجنسية المصرية؟

- قدمت طلباً إلى وزارة الداخلية، وآخر تطور فى القضية هو أن التقرير تم رفعه إلى رئاسة الجمهورية، وأعتبر أن حصولى على الجنسية المصرية من أهم الأهداف التى أسعى إليها، وأرجو من الرئيس عبدالفتاح السيسى منحى الجنسية المصرية مرة ثانية، مع العلم بأننى تم خداعى فى قضية قناة الجزيرة، كما أن الجزيرة قامت بدعم مؤتمر اليونيسكو فى باريس، وهذا المؤتمر يتحدث عن حرية الصحافة وقامت قناة الجزيرة بالحديث عن ملف الصحافة بمصر، وأكدت أن السلطة تقوم بحبس الصحفيين، وحاولت الجزيرة تشويه صورة مصر فى المؤتمر، بالإضافة إلى القضية التى رفعتها الجزيرة ضد البلاد، واتهمت فيها مصر بمنعهم من ممارسة العمل الصحفى، وطالبت بالتعويض.

■ كيف ترى العلاقة بين البلدين؟

- دائماً تحدث محادثات بين مصر وقطر، وتطلب الأخيرة من مصر إعادة العلاقات بشروط، وهذه الشروط لا يقبلها الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومنها الإفراج عن الرئيس المخلوع محمد مرسى، والقيادات الإخوانية، وهذه طلبات غير واقعية، وليس من حقهم المطالبة بها، وأصبحت قطر ملجأ لجماعة الإخوان، وطلبت أمريكا منها إلقاء القبض على بعض العناصر الإرهابية، إنهم يعيشون فى قطر بحرية، وأمريكا لديها دلائل على دعمهم جبهة النصرة وبعض الجماعات المتطرفة فى سوريا والعراق.

■ كيف كان يجرى التعامل معك فى سجن العقرب، وكيف كان قيادات الإخوان يقضون أيامهم داخل السجن؟

- المعاملة فى سجن العقرب كانت عادية، لكنه أحد السجون القاسية، وأعتقد أنه لا ينبغى أن يكون السجن بهذه الطريقة، أما الإخوان فيعيشون فى سجن العقرب بشكل مستقر، فهم متمسكون بأفكارهم، ولديهم اعتقاد بأن مرسى سيخرج من السجن ويعود إلى الحكم مرة ثانية، كما أنهم غير مقتنعين بأى حوار، ومتأقلمون على الوضع، لدرجة أن أسرهم ترسل لهم الطعام كل يوم من خارج السجن، وكان حازم أبوإسماعيل يأتى إليه جميع أصناف الطعام ومنها المحشى والملوخية والبط من الفنادق والمطاعم، وإذا حدثت أعمال إرهابية خارج السجن كانت الإدارة تعاقب المسجونين، وهشام قنديل كان دائماً يحذرنى من قطر وهيمنتها على قناة السويس، وفى المقابل، كنت أجد المرشد داخل السجن يدعو لقطر، وهم يعتقدون أن السجن مجرد وقت سوف ينتهى، وسيغادرون بعده إلى دولة قطر. {left_qoute_3}

■ هل كانوا يتوقعون ما حدث فى 30 يونيو؟

- 30 يونيو بالنسبة لهم عقدة لن تنتهى بمرور الزمن، فهو اليوم الأسود لهم، ولم يكونوا يتوقعون أن ينتهى بهم الوضع داخل السجون، كانوا يرسمون لأنفسهم حياة مختلفة بعد تولى مرسى الحكم، وأصبح اسم السيسى يثير غضبهم كثيراً.

■ هل ترى أن المصالحة مع الإخوان ممكنة؟

- إطلاقاً، فلن تنفع معهم أى مصالحة، ولا الدخول فى الحياة السياسية، الإخوان لا يصلحون للحياة السياسية، ومكانهم الحقيقى داخل المساجد، وهذا الحكم ناتج عن الفترة التى عشتها معهم داخل السجن، فقد رأيت بنفسى الفريق الرئاسى الذى كان يدير مصر وقت حكمهم، فوجدت أحد المسئولين عن الأمن فى الرئاسة وقت حكم مرسى خريج كلية الزراعة، وليست لديه أى فكرة عن الأمن، وتأكدت من خلال المعايشة اليومية مع قيادات الإخوان أنهم لا يصلحون للحياة السياسية، ففكرهم كله إرهاب ودمار للبلد، لكن يجب على الحكومة فصل الطلبة المحبوسين والشباب عن قيادات الجماعات الإسلامية لأنهم خلال فترة السجن يقومون بعمل غسيل مخ لهم، وهؤلاء الطلبة عندما يدخلون السجن يندمجون مع هذه الجماعات بشكل كبير، فأرجو من المسئولين فصل هؤلاء الطلبة عن قيادات الإخوان، فقد رأيت أن طريقة وأفكار بعض الطلبة تغيرت.

■ هل قامت قناة الجزيرة بالتفاوض معك أو قدمت عروض عمل لك بعد خروجك من السجن؟

- نهائياً، ولا أقبل أى عرض منها، وما زالت القضية التى رفعتها ضدهم مستمرة.

 

 

«فهمى» يتحدث إلى «الوطن»


مواضيع متعلقة