عمرو موسى: المنطقة العربية في طريقها نحو نظام إقليمي جديد

03:17 م | الاثنين 15 فبراير 2016

شارك عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية السابق، أمس الأحد، في احتفالية مرور 70 عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية بالمجلس الأعلى للثقافة في دار الأوبرا، تحت عنوان "بين آلام الماضي وأحلام المستقبل".

وأشار موسى، إلى دورالثقافة كقوة ناعمة تعمل على حماية العمل العربي بل والوجود العربي ككل، مشيرًا إلى أنّه لا يتفق مع الرأي القائل "إننا مجرد ضحية لمؤامرة من أول الأمر إلى آخره".

وأضاف أنّ هناك مؤامرة لا شك فيها وسياسات تتوجه إلى تقزيم العمل العربي، ولكن أيضًا هناك أخطاء علينا جميعًا الاعتراف بها، والتي أدت بدورها مع عناصر أخرى خارجية، إلى تشكيل الأزمة التي نمر بها نحن حاليًا.

{long_qoute_1}

ولفت إلى أنّ العالم العربي يعاني أمراضًا ثقافية واجتماعية واقتصادية وأمنية، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تُبذَل حاليًا في الجامعة العربية من أجل التطوير، إلا أنّ الأمر يتطلب إعادة النظر في النظام العربي كله .

وأوضح أن الأمر الآن يتطلب إعادة النظر في النظام العربي والإقليمي كله، ولا بد أن ندرك هذه القضية وبسرعة وأن نطبق نظامًا جديدًا لأن الوقت يداهمنا، ومراكز الأبحاث في الدول العظمى بدأت في دراسة مستقبل هذه المنطقة ربما لإعادة تخطيطها.

{long_qoute_2}

وذكر الأمين العام السابق للجامعة العربية، أنّ من أخطر ما نواجهه هي تلك النظرية الشيطانية التي تسمى بالفوضى الخلّاقة، فهذه ليست مجرد نظرية فقط، وإنّما لها أدبياتها وشروحتها والكتب التي تتعرض لها والمقالات التي تحددها وتدفع إليها، فعند النظر إلى الخريطة العربية والإقليمية نرى أن المتغيرات تتم الآن ومتغيرات أخرى قد يجري التحضير لها من كيانات جديدة ومن تحديات زُرعت حتى يتم هذا التقسيم الكبير من المجتمعات العربية كالنزاع الذي تم إحياؤه بين الشيعة والسنة، وانتشار الكثير من الطوائف والتيارات التي تسببت في الانقسام بالوطن العربي.

واعتبر أنّ المنطقة في سبيلها إلى الحركة نحو نظام إقليمي جديد، مضيفًا أنّ القوة العربية لا تعني قوة عسكرية للغزو لكنها تعمل على استقرار الوطن العربي والعمل على المستوى الذي يساعد على وضع اللمسات التي يمكن أن تخدم العالم العربي في تلك المرحلة.

{long_qoute_3}

وختم موسي حديثه مؤكدًا أهمية دوراللغة العربية، متطرقًا إلى ما وصفها بـ"المهانة الشديدة" التي تتعرض لها اللغة حاليًا في كثير من البلدان العربية ومنها مصر، حيث إنّ هناك شوارع بأكملها لا يوجد بها عنوان عربي واحد، بل أيضًا هناك مبانٍ رسمية مدون عليها العناوين باللغة الأجنبية فقط، وهذا يمس اللغة العربية، فهي مسؤولية نتحملها ولا يجب أبدًا أن نقبل بالمساس بها، ولذلك يجب أن يكون لمجلس النواب دور مباشر في هذا الأمر، وأن يحافظ على كيان لغتنا العربية حيث تعتبر هي بمثابة اللغة الأم والأولى، ثم تأتي اللغات الأجنبية كصف ثانٍ وليس بديل.