نبيل العربي: مكافحة الإرهاب تتطلب "ثورة ثقافية" تعيد للدول العربية مجدها

كتب: هديل هاشم

نبيل العربي: مكافحة الإرهاب تتطلب "ثورة ثقافية" تعيد للدول العربية مجدها

نبيل العربي: مكافحة الإرهاب تتطلب "ثورة ثقافية" تعيد للدول العربية مجدها

شهد الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، احتفالية بمناسبة مرور 70 عاما على إنشاء وتأسيس جامعة الدول العربية تحت عنوان "آلام الماضي وأحلام المستقبل"، والتي أقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة، أمس، بحضور وزير الثقافة حلمي النمنم، والسيد عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية.

وقال الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية: "إننا نحتفل بالذكري السبعين للجامعة ومن المفيد أن نقول أن الجامعة نتاج فكري وثقافي وأن الميثاق كتب عام 1944 وكان قبل أي ميثاق آخر وقبل أن تضع الحرب العالمية أوزارها كانت الدول العربية سباقة في الاجتماع والاحتشاد".

{left_qoute_1}

وأشار إلى أن الجامعة تهتم بالدور الثقافي وستنهض على أساس الثقافة والتاريخ واللغة العربية، مؤكدًا أن وحدة الثقافة العربية هي نموذج للتسامح وقبول الآخر، فالثقافة نمط يتجاوز الحدود والجدران، ويسوغ المعيار المشترك بين الدول".

وأضاف: "الثقافة تشكل الانبعاث المتين للحضارة، والأمة العربية تواجه تحديا كبيرا وهناك حروب واقتتال شرقا وغربا وتغيرات عنيفة تفرض على الجميع التوقف ومراجعة التغيرات الثقافية في الوطن، وتطرح التحديات الفكرية والعربية وقواعد العمليات السياسية والدولة الوطنية ومدى قدرتها على مواكبة التحديات، وطرح البدائل التي تمر بها الأمة العربية، وأصبحت الأمة العربية تمر بالتغيرات الثقافية والسياسية التي أصبحت شغل العالم كله".

{left_qoute_2}

وتابع:"أن مكافحة الإرهاب تتطلب أيضا مواجهة فكرية وثقافية شاملة تتمكن من الإجابة بصراحة على الأسئلة الصعبة التي تعيشها الأمة".

وأشار إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة واتفاقهم على مواجهة الإرهاب بكافة السبل سياسيا وفكريا وثقافيا، مشيرًا الى أن الأمر يتطلب ثورة ثقافية وفكرية وتعليمية تعيد للدول العربية فكرها وثقافتها.

وقال الدكتور عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إنه كان يتمنى أن تصبح الندوة بعنوان أحلام الماضي وآمال الحاضر واستشراف المستقبل، فقد كان هناك حلما عربيا كبيرا وكان هناك فشلا صارخا ولولا جامعة الدول العربية لتفككت الروابط والكيانات.

وأضاف موسى: "أنه من الضروري إعادة النظر في كثير من المسلمات القائمة وأهمها حالة العالم العربي وهل يمكن اعتبارها جروحا يمكن تضميدها أم مرضا عضالا يحتاج لعملية جراحية، ولكن نحن وبلادنا نعاني من مرض عضال اقتصادي وثقافي واجتماعي وأيضا أمني، ورغم الجهود الكبيرة في الجامعة إلا أن الأمر يتطلب إعادة النظر في النظام العربي والإقليمي كله، ولابد من الاتفاق على نظام جديد مع الإبقاء على الجامعة العربية، فالدول العظمى تدرس مستقبل هذه المنطقة لإعادة تخطيطها بمناسبة مرور 100 سنة على اتفاقية سايكس بيكو".

{left_qoute_3} وتابع: "أخطر ما واجهنا النظرية الشيطانية القائمة على طرح متغيرات كثيرة واستحداث كيانات جديدة تستخدم الفصل الكبير بين المجتمعات العربية والنزاع بين الشيعة والسنة، وأمور أخرى تتعلق بالحكم ومصير بعض الدول العربية، وأن هذه المنطقة تحتاج إلى نظام جديد".

وأضاف أن الحالة العربية تستدعي الحفاظ على الجامعة العربية مع دعمها ودفعها إلى الأمام، مشيرًا إلى أن هناك مقترحات تمت الموافقة عليها ولم تنفذ وأهمها القوة العربية المشتركة، مؤكدًا أنها لا تعني قوة عسكرية للغزو ولكن في معظمها تقوم على حفظ السلام والمساعدة على استقرار الدول العربية وليس فردا.

وأوضح أن هذا المشروع الذي يتحمس له الأمين العام مهم ويعتبر بالفعل تغييرا موضوعيا في مسار جامعة الدول العربية.

{long_qoute_1}

ووجه عمرو موسى، الشكر لوزير الثقافة على دعوته للندوة حتى يتمكن من مناقشة عمل جامعة الدول العربية والجانب الثقافي بصفة خاصة، ولعل هذا الجانب يساعد على وضع بعض نقاط التماس في العالم العربي، مؤكدًا أن اللغة العربية تتعرض لمهانة شديدة الآن بعد سيطرة اللغات الأجنبية، إضافة إلى تحويل العربية إلى العامية وهو ما يهدد الوجود الأساسي لللغة العربية.


مواضيع متعلقة