وكالة روسية: التدخل العسكري في سوريا "سيف ذو حدين" لتركيا وناتو

وكالة روسية: التدخل العسكري في سوريا "سيف ذو حدين" لتركيا وناتو
قالت وكالة "نوفستي" الروسية إن تساؤلات كثيرة أثارها قرار حلف شمال الأطلسي "ناتو" حول إرسال طائرات "أواكس" إلى تركيا للمشاركة في عمليات التحالف الدولي الخاصة بسوريا، ولكن من المهم جدا التذكير بأنه لا يمكن من حيث المبدأ استخدام هذا النوع من طائرات التجسس والاستطلاع ضد تنظيم "داعش"، لأن داعش لا يملك أية وسائط للهجوم الجوي، بخاصة بالأعداد التي يمكن لهذا النوع من الطائرات أن يكتشفها ويرافقها ويحددها كأهداف.
للخوض في الموضوع يجب في البداية محاولة تحديد المهمة التي يمكن أن تنفذها طائرات الاستطلاع والتجسس من طراز "أواكس" التابعة للناتو، في تركيا. يتفق المراقبون والخبراء على أن دورها الأساسي يكمن في ردع روسيا والتصدي لها في سوريا.
وجاء في تقرير "ناتو" المنشور في 26 ديسمبر عام 2015 أن الحلف قرر إرسال طائرات من نوع Boeing E-3 Sentry للاستطلاع الإلكتروني البعيد المدى، من ألمانيا إلى تركيا، بهدف تنفيذ "مهمة إنسانية" تنحصر في حماية المجال الجوي التركي فقط.
من المعروف أن هذه الطائرات تستطيع اكتشاف حتى 1500 هدف جوي ومرافقة من 100 إلى 300 منها، وفي ذات الوقت توجيه نحو هذه الأهداف 45 مقاتلة، والمنظومة المذكورة ترى الهدف الجوي وهو على بعد من 245 إلى 400 كلم.
ولذلك يثير السخرية قول البعض أن طائرات الاستطلاع والتجسس المذكورة ستستخدم حصرا ضد الإرهابيين. طبعا الزمن وحده سيكشف لنا كيف سيجري استخدام هذه الطائرات على أرض الواقع. لا يمكن بتاتا في الوقت الحالي التكهن بكيفية تغير خلفية التكتيكات وظروف المفاوضات – هذه الأمور قد تتغير بشكل غير متوقع بتاتا.
لكن يبقى أمر واحد لا شك فيه، وهو أن استخدام طائرات أواكس يزيد من قوة وإمكانيات المجموعة الجوية التابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، خلال المواجهة الجوية مع الخصم وفي الصراع مع وسائط دفاعه الجوي. ومن المعروف أن نبأ إرسال طائرات أواكس إلى تركيا أثار رد فعل سريع ومتوقع لدى روسيا.
ففي يوم 11 فبراير الجاري تم تنفيذ فحص مفاجئ لقدرات القوات الروسية في القرم، وخلاله انطلقت إلى الجو مقاتلات حديثة، ونفذت الوحدات الفنية مهمات الاستطلاع الجوي على مسافة أكثر من 400 كلم. وهذا يدل على أن القيادة الروسية تدرك وتأخذ بعين الاعتبار كل المخاطر المحتملة التي يمكن أن تزداد وتتطور خلال ساعات محدودة.
وكالعادة تترافق الاستعدادات العسكرية الغربية المذكورة بتسعير الحملة الإعلامية ضد روسيا، والتي يشارك فيها العديد من رؤساء الدول والحكومات والخبراء والمختصين. على سبيل المثال لا الحصر، قال المليونير الأمريكي المعروف جورج سوريس: "بوتين ليس بالحليف ضد داعش".
في الختام يجب القول أن التدخل العسكري في سوريا سيكون "سيفا ذا حدين" بالنسبة لتركيا وناتو، لأنه سيخلف موجات بالملايين من اللاجئين التي ستزعزع الاستقرار كليا في تركيا ذاتها وفي الاتحاد الأوروبي، وسيصيب ذلك حتى مصالح الولايات المتحدة.