«طيّار عيش.. ونفسه فى ناشر يطبع له ديوان»

كتب: محمد عزت

«طيّار عيش.. ونفسه فى ناشر يطبع له ديوان»

«طيّار عيش.. ونفسه فى ناشر يطبع له ديوان»

لا يقتل الحظ روحاً مرحة تسكن «أحمد».. اسمه أحمد عبدالعال، صاحب الـ28 عاماً، خريج آداب القاهرة، قسم الترجمة، ينتهى به الحال، ككثير من رفاق جيله، ليكون «حاصلاً على مؤهل عالٍ» بحسب بطاقة الرقم القومى، لكن مهنته «طيّار عيش» بحسب الواقع.

«أحمد»، المقيم فى فيصل، والمقبل من الفيوم، مرَّ، كعشرات غيره من هواة الصحافة، على عدد من الصحف للعمل محرراً ثقافياً، سمع إشادات كثيرة بمهاراته فى الكتابة وثقافته، لكنه لم يرَ على أرض الواقع ما يساعده فى فتح ثغرة للقمة العيش والوجود: «نزلت تدريب بس لقيت الصحافة محتاجة فلوس كتير تصرفها عليها، فقررت أشتغل أى شغلانة».. من «مكوجى» لـ«طيار نقل العيش» على الأقفاص، رحلة عمل لم تمنعه من ممارسة هوايته الوحيدة.. «القراءة».. يمارسها حتى وهو فوق «البسكلتة» بإحدى يديه ورأسه مغطى بطاولة العيش، ويسخر من مشهده ذلك بقوله: «أحمل فوق رأسى خبزاً لا تأكل الطير منه».

{left_qoute_1}

وضعه بين أقرانه دائماً ما يثير إحباطه، يعمل وسط صبية لا يدركون الفرق بين «الألف وكوز الدرة» لكنه يستمسك بالصبر وينهى عمله نهاراً ليعود إلى إحباط الليل: «باشتغل فى بقالة بعد الضهر عشان أصرف على نفسى.. مفيش وقت كتير قدامى بس باحاول أستغل أى لحظة فى الكتابة والقراية.. وبألقط أى ورقة فاضية وأكتب عليها خواطر اللى ييجى فى بالى قبل ما تطير».

«الطيّار الكاتب أو الكاتب الطيّار»، يكتب القصة القصيرة وشعر التفعيلة ويوصى بالقراءة: «لازم أقرأ كل يوم لأنى عامل زى الزرع لازم يشرب بصفة مستمرة»، ويضيف أن أقصى أمانيه أن يجد ناشراً يطبع له ديوانه، لافتاً إلى أنه يعكف حالياً على كتابة مجموعة قصصية، ومن حين لآخر يراسل الصحف لكتابة مقالات بالمجّان تُنشر فى «بريد القراء».


مواضيع متعلقة