أمام «أكاديمية الشرطة» لا شرطة ولا أمن ولا أمان

كتب: محمد سعيد

أمام «أكاديمية الشرطة» لا شرطة ولا أمن ولا أمان

أمام «أكاديمية الشرطة» لا شرطة ولا أمن ولا أمان

هدوء تامّ يسيطر على أرجاء العباسية فور إغلاق الهيئات الحكومية أبوابها، ويخلو الشارع تماماً إلا من بعض السيارات المارة بالطريق وبعض أفراد الأمن المتمركزين أمام البوابة الرئيسية لأكاديمية الشرطة والمختصين بحماية المبنى فقط.

تبدأ أعمدة الإنارة بشارع السرايات إضاءتها الشارع، وتتحول المنطقة بأكملها إلى أرض خصبة للصوص للبدء فى افتراس أهالى المنطقة المارّين فى ذلك الوقت، إذ تمتلئ العباسية بالهيئات الحكومية، مثل السجل المدنى وجامعة عين شمس وأكاديمية الشرطة وغيرها، كما يخلو ذلك المربع بشارع السرايات من المحلات التجارية إلا محل كبير للجزارة وآخر للفراشة، ربما لأمور تتعلق بالأمن بتلك المنطقة.

وعلى الرغم من امتلاء المنطقة بأعمدة الإنارة على جانبَى الشارع فإنها تفتقر إلى الأمن بشكل كبير، مما أدى إلى توالى عمليات السرقة وتثبيت المواطنين، وهو الأمر الذى يتم بشكل مستمر عن طريق الدرَّاجات البخارية.

محمود مهدى (27 عاماً)، أحد سكان منطقة العباسية، محاسب فى الشركة المصرية للمقاولات، يروى حادثة سرقته أمام أكاديمية الشرطة قائلاً: «من حوالى 6 شهور كنت نازل من البيت رايح مشوار فى مدينة نصر، وقُلت أتمشى عشان أركب من ناصية أكاديمية الشرطة بشارع السرايات، وكنت مستعجل جدّاً بصراحة فطلّعت الموبايل عشان أبص على الوقت، وكانت الساعة 8 بالليل، وقت مش متأخر».

يكمل «محمود»: «فجأة ظهرت فيسبا جاية عكس الاتجاه وخطفوا الموبايل من إيدى وكمّلوا سير فى عكس الاتجاه، قدام مبنى زى أكاديمية الشرطة، ومفيش حد من أفراد الأمن اتدخّل أو سأل فيه إيه، وطبعاً حاولت أجرى وراه بس كان مستحيل ألحقه، ووقّفت تاكسى وحاولت ألحقه بس معرفتش».

ويوضح «محمود» أنه ذهب فى اليوم التالى إلى قسم الوايلى بالعباسية لتحرير محضر ضدّ عملية السرقة، وحكى لأمين الشرطة بالقسم ما حدث بالتفصيل، فرفض أمين الشرطة كتابة جملة «أمام أكاديمية الشرطة» قائلاً: «لا مش هاكتب قدام أكاديمية الشرطة، هى معروفة إنها قدامها، هاكتب شارع السرايات بس، ومابنكتبش أكاديمية الشرطة»، ويضيف محمود: «شارع السرايات ده بتفرُّعاته على طول فاضى وهادى جدًّا، ومفيهش أى محلات، وده اللى خلّى حوادث سرقة كتير تحصل فيه، سواء سيدة تتخطف شنطتها أو سرقة موبايل من سكان المنطقة، وقبل كدة اتثبّت جارى عن طريق ثلاثة أشخاص بالسلاح الأبيض وخدوا منه كل حاجة».

ويؤكد «محمود» أنه لا تهمّه قيمة الموبايل بقدر ما يهمّه قيمة المبنى الذى سُرق أمامه، وإحساسه بسرقة هاتفه على مرأى ومسمع المسئول عن حمايته وتأمينه، وعن شعور اللا مبالاة الذى سيطر عليه بعد تلك الواقعة وحدوثها أمام مبنى تابع لوزارة الداخلية، مضيفاً: «أفراد الأمن اللى واقفين هناك بيحموا المبنى بس، ولو حد اتقتل قدامهم مش هيتحركوا.

 


مواضيع متعلقة