طاقم الدبابة «أرماتا» موجود داخل كبسولة فولاذية بعيداً عن الذخيرة لزيادة فرص النجاة من القذائف المعادية

09:14 م | الجمعة 12 فبراير 2016

فى هذه المناسبة تعمد القادة العسكريون فى روسيا إظهار دبابتهم الغامضة «أرماتا» وقد حرص الرئيس الروسى على القيام بزيارة المصنع الذى تنتج فيه هذه الدبابة منذ فترة قريبة، وحسب المحلل العسكرى الأمريكى «دايف ماجومدار» فى مقال بمجلة «ناشيونال إنترست» فإن هذه الدبابة واحدة من أخطر 5 أسلحة روسية جديدة، وبرر ذلك بأن جوانب خطورتها من وجهة نظره أن تصميمها تم بناء على منصة واحدة ستنصب عليها الدبابات والعربات المدرعة بكافة الأنواع، أما فيما يتعلق بالدبابة نفسها فإنها ستزود ببرج غير مأهول ودرع متطور، ما يجعلها أقل تعرضاً من قبل الوسائل المضادة للدبابات، وطبقاً لما أعلن عن إمكانيات «أرماتا» فإنها ستتجاوز فى قدراتها جميع نماذج دبابات المعركة الرئيسة الغربية الموجودة فى الساحة حالياً. {left_qoute_1}

أفكار جديدة وتكنولوجيا فائقة

يقع محرك مدرعة «أرماتا» فى مقدمة الدبابة مما يوفر الحماية الإضافية لطاقمها وركابها ويتيح للجنود الخروج من الخلف وتم تزويد هذه المدرعة بالأجهزة البصرية الإلكترونية الروسية الصنع التى يمكنها اكتشاف كافة أنواع الأهداف بما فيها صغيرة الحجم سواء فى النهار أو الليل فى كل الأحوال الجوية، وهذا يساعد على تسديد نيران أسلحة «أرماتا» على الأهداف المطلوب الاشتباك معها بدقة عالية مما يجعلها قادرة على تدمير أى آلية مدرعة معادية وأيضاً الطائرات الهليكوبتر والطائرات من دون طيار الموجهة عن بُعد باستخدام الصواريخ المزودة بها ويساعد على تنفيذ هذا الأداء المتطور الرادار الملحق بالدبابة وهو قادر على المراقبة براً وجواً وعلى تتبع 40 هدفاً ديناميكياً (من الصواريخ والأسلحة البرية المتحركة) وكذا 25 هدفاً أيروديناميكياً (طائرات).

أحد الاختلافات الجديدة الأكثر أهمية فى الفرق عن الدبابات التقليدية يكمن فى مكان وجود الطاقم فهو فى «أرماتا» موجود فى الجزء الأمامى من الدبابة فى كبسولة فولاذية مغلقة بعيداً عن الذخيرة، ما يزيد من فرص الحفاظ على حياة الطاقم ونجاته فى حالة إصابة الدبابة بقذيفة معادية، وتتميز الدبابة الروسية الجديدة بتصميم المحرك مع مجموعة نقل السرعة فى هيكل واحد وذلك يساعد على اختصار وقت استبدال الوحدات فى حالات الطوارئ، فعلى سبيل المثال فى حالة الإصلاح فى ساحة المعركة فإن هذا التصميم يساعد على تسريع عملية التفكيك والتركيب والاستبدال أثناء العمليات، كما تتميز «أرماتا» بتوفير وسائل لراحة الطاقم، إذ تم تزويدها بمقاعد مريحة كما أن المعدات وأجهزة التحكم التى يستخدمها الطاقم قريبة من مثيلاتها فى سيارات الركاب المدنية واستجابة لشروط وزارة الدفاع الروسية بأن الطاقم يجب أن يتاح له الوجود فى قمرة القيادة يوماً كاملاً لذلك فقد تم تجهيزها بوسائل قيادة مريحة واستبدلت أذرع القيادة التقليدية فى الدبابة بعجلة قيادة.

من أوجه الاختلافات الأخرى صغر حجم البرج ومن المعروف أن البرج من نقاط الضعف بصفة عامة فى الدبابات، وصغر الحجم يوفر مزيداً من الحماية للدبابة، وللمرة الأولى فإن البرج يصبح غير مأهول بالطاقم طبقاً للتصميم الجديد لـ «أرماتا» بعد تحوله للعمل آلياً من داخل الكبسولة التى يوجد بها الطاقم، إضافة إلى إمكانية الإدارة الآلية الرقمية عن بُعد للاشتباك، وهذه ميزة فارقة فى مهام السلاح، وفى حالة تعرض الدبابة لإصابة حرجة فإنها تستطيع مغادرة خط النار من خلال الاعتماد على الذات.

تطور جديد فى التصويب والاشتباك

تتحقق دقة التصويب فى «أرماتا» من خلال عدد من الابتكارات والتطويرات المستحدثة، إذ يتوفر للدبابة الجديدة نظام قتال رقمى متكامل للإدارة والسيطرة على المعلومات، ومن أهم واجبات هذا النظام المتطور تحديد وتشخيص مواضع الخلل الإلكترونى فى الوسائل المختلفة والعمل على إصلاحها، وهذا يعنى أنه فى حالة العطل نتيجة مشكلة تقنية معينة يعجز الطاقم أو فريق الإصلاح عن إدراكها فإن النظام يتدخل لمعالجتها (الدبابة الألمانية ليوبارد 2 سبقت باستخدام نظام مماثل) و«أرماتا» مثلها مثل الطائرة المقاتلة من الجيل الخامس الروسية «تى 50» ستكون مجهزة برادار مجموعة المسح الإلكترونى النشط AESA وهوائى هذا الرادار يشتمل على عدد كبير جداً من الخلايا، كل منها يمثل مرسل موجة ميكروية مما يسمح بمواصلة تشغيل الرادار وجميع الأنظمة ذات العلاقة بالكامل حتى بعد فشل بعض العناصر الفردية وذلك بنطاق يوفر إمكانيات استثنائية للدبابة لأداء وظائف الدفاع الجوى بالإضافة لوظائف حماية المركبة أرضياً. وتشير المصادر الروسية إلى مدى مراقبة جوية لدائرة نصف قطرها 100 كم ومثل هذا الرادار فى الدبابة يمكن أن يساعد فى تعزيز أمنها بدرجة فائقة بالتزامن مع نظام الحماية النشطة. حيث يعمل هوائى الرادار على كشف وتتبع المقذوفات المعادية التى تطير باتجاه الدبابة ومن ثم تغذية المعلومات لنظام السيطرة على النيران ومن ثم تحديد الزمن والمدى المناسب للاعتراض وتدمير الهدف فى مرحلة مبكرة.

التدريع والوقاية

تبنى مصممو «أرماتا» نموذجاً مطوراً من أشكال التدريع المركّب الذى يتكون من طبقات من المواد المعدنية والخزفية (السيراميك) ومركبات الفايبر مع استخدام تقنية النانو عند تطوير هذا الدرع المركب، علماً أن السبيكة الفولاذية الرئيسة المستخدمة فى بناء التدريع الجديد تتميز بقدرة وقاية تزيد نحو 15% قياساً بسبائك الفولاذ ذات الاستخدام العسكرى المتوافر لدى الدول الأخرى واستخدام هذه السبيكة سيخفض الوزن الإجمالى للدبابة عدة مئات من الكيلوجرامات مع مضاعفة القدرات الوقائية للدبابة، ولقد ساهمت تقنيات التصنيع الجديدة ووسائل المعالجة خلال جميع مراحل إنتاج الفولاذ فى الحصول على ميزات وخصائص باليستية عالية وتقليل سمك الدرع قرابة 15% مع الحفاظ على نفس إمكانيات الحماية والوقاية ودون التأثير على الخصائص الأخرى، والدرع الجديد لـ «أرماتا» ليس الوسيلة الوحيدة لحماية الطاقم لأن الدبابة مجهزة بمنظومة حديثة جداً للحماية النشطة مخصصة لمواجهة واعتراض المقذوفات التى تعمل بالدفع الصاروخى وكذلك مقذوفات الطاقة الحركية، وتعتمد المنظومة على رادار يعمل بنطاق ملليمترى وتستخدم ذخيرة فرعية تعمل بمبدأ التصادم وليس التشظى كما كان فى السابق وقابلية اعتراض المقذوفات تتحقق من مسافة 15-20 م مع إمكانية اعتراض مقذوفات الطاقة الحركية الخارقة للدروع التى تبلغ سرعتها 1700 م/ث.

التسليح

الدبابة مجهزة بمدفع جديد عيار 125 ملم يحمل مخزوناً من 32 قذيفة من نوعيات متعددة الاستخدام، وقد طوّر المصممون الروس حديثاً نوعين من مقذوفات الطاقة الحركية الخارقة للدروع لصالح «أرماتا» أولهما يحمل مقذوفاً خارقاً من سبيكة التنجستين، والثانى مجهول التفاصيل (أخبار عن تحسين معادلة الطول/القطر مع مقذوف بطول 740 ملم). وبعض المصادر الروسية تتحدث عن أن قدرات القذيفة الثانية Lead-2 تتجاوز سابقتها القذيفة Mango بنحو 40%. هذه القدرات ومدى التأثير الأعظم تم بلوغها بالتزامن مع تطوير شحنة دفع جديدة فائقة لإطلاق المقذوفات الجديدة، وبالإضافة للمدفع القوى جهزت الدبابة برشاش محورى عيار 7.62 ملم وكذلك رشاش آخر سقفى عيار 12.7 ملم مثبت على حلقة دائرية معزولة، قابلة للحركة فى جميع الاتجاهات، ويتم التحكم فى حركة هذا الرشاش عن بُعد من قبل أفراد الطاقم من داخل الدبابة، حيث سيكون التحكم كهربياً، بحيث تنتفى حاجة الرامى لإظهار رأسه من الفتحة السقفية، وكل رشاش سيكون مجهزاً بمخزن ذخيرة من 1000 طلقة كما ستتوفر 1000 طلقة أخرى مخزنة فى صندوق قطع الغيار فى مؤخرة البرج.