الأب بطرس دانيال: «الله محبة»

كتب: الوطن

الأب بطرس دانيال: «الله محبة»

الأب بطرس دانيال: «الله محبة»

«أحبّوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم» بهذه الكلمات علّمنا السيد المسيح المحبة الحقيقية المبنيّة على التضحية من أجل الآخرين وبلا حدود.

«عبثاً فتشتُ عن نفسى فما استطعت الاهتداء إليها! وفتشتُ عن الله فما لقيتُ جواباً! ولكنى فتشتُ عن القريب أخى، فوجدتُ معه الله ونفسى!».

كلمة «محبة» أو «حب» من أكثر الكلمات استخداماً وتداولاً فى العالم كله وفى مختلف الثقافات والحضارات، ولكن قلّما نعيشُها فى حياتنا اليومية، ولا سيما فى عائلاتنا وفى محيط أصدقائنا.

لمــــــاذا؟

لأن المحبة الحقيقية تعنى: التضحية، العطاء، المجانية، الغفران، الصبر.....

مَنْ يُحب الله والآخر محبةً حقيقية، يعيش فى سعادة دائمة. وكما أحبّنا الله محبة صادقة، يجب علينا أن نحب الآخرين على مثال محبته. كلنا يسعى وراء السعادة ويبحث عنها، ولكنها تتوارى عن أعيننا فلا تقتفى لها أثراً. ولكن الطريق الأقصر والأسرع إليها، هو محبة الله من كل القلب والكيان، ومحبة الآخر كالنَفْس.

وهل السعادة إلا سلام مع الله والقريب؟!

وإذا ملأ حب الآخر قلبنا، فيستحيل أن نمدّ إليه يداً بسوءٍ أو نُهمله عند حاجته، أو نغلق أعيننا عن بؤسه وشقائه أو نتركه فريسةً للهموم والغموم. وكما يُعلّمنا القديس بولس: «المحبة تتأنى وترفق، المحبــة لا تحسد ولا تتباهى.. ولا تفرح بالظلم، بل تفرح بالحق، وهى تعذر كل شىء وتصدّق من كل شىء وتتحمل كل شىء....».

ما من أحد يجهل أن محبة الآخر شرط لا بد منه، شئنا أم أبينا، لننال بركة الله ورضا المجتمع.

فالذى يُحب بصدق، يشعر بالآخر وبكل الظروف المحيطة به.

• يشكر الله الذى جاد عليه بنعمة الصحة، فيفكر فى المرضى والمتألمين، الذين لا يجدون من يقدم لهم خدمة على الإطلاق!

• الله تعالى أنعم عليه بحياة أسرية، ووالدين يغمرانه بالحب والحنان، فيفكر فى الأيتام والأطفال المُهمَلين بالشوارع الذين لا يجدون قلباً يحتضنهم ويضمهم إليه، ولا شفاهاً تطبع على جباهم قبلة الحنان، ولا أعيناً أبوية تغمرهم بنظرة حب، فيسعى ليعوضهم هذا الحرمان.

المحبة أمر عظيم، وخير أعظم، تُخفف، دون سواها، كل ما كان ثقيلاً، وتُسهّل كل ما كان نافراً، إنها تحوّل المرارة إلى عذوبة وحلاوة. المُحِب يطير، ويعدو ويفرح، فإنه حر غير مقيد. هذه هى المحبة.

 


مواضيع متعلقة