"جت على الغلابة".. جزارون يستغلون ارتفاع الأسعار ويبيعون لحوم الحمير "القاتلة"

05:08 م | الأحد 07 فبراير 2016

في أعقاب الارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم لجأ عدد من الجزارين معدومي الضمير إلى الإتجار في اللحوم الفاسدة وغير الصالحة للاستخدام الآدمي، وتقديمها للفقراء بأسعار أقل من اللحوم في المحال، حيث يتهافت عليها الفقراء من كل صوب وحدب طمعًا في إشباع شهيتهم من طعم اللحوم التي لا يتذوقونها إلا في المُناسبات.

وضبطت العديد من مديريات التموين وأجهزة الشرطة الكثير من لحوم الحمير معدة للبيع، والتي كان آخرها ضبط وزارة التموين سلخانة في المنيا تبيع لحوم الحمير، عُثر بداخلها على 200 كيلو حمير، وجلد 67 حمارًا وتروسيكل لاستخدامه في توزيع تلك اللحوم على المطاعم ومحال الجزارة، ونظرا لضخامة الأزمة، والأضرار البالغة التي تترتب عليها فإن توعية المُواطنين بالطرق الصحيحة لشراء اللحوم، وكيفية التمييز بين اللحوم الفاسدة والصالحة، كان الخيار الأفضل.

{long_qoute_1}

في البداية قال الدكتور ياسر الصيرفي، كبير الأطباء البيطريين بجامعة المنصورة، إن لحوم الحمير تكون ذات طعم سكري نظرًا لارتفاع نسبة "الجلايكوجين" بها ما يعطيها طعما مسكرا، كما تكون "ملزقة"، لافتًا إلى أن لحوم الحمير تكون قليلة الدهون أيضًا لأنها حيوانات جر تبذل مجهودًا كبيرًا يمنعها أن تربي دهون، ورغم ذلك فإنها تفرز دهونا زيتية أثناء غليانها، ويكون لها رائحة شبيهة بـ"اليوريا".

وعن اللحوم الفاسدة بصفة عامة أكد الصيرفي، في تصريح لـ"الوطن"، أن هناك علامات واضحة تساعد المستهلك على تمييز اللحوم الفاسدة بسهولة، أبرزها تغير لونها وقوامها، وظهور ريم يشبه "الجيلي" وهو ما يعتبر أهم العلامات الأساسية لفساد اللحوم، بالإضافة إلى ذوبان الدم والماء داخل اللحوم، ما يعزز من انتشار البكتيريا بها.

وبدوره، قال الدكتور يوسف ممدوح شلبي، رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطري سابقا، إن لحوم الحمير يكون لونها أحمر مائل للزُرقة، فيما تتميز لحوم الأبقار بلونها الأحمر الوردي، وبالتالي مستحيل أن يقوم معدومو الضمير من التجار ببيعها صحيحة مهما بلغت جرأتهم.

{left_qoute_2}

وأضاف شلبي، في تصريح لـ"الوطن"، أن الجزارين معدومي الضمير يبيعون لحوم الحمير مفرومة لاستخدامها في الحواوشي، والكفتة، حتى تضيع نكهتها ومعالمها، خاصة بعد تتبيلها بالبهارات، مُطالبًا المواطنين بعدم شراء اللحوم المفرومة جاهزة، والاعتماد على اللحوم الصحيحة وفرمها في المنازل أو عند الجزار أمام أعينهم.

"ولا أي دكتور بيطري يقدر يعرفها"، بهذه العبارة أكد شلبي أنه لا يُمكن لأي مواطن مهما بلغ ذكائه وتعليمه التعرف على لحوم الحمير بعد فرمها بأي حال من الأحوال، ولا حتى الأطباء البيطريين يُمكنهم التعرف عليها بالكشف العادي، ولا وسيلة أمامهم في هذه الحالة سوى عمل تحليل (D.N.A).

وأشار رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطري سابقا إلى أن من غير المعقول أن تكون سندوتشات الحواوشي وغيرها من اللحوم التي تُباع على العربات الصغيرة المٌنتشرة في الشوارع دون ترخيص بسعر 2 جنيه للساندوتش لحوم أبقار وجاموس، مُناشدًا مباحث التموين بضرورة تكثيف حملاتهم على هذه العربات وخاصة في الأماكن العشوائية.

{long_qoute_3}

وعن التأثيرات الضارة التي تسببها لحوم الحمير للمواطنين، يقول الدكتور خالد الوصيف، أخصائي التغذية، واستشاري العلاج الطبيعي والسمنة والنحافة، إن تناولها يترتب عليه العديد من الأضرار الصحية التي تصل إلى حد الوفاة.

وأضاف الوصيف، في تصريحه لـ"الوطن"، أن لحوم الحمير ينتج عنها العديد من التأثيرات الصحية الضارة مثل: التسمم، واضطرابات الجهاز الهضمي، وزيادة حمضية الدم، واضطرابات الجهاز العصبي نتيجة لتأثيرها السيئ على المخ، ونمو بعض الديدان والفطريات في البطن.

وقدم أخصائي التغذية واستشاري العلاج الطبيعي والسمنة والنحافة، عدة نصائح لتجنب المُواطنين التسمم من اللحوم الفاسدة، ومنها ضرورة طهيها جيدًا لتخليصها من كل الشوائب والمواد الضارة الموجودة بها، وشرائها من مصادر موثقة، والاهتمام بلونها ورائحتها عند الشراء للتأكد من صلاحيتها.

وفي السياق ذاته، قال الدكتور حسين منصور، رئيس وحدة سلامة الغذاء، في حديثه لـ"الوطن"، إنه لا توجد أضرار لتناول لحوم الحمير أكثر من تعارضها مع الشريعة الإسلامية، وذبحها في أماكن خالية من أي استعدادات صحية، ما يعرض المواطنين للعديد من الأمراض والمخاطر.