حانوتى آثار مصر

02/06/2016

محمد الدسوقى رشدى

كاتب صحفي

السيد الأستاذ الدكتور الوزير ممدوح الدماطى حانوتى آثار مصر..

تحية طيبة وبعد..

أرجوك تجاوز هذه التحية، هى جملة اعتيادية فى مقدمة كل رسالة اضطررت لكتابتها، حفاظاً على الشكل العام، ولكن حضرتك كوزير بأدائك فى الفترة الأخيرة لا تستحقها أصلاً.

ندخل فى الموضوع..

حينما قمت بأداء يمين الوزارة، أقسمت على حماية أرض البلد دى، وأقسمت على أداء مهمتك اللى هى حفظ آثار مصر، فلا الأرض حميتها ولا الآثار حفظتها..

بدليل أن بين كل ليلة وضحاها، وكل صفحة فى جريدة وأختها خبر عاجل عن انتهاك أرض منطقة أثرية، أو سرقة قطعة أثرية، أو سوء ترميم قطعة أثرية.

كسرت ذقن توت عنخ آمون ولزقتها بأمير بتاع سباكة وفضحتنا وجرستنا فى العالم كله، والألمان أنقذونا، قلنا ماشى، جل من لا يسهو، وعين وصابتنا..

دمرت هرم سقارة وجامع الجيوشى، وجبت مبيض محارة يرممهم لحد ما بقى شكلهم شبه الأوضة نص التشطيب فى مساكن الزلازل وخليت مصر أضحوكة العالم، قلنا ماشى بختنا الأسود هنعمل إيه؟!

صبّيتوا عمود خرسانة لترميم تمثال آمون الأثرى بدل رجله اللى اتكسرت وقلنا بلوة سودة تلاقيهم، وربما تخيلتموها عملية ترميم لأوضة فوق السطوح فى منطقة السيدة.

نلتمس لك العذر مراراً وتكراراً، ونقول الوزير ورث تركة ثقيلة، ولكنك لا تتحرك، لا لإصلاح القديم ولا لحماية الجديد، ومن يرث تركة ثقيلة، ولا يسعى لإصلاح حالها يصبح شريكاً فى كوارثها.

كل يوم نقرأ عن قطعة أثرية مسروقة أو إهمال فى منطقة أثرية ونشوف صور لأسمنت محارة بيرمموا بيه آثار مصر.. نصلى وندعى ونقول يا رب أنقذ تاريخ البلد دى. لكن توصل أنهم فى عهد سيادتك يبيعوا الهرم حتة حتة.. أهو ده بقى اللى مش ممكن السكوت عليه أبداً..

هترد معاليك تقولى محصلش، دى شوية بوستات على فيس بوك وشهادات لناس مش واثقين فيهم ومفيش دليل.. هتقولى دى مجرد شائعات مغرضة من الطابور الخامس، ومن الإخوان كالعادة يعنى.. هقولك الله يخرب بيت الإخوان ويخرب بيت اليوم اللى بقوا فيه شماعة كل واحد مش شايف شغله يعلق فشله عليها..

طيب إيه رأى معاليك إنت والجماعة بتوع شرطة السياحة ومنطقة آثار الهرم، إن الموضوع مبقاش مجرد كلام، وأصبح فى فيديو صوت وصورة لبيع حجارة الأهرام.. مش بس كده فيديو صوت وصورة بيأكد إنك ممكن تدخل منطقة أثرية بإيدك فاضية وتطلع بشوال مليان حاجات من غير ما حد يقولك عملت إيه..

الفيديو ده هدبسوا لحضرتك فى ورقة الإجابة عشان يبقى شاهد عليك وقت الحساب، الفيديو مش بس هو الكارثة. الكارثة إن الوزير صامت حتى الآن ومن تكلم من أهل وزارته كان فضيحة، يعنى السيد الدكتور الحسين عبدالبصير، مدير منطقة آثار الهرم بدل ما يقول هنحقق هنشوف، هنتقصى.. طلع على طول ونفى وقالك الكلام ده مش بيحصل ومنطقة الهرم مؤمنة بشكل كويس من أمن الوزارة والسياحة والآثار.. يا حلاوة بصوت مظهر أبوالنجا.

مش بس كده ده سيادة الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور مصطفى أمين، هو كمان نفى.. بس النفى بتاعه كان مضحك أكتر وقالك «مش ممكن دا يحصل». وبعدين قالك: «لو كان ده بيحصل، وهو مستبعد، أمال شرطة الآثار بتعمل إيه فى المنطقة هناك؟».. إحنا جايبين حضرتك تقولنا مش تسألنا يا فندم.. مش بس كده ده أتحفنا بقى لما قال: متقلقوش من الصعب أن نجد سائحاً مثقفاً يأتى إلى مصر، ليأخذ قطعة من الأهرامات، فهم يدركون قيمتها أكثر من المصريين، بل إنه لو عرض على أحد السياح ذلك لرفض.

يعنى حماية آثار مصر بقت مرهونة بأن السياح الأجانب بيخافوا عليها أكتر من المصريين، شفت حلاوة أكتر من كده معاليك؟.. يا رب تزورك لعنة الفراعنة.