تماسيح هاربة وقطار بلا سائق.. أهلاً بكم فى «مدينة البط»

كتب: رحاب لؤى

تماسيح هاربة وقطار بلا سائق.. أهلاً بكم فى «مدينة البط»

تماسيح هاربة وقطار بلا سائق.. أهلاً بكم فى «مدينة البط»

أحداث تتخطى حاجز «الاندهاش» وتقفز بمتابعها إلى حالة من «الذهول» أمام عشرات الأخبار التى تمطره يومياً، فلا يكاد يفلت من خبر حتى يصدمه آخَر: تماسيح هاربة من بحيرة ناصر، وبترعة الإسماعيلية فى مسطرد، وتأكيدات من المسئولين أنها «ليست مضرة»، ووصل الأمر إلى مرحلة الأسود، حيث سرت إشاعة كاذبة بشأن هروب أسد فى مدينة دمياط الجديدة، صحيح أنه قُبض على مروج الإشاعة، لكنها بقيت سارية كأن شيئاً لم يكُن.

«حبس سائق ترك قطاراً يسير من دونه»، خبر آخر لكنه ليس كاذباً، فهذه المرة كان السائق فى «الحمام»، لذا سار القطار برُكَّابه وحده، وفيما يجرى التحقيق مع السائق تبقى التساؤلات: «مشى لوحده إزاى؟».

فاطمة عزيز، شابة ثلاثينية وواحدة من ملايين المصريين الذين يتابعون الأنباء المماثلة وسط ذهول تامّ، تقول: «أكتر حاجة استغربتها التمساح اللى لقوه فى ترعة فى مسطرد، طيب تمساح بالشكل ده ظهر فجأة؟ طيب كان بيطلع بالليل وهما نايمين ومايعرفوش؟ طيب ليه فجأة قرَّروا يقبضوا عليه؟ هو عمل إيه؟» ثم تتساءل: «هو الكلام ده حقيقى ولاّ مش حقيقى؟»، لتبدأ سلسلة مناقشات بينها وبين أصدقائها حول الأمر، «فى الآخر باقول لنفسى أكيد مش حقيقى، وأكيد كل دى فبركة، وبدوّر على المواقع اللى بتصحّح الأخبار المغلوطة زى (ده بجد) لكن باكتشف كتير إن الخبر حقيقى».

«فى البداية يكون الضحك، وفى النهاية تتحجر المشاعر ويختفى الشعور بالاستقرار»، يتحدث أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى عضو الجمعية العالمية للصحة النفسية، مؤكداً أن تكرار الأخبار المماثلة يصنع لدى المتابعين ما يسمى «اضطراب كرب ما بعد الصدمة»، قائلاً: «الناس بتسمع الخبر تتفاجئ، بعدين يجيلها ذهول ويسألوا نفسهم أسئلة كتير، بعدها بيفقدوا الثقة فى المجتمع وفى أنفسهم، وفى الأخبار، وده نتيجته جمود عاطفى وفقدان القدرة على التعاطف مع أحداث أخرى».

 


مواضيع متعلقة