متعاف من الإدمان: "ضيعت عمري في ذنوب.. وصرفت فلوس أهلي على المخدرات"

متعاف من الإدمان: "ضيعت عمري في ذنوب.. وصرفت فلوس أهلي على المخدرات"

متعاف من الإدمان: "ضيعت عمري في ذنوب.. وصرفت فلوس أهلي على المخدرات"

استضافت "الوطن"، ندوة موسعة لأطراف مبادرة "بداية جديدة" لدمج المتعافين من الإدمان في المجتمع، تتيح للشخص المتعافي أخذ قرض من بنك ناصر الاجتماعي، في حدود 50 ألف جنيه كحد أدنى، و75 ألف جنيه كحد أقصى بفائدة بسيطة، للبدء في مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، هي خطوة من جانب الحكومة، ممثلة في وزارة التضامن، وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، وبنك ناصر، أدار الندوة الكاتب الصحفي محمود مسلم رئيس تحرير جريدة "الوطن"، وطارق صبري.

قال محمد غازي (38 عاما)، أحد المتعافين من الإدمان والمستفيدين من قرض الصندوق: "رحلة الإدمان بدأت معي خارج مصر، كنت وقتها في المرحلة الثانوية (18 عاما)، وفكرة الإدمان كانت في البداية رغبة من مُراهق للتجربة، حاولت على مدار 13 عاما التعافي من الإدمان لكني فشلت، واقتنعت مؤقتا ودخلت مستشفى المعمورة للأمراض النفسية، خضعت العلاج لمدة عامين وما زلت حاليا في مرحلة المتابعة".

وأضاف المتعافي من الإدمان: "في سنوات سابقة، كنت مقتنع إني مش عيان، كنت مصدق إني أشرب في أي وقت وأبطل في أي وقت، الحقيقة جربت كل أنواع المخدرات، ووجودي بره البلد دفعني لتعاطي أنواع غير معروفة وجديدة على مواطن مصري، أيضا فكرة رفضي للعلاج كانت نابعة إن مع تقدمي في السن تصبح فرصة علاجي ضعيفة، وعليه شعرت ببعض الإحباط، لكني وافقت لإرضاء أمي وأسرتي بعد تضررهم كثيرا مني".

وقال: "شعور بالذنب يطاردني حتى الآن، في اليونان ارتبطت بفتاة كنت "بحبها قوي"، أنا من جعلها تسلك طريق الإدمان، حتى ماتت بسبب جرعة زائدة، أيضاً المُخدر جعلني مجنونا، صرفت أموال زواج أخي على المُخدرات، وأموال أسرتي أيضا، كل هذا أفكر فيه الآن وأقول لنفسي، أهدرت عمرك في ذنوب، إضافة إلى وجود بقعة سوداء في تاريخي، هي أني تعرضت لواقعة القبض علىّ أثناء التعاطي".

وتابع غازي، قائلا: "وجدت داخل المستشفى برامج تأهيلية جيدة، ليس فقط للمرضى، بل لأهالي المرضى أيضا، للتعافي من الأذى النفسي الذي تعرضوا له من أبنائهم المدمنين، الأماكن الخاصة ليست في أفضل حالاتها، ووجدت في مستشفى المعمورة بعض الأخصائيين النفسيين، الذين يعقدون جلسات مع المدمنين لتأهيلهم للعودة للحياة، وكنت دائما أسال نفسي (هما ليه بيساعدوني؟)، والحقيقة السؤال ده كان سبب لإصراري على التعافي".

وعن حياته الاجتماعية، أضاف المتعافي من الإدمان: "كنت متزوجا من سيدة أمريكية، وحينما خرجت من المستشفى قررت الانفصال عنها، كونها بالأساس مدمنة للمخدرات، وبالتأكيد لو كانت حياتنا الزوجية استمرت، كنت سأعود للإدمان مجددا، وعملت في وقت سابق كمشرف في أحد المراكز الخاصة لعلاج الإدمان، لمساعدة حالات أخرى من المدمنين على التعافي".

أما عن بداية علاقته مع مبادرة "بداية جديدة"، قال غازي: "في أحد الأيام، تلقيت مكالمة هاتفية من الدكتور أحمد الكتامي مسؤول الخط الساخن بصندوق علاج الإدمان، يخبرني بالمشروعات المقدمة من الصندوق للمُتعافين من الإدمان، وجاء الترشيح بتزكية من حسن حجاج الأخصائي النفسي الذي أشرف على علاجي".

وأضاف غازي: "في البداية كنت مترددا، لكن بعد استشارة بعض المقربين مني، أجريت دراسة جدوى بشأن فتح كافيتريا في المركز الخاص الذي أعمل فيه كمشرف، وللأمانة تخوفي من فتح المشروع جاء بسبب قلة عدد النزلاء في المركز، ففي البداية كانوا 10 نزلاء، والآن باتوا 30 نزيلا، واجهتني بعض الأزمات في إنهاء بعض الأوراق الخاصة بالمشروع، ولولا تدخل وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي، ما كانت الإجراءات انتهت بهذه السرعة، وأشكر بنك ناصر على منحي مهلة في السداد، وحصلت على قرض بمبلغ 50 ألف جنيه لمشروع كافيتريا، أسدد 1145 جنيها شهريا على 5 أعوام".

وأضاف غازي: "أنصح الأهل قبل المدمن، لا تشعروا باليأس في أي يوم من الأيام، الشخص المدمن بالتأكيد لن يشعر أنه مريض ويحتاج للعلاج ولن يقبل النصيحة بالتعافي".

حضر الندوة، سمير علم الدين نائب مدير بنك ناصر، والدكتور أحمد الكتامي المشرف المساعد على الخط الساخن بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، ممدوح سيف المسؤول عن الجوانب المالية لمشروعات المتعافين، حسن حجاج أخصائي نفسي ومشرف على علاج المتعافين، تامر حسني أخصائي نفسي ومشرف على علاج المتعافين، وهادي مصطفى ممثل العلاقات العامة لصندوق الإدمان، كما حضر 5 شباب من إجمالي 7 منحوا قروضا من البنك.

 


مواضيع متعلقة