مجارى مجهولة المصدر.. أهالى «السد العالى شرق» يتساءلون: إحنا تبع مين؟

كتب: عبدالله مشالى

مجارى مجهولة المصدر.. أهالى «السد العالى شرق» يتساءلون: إحنا تبع مين؟

مجارى مجهولة المصدر.. أهالى «السد العالى شرق» يتساءلون: إحنا تبع مين؟

معاناة يومية يعيشها سكان منطقة السد العالى شرق، بسبب تجاهل الحكومة لمشاكل المنطقة التى غرقت شوارعها الرئيسية فى مياه الصرف الصحى، علاوة على انعدام الخدمات الصحية، وانتشار الظلام فى شوارع المنطقة القريبة من أكبر مصدر للطاقة الكهربائية فى مصر.

رغم مرور أكثر من 45 عاماً على افتتاح السد العالى جنوب أسوان، الذى يُعد أحد أهم المشاريع القومية فى عصر مصر الحديث، فإن الإهمال كان هو الجزاء الذى انتظر سكان المناطق القريبة من هذا الصرح العملاق، خاصة مستعمرتى السد العالى وحى السلام بالسد العالى، إثر تجاهل مسئولى شركة مياه الشرب والصرف الصحى وكذلك التنفيذيون بالمحافظة شكوى الأهالى من المياه مجهولة المصدر التى ترتفع بنحو أكثر من 40 سنتيمتراً بطريق كوبرى السد العالى شرق، المخصص لمرور القطارات، الأمر الذى قد يؤدى إلى وقوع كوارث محتملة فى أى وقت حيث تسير عشرات القطارات يومياً فوق هذا الكوبرى الحيوى، كما أنه الطريق الجنوبى لميناء السد العالى شرق، الذى توقف تماماً أمام المارة. . {left_qoute_1}

«إحنا منسيين ومش عارفين إحنا تبع مين ونروح فين بعد ارتفاع المياه لأكثر من 30 سم، لأكثر من شهرين فى الشارع الرئيسى المؤدى لحى السلام بالسد العالى شرق وأسفل الكوبرى، وخايفين من كارثة انهيار الكوبرى الذى يمر فوقه القطار»، كلمات عبر بها عبدالله عطية، الرجل الخمسينى من أهالى منطقة السد العالى شرق، عن معاناتهم اليومية عقب تدفق المياه وارتفاعها بصورة كبيرة أسفل كوبرى السد العالى شرق، والذى يبعد أمتاراً قليلة من محطة سكك حديد السد العالى، وكذلك ميناء السد العالى شرق، وتابع «عطية»: «منطقتنا تبع أى حى شرق ولا جنوب، ولا إحنا مش تبع حد لأن مفيش خدمات فى السد العالى شرق، فالصرف الصحى والقمامة فى كل الشوارع لدرجة إن الأهالى يقومون بحرقها مما قد يؤثر على صحة المواطنين بصفة عامة والأطفال بصفة خاصة».

وأضاف «عطية» أن الخدمات الصحية منعدمة، لافتاً إلى اضطرارهم للسفر إلى مستشفى الجامعة فى حالة وقوع حوادث طارئة أبسطها لدغات العقارب وهو ما يكلف المريض نفقات سفر تزيد على 100 جنيه ذهاباً وإياباً، واستطرد قائلاً: «فى يوم ابنى محمد جالو التهاب فى المعدة، ملقناش حد يسعفه فى مستشفى التكامل بالسد وقالوا لا يوجد طبيب ليلى، وحالات الطوارئ لازم تروح المستشفى الجامعى، المحافظ بيزور ميناء السد العالى عن طريق جسم السد العالى ويعود من نفس الطريق، لأنه طريق نظيف لكن الغلابة اللى زينا ليهم رب كريم».

وأكد عزيز جرجس، 42 سنة، ترزى ومقيم بمستعمرة السكة الحديد بالسد العالى، أنه رغم قربنا من أكبر مصدر للطاقة الكهربائية فإننا نعانى من ضعف التيار الكهربائى ونضطر إلى استخدام جهاز تنظيم الكهرباء، وتابع: «يادوب بنشغل التليفزيون والمراوح، وكمان القمامة منتشرة بالقرب منى ومع انتشار الرائحة الكريهة، يحرق الأهالى القمامة بصورة متكررة، وهو ما يعرضنا لأخطار أخرى منها الصحية ومنها أيضاً أنه فى حال وجود رياح من الممكن أن تتطاير الأوراق المشتعلة وتصل إلى بعض المخازن القريبة والمولدات الكهربائية بالمنطقة، وما نتمناه نظرة صادقة من المسئولين بالمحافظة ويعتبرونا مصريين تبعهم».

وقال محمود الأسوانى، من العاملين بمستشفى التكامل بالسد العالى: «أنا بقالى أكتر من سنة وأنا فى المستشفى شغال ولأول مرة أحس إن المسئولين مش عارفين حل لمشكلة مياه قد تؤدى لكارثة فى أى وقت لأن الكوبرى اللى عليه المياه دى كلها فيه قطارات كتيرة بتعدى عليه وهو أمر خطير تماماً لأن أكيد الكوبرى اتشرب من المياه أسفله وقد يهوى أو يتأثر فى أى وقت، الحوائط أسفله بدأت تتشقق وده أمر خطير، بالإضافة لاقتراب المياه من خطوط الكهرباء الأرضية وهى خطوط ضغط عالى، وإحنا مش بنعرف نوصل للمستشفى إلا عن طريق السكة الحديد ومينفعش نوصل بالمياه ولو فيه حالة تعبت لازم نشيلها على الأكتاف».

وأوضح عبدالوهاب رمضان، أحد أهالى المنطقة، أنهم أرسلوا استغاثات للرئيس السيسى، ورئيس الوزراء، لحل هذه الأزمة، التى أصبحت كابوساً يؤرق الأهالى.

 

 

السد العالى شرق تغرق فى بحار الصرف الصحى

 


مواضيع متعلقة