محلات «سيوة» تتحدى السرقة: «البضاعة بره الدُكان.. وأصحابها نايمين»

10:17 م | الجمعة 29 يناير 2016

بين ثنايا الظلام وسكون الليل، يترك أصحاب المحال التجارية فى واحة سيوة بضائعهم أمام المحلات بعد غلقها فى المساء، دون اتخاذ أى إجراءات إضافية لمنع سرقتها وهم نيام. فى وضع من النادر أن تجده فى أى مكان آخر فى مصر، بل فى العالم. «البلد أمان»، هو شعار واحة سيوة، التى يندر وقوع حوادث سرقة فيها بسبب قوانين القبائل الصارمة، ووصمة العار التى تلحق بعائلات المتهمين.

شريف السنوسى، صاحب محل عطارة وحمامات الرمل بمنطقة الدكرور، يقول: «تتميز واحة سيوة بدرجة عالية من الأمان، ولا يوجد بيننا سارق أو لص، عشان كده سايبين كل حاجتنا بره المحلات، بنغطيها، ونقفل المحل وننام، وأثناء النهار نترك المحلات مفتوحة ونذهب لأداء الصلوات، ولا نتعرض للسرقة على الإطلاق، لكن بدأ بعض سكان الواحة فى اتخاذ بعض الحيطة والحذر بسبب الرِجل الغريبة على المكان، يعنى البيوت الأول كانت من النخيل والبوص والآن أصبحت من الخرسانة المسلحة والطوب الأحمر».

السنوسى

يضيف «السنوسى» قائلاً: «فى وسط المدينة يترك أصحاب المحلات بضائعهم فى العراء، لأنهم يعلمون أن التورط فى السرقة إثم وعيب كبير، يبتعد عنه شباب المدينة حتى لو كانوا فقراء، ويتعرض المتهمون إلى عقاب أليم من قبل شيخ القبيلة، ويتم جلد السارق بـ80 جلدة بعد أن يُبطح أرضاً على بطنه أمام الناس، وأذكر أننى لم أشاهد هذه الواقعة منذ ما يزيد على 30 عاماً، والسارق هنا لا يؤذى نفسه فقط، بل يُلحق بعائلته وقبيلته أذى كبيراً». مؤخراً قام بعض اللصوص بسرقة لودر يملكه أحد أبناء سيوة، وتم ضبط السارق فى العامرية بالإسكندرية، وكان من خارج المدينة، وقبل شهور تم سرقة أجهزة كمبيوتر من إحدى المدارس وبعد تتبعها تم العثور عليها فى محافظة السويس، وأثبتت التحقيقات مساعدة بعض أبناء سيوة للصوص، فتم توقيع عقوبات غليظة عليهم من قبيلتهم».

محمد حسين، صاحب محل بقالة فى سيوة، يقول: «صحيح الأوضاع مش زى الأول، لكن الأمان عندنا عالى جداً، بالمقارنة بمدن المحافظات الأخرى، إحنا ما بنخافش هنا من السرقة، بنسيب كل حاجتنا برّه وبنروح نصلى، أو بنقفل المحل بالليل ونروح ننام».