د. منصف ونوس: ليبيا تحتاج 6 سنوات للخروج من أزمتها و350 ألف مقاتل فى صفوف الميليشيات المسلحة

د. منصف ونوس: ليبيا تحتاج 6 سنوات للخروج من أزمتها و350 ألف مقاتل فى صفوف الميليشيات المسلحة
- أبوبكر البغدادى
- أجهزة أمنية
- أجهزة الأمن
- أسلحة نارية
- أنصار الشريعة
- استخدام السلاح
- استقرار الأوضاع
- الأراضى الليبية
- الأزمة الليبية
- آر بى جى
- أبوبكر البغدادى
- أجهزة أمنية
- أجهزة الأمن
- أسلحة نارية
- أنصار الشريعة
- استخدام السلاح
- استقرار الأوضاع
- الأراضى الليبية
- الأزمة الليبية
- آر بى جى
- أبوبكر البغدادى
- أجهزة أمنية
- أجهزة الأمن
- أسلحة نارية
- أنصار الشريعة
- استخدام السلاح
- استقرار الأوضاع
- الأراضى الليبية
- الأزمة الليبية
- آر بى جى
- أبوبكر البغدادى
- أجهزة أمنية
- أجهزة الأمن
- أسلحة نارية
- أنصار الشريعة
- استخدام السلاح
- استقرار الأوضاع
- الأراضى الليبية
- الأزمة الليبية
- آر بى جى
ما بين مصر وتونس انتصارات وانكسارات مشتركة، ومساحة شاسعة من الأرض على الخريطة، اسمها ليبيا، تؤثر فى الدولتين، تمنحهما أملاً أحياناً، وتصدّر لهما إرهاباً فى أحيان أخرى، وفى الذكرى الخامسة لثورات البلدان الثلاثة، تعانى مصر وتونس من استمرار الفوضى فى شوارع طرابلس وبنغازى، وانقسام السلطة بين الشرق والغرب. «الوطن» حاورت الخبير التونسى فى الشأن الليبى، الدكتور منصف ونوس، حول الوضع المتردى فى ليبيا، الذى وصل إلى حد الغياب التام للدولة، وسيطرة التيارات المتطرفة المتحالفة مع «الإخوان» و«داعش» على مساحات عريضة من البلاد، مستغلة تلك السيطرة فى الضغط ودعم الامتدادات التنظيمية المتطرفة لها فى البلدين.
{long_qoute_1}
■ كيف تقرأ الوضع الليبى فى الذكرى الخامسة لثورات الربيع العربى؟
- لا يمكن إنكار أننا إزاء وضع شديد الصعوبة والتعقيد والاستثنائية بالمعنى السلبى للكلمة، فلا شك أن ما تعيشه ليبيا اليوم هو وضع لا يمكن اعتباره عادياً، لأن الدولة غائبة، ولم تعد دولة فاشلة كما كان يعبر عنها سابقاً، لأن الميليشيات المسلحة، التى تضم أكثر من 350 ألف عنصر داخل 1700 كتيبة، هى من يسيطر على الجغرافيا الليبية، وهى التى توقف وتحاكم وتفرض الأمر الواقع وتمارس التعدى على الحكومة، بل إن حكومة طرابلس نفسها تستعين بالميليشيات، خاصة أنها هى نفسها قائمة على دعم الميليشيات لها.
اليوم، لا دولة ولا حكومة تتمتع بتمثيل جغرافى وسياسى مهم، بدليل وجود حكومتين، واحدة فى طرابلس ذات طابع إسلامى، وأخرى فى طبرق، ذات توجه ليبرالى وطنى، بالإضافة إلى أن ليبيا خاضعة لسيطرة ميليشيات مختلفة الهويات والمرجعيات، منها ما هو إخوانى وقاعدى وسلفى جهادى، لكن أبرز هذه الميليشيات هى داعش، التى تسيطر على الجغرافيا الليبية بالقوة، فهى لديها الملايين من قطع السلاح، وأنا أجريت حواراً مع مجموعة من الضباط الكبار فى الجيش النظامى السابق، الذى دمره حلف شمال الأطلسى، وأكدوا جميعاً أن كمية الأسلحة التى استولت عليها تلك الميليشيات تتجاوز المليون قطعة.
■ متى تخرج ليبيا من أزمتها الراهنة؟
- فى تقديرى تحتاج ليبيا إلى 6 سنوات للخروج من أزمتها، ولا بد من اتفاق الأطراف الليبية وقبولها الحوار والجلوس مع بعضها، ولا بد أيضاً من حل الميليشيات ودمجها فى المؤسسات الأمنية، ولا بد من جمع السلاح، فالاستقرار يبدو مستحيلاً دون جمع الكميات الهائلة من السلاح، لأن كل عائلة ليبية تمتلك أكثر من 6 قطع سلاح، اليوم، بين كلاشينكوف و«آر بى جى»، ومسدسات، وأسلحة نارية آلية، كما يجب أن تنتهى القطيعة السياسية بين الغرب الليبى، الذى يهيمن عليه «فجر ليبيا»، المتحالف مع الإخوان والقاعدة و«داعش» ضمناً، وبين الشرق الذى تسيطر عليه تنظيمات أنصار الشريعة و«داعش» والقاعدة، بالإضافة إلى جيش الفريق خليفة حفتر.
■ إذن، لا ترى نهاية قريبة للمسألة الليبية؟
- الأمر يحتاج إلى عقد من الزمان، والدليل أننا استبشرنا بالاتفاق بين الأطراف الليبية فى تونس، ثم فى الصخيرات بالمغرب، وما أتبعه من إعلان لحكومة وحدة وطنية، إلا أن الدواعش أفسدوا كل شىء، وسيطروا على أهم الموانئ ومواقع البترول، وتحركوا لإرباك المفاوضات، والتخلص من التزام حكومة الوحدة.
وأرى أن «فجر ليبيا» يستغل الدواعش لفرض الحوار على أوروبا ودول المغرب العربى، ومصر، والدليل أن حكومته سهلت الاستيلاء على سرت، وأخلت القاعدة الكبيرة فيها، بما مكن الكتيبة 166 الخاصة بداعش من الاستيلاء عليها، فور مغادرة كتيبة الفرقان لها، وهى العمود الفقرى لقوات «فجر ليبيا»، التى لا تضم «الإخوان» وحدهم، وإنما عناصر من الجماعة الإسلامية المقاتلة، وأخرى من الجماعات التكفيرية الصغيرة.
■ لماذا تحولت الثورة إلى فوضى؟
- أنا أحترم كلمة الثورة، لكن فى حدود ما رأيت، وما درست، وحدود متابعتى اليومية للشأن الليبى، التى تزيد على 18 ساعة يومياً، أزعم أن الأمر فى ليبيا يشبه الانتفاضة الشعبية أكثر منه ثورة، كما أننى لامست على مدار ربع قرن حاجة الليبيين إلى التغيير العميق، ومقاومة الانغلاق السياسى والاستبداد، خاصة سوء توزيع الثروة، ما كان الليبيون ينظرون إليه بكثير من الألم والحسرة، لأنهم كانوا يشعرون أن الثروة موزعة بطريقة غير عادلة، تفيد فئة قليلة على حساب أغلبية لا تملك الثروة أو السلطة.
{long_qoute_2}
وفى تقديرى، دخلت هذه الانتفاضة الشعبية منزلقاً خطيراً يعود إلى 3 أسباب، الأول هو اعتقاد بعض مسئولى هذه الانتفاضة بأن الحسم يكون باستخدام السلاح، فالمشكلة أن النظام فتح مخازن السلاح، والمشكلة الأعقد أن الجهات الليبية قبلت استلام السلاح أو اغتصابه، واستخدامه ضد النظام، ومن هنا جاءت الهجمات على مخازن السلاح، وقتل مسئوليها، والسيطرة على كميات كبيرة من السلاح، فالنظام كان يقصد من فتح مخازن السلاح نشر الفوضى، وهو فى تقديرى خطأ سياسى وأمنى فادح.
والسبب الثانى أن دولاً إقليمية، وأطرافاً ليبية تعاونت وتضامنت من أجل استقدام حلف شمال الأطلسى «ناتو» للتدخل فى ليبيا، وقمع أجهزة الأمن والجيش فى النظام السابق، لكن بغض النظر عن مشروعية هذا التدخل، المشكلة أنه تدخل مجرد، دون أى حرص على إيجاد البدائل، فالمعضلة أنه حينما تم تدمير ما هو قائم من مؤسسات وهياكل عسكرية، لم يفكر أحد فى البدائل، لذلك وصلنا إلى ما وصفته فى كتبى بـ«فراغ المؤسسات»، وهو أحد مخاطر الانتفاضة الليبية، فحلف الأطلسى دمر تماماً ما كان موجوداً من مؤسسات، ولم يكن معنياً بإيجاد المؤسسات البديلة، أو ما يعوض النظام السابق، الذى كان يسيطر بقوة على الجغرافيا الليبية التى تبلغ مساحتها 1.8 مليون كيلومتر مربع.
{long_qoute_3}
غياب البدائل أدى إلى فوضى عارمة، خاصة مع انتشار السلاح، كما أدى إلى تنمر الميليشيات على الحكومة والدولة الفاشلة، وتقطيع أوصال المجتمع، وعودة الأحقاد التاريخية بين القبائل، لأنه لم يكن خافياً على أحد أن المجتمع الليبى محكوم بالقبائل والمناطق، ومعروف بأن هناك امتدادات على مر قرون من الزمن للأحقاد والضغائن بينها، وهى تراكمت وشكلت «جغرافيا الأحقاد» التى انفجرت مع ضربات «ناتو»، فبرزت وسيطرت على المناطق فى ليبيا، وخلقت توتراً فى الأراضى الليبية.
أما العنصر الثالث، والأخطر، فهو الجماعات الإسلامية المتشددة التى سيطرت على مسار الانتفاضة فى بنغازى، وسلحتها، ودفعت بها إلى مجاهل العنف المسلح، وخلق الميليشيات، ويجب ألا نخفى فى هذا السياق أن الجماعات الإسلامية المتشددة، خاصة التكفيرية، بما فى ذلك التى أعلنت التوبة فى السجون، وأصدرت مراجعات فكرية، وأعلنت عن دعمها الضمنى لنجل القذافى، سيف الإسلام، فى عملية توريث الحكم، دخلت فى منطقة الانتفاضة والتجييش، وتكوين جسم موحد يواجه كتائب النظام السابق وجيشه، وعندها حدث الخلاف الكبير بين الجماعات الإسلامية المتشددة، ووزير الداخلية الأسبق، اللواء عبدالفتاح يونس العبيدى، الذى كان يطالب بتأسيس جيش التحرير الموحد لمواجهة جيش النظام السابق، وتم قتله بعد ذلك لوأد المشروع.
■ لكن ما قيل وقتها، إنه قُتل بسبب الاتصال بالقذافى؟
- أنا أشك فى صحة هذا الادعاء، ومتأكد أن الأمريكيين والفرنسيين كانوا يسيطرون على سماء بنغازى بالكامل، ولم يكن أحد قادراً على تمرير أى مكالمة دون أن يعلموا بها، وذلك لمنع أى قوة للنظام السابق من التحرك، وأعتقد أن مقتل العبيدى كان لوأد فكرة تكوين جيش موحد، وفى تقديرى أن الأمريكيين والفرنسيين كانوا يريدون الفوضى، خاصة الأمريكيين، من أجل الاستمرار فى بيع السلاح إلى الجهات المتحاربة، ونهب البترول الليبى، وحدوث فوضى مدبرة.
{left_qoute_1}
وأزعم أن حلف شمال الأطلسى بكل مكوناته من بلدان، لم يكن معنياً بمرحلة ما بعد النظام السابق، أو باستقرار ليبيا، وإنما كان معنياً بتركها فى حال سبيلها بعد إسقاط النظام، لأنه كان يسعى إلى إنهاء نظام القذافى فحسب، بدليل أنه كان يشترى العمود الفقرى لليبيا، وهو البترول، من عدد من الموانئ الليبية بأقل وأبخس الأسعار، وكان يباع مجدداً إلى تركيا وإسرائيل وغيرهما من الدول بالأسعار الحقيقية.
■ كيف تمكنت الجماعات التكفيرية من التوطن فى ليبيا؟
- تجب الإشارة إلى أن هذه الجماعات التكفيرية موجودة فى المجتمع الليبى منذ تسعينات القرن الماضى، ورغم المجهود العسكرى فى ليبيا ضدها، فإن النظام لم يتمكن من اجتثاث أصولها إلى حد ما، ولعل عنصر قوتها أنها أجادت التخفى فى الجبال، نظراً لخبرتها فى الأعمال الجهادية، مثلما كان يحدث فى أفغانستان، كما أن الجماعات التى أعلنت التوبة، وقدمت مراجعات فكرية تحت إشراف يوسف القرضاوى، كانت تتحين الفرصة للانقضاض على النظام.
أما العنصر الأهم، فهو حصول تلك الجماعات على تسهيلات إقليمية لإدخال مئات الإسلاميين الليبيين أو العرب أو الآسيويين إلى البلاد، خلال شهرى نوفمبر وديسمبر 2010، وتم السماح لهم بالإقامة فى مدن مثل مصراتة ودرنة وبنغازى، وهذه الدول معروفة، وهى قطر وتركيا، التى كانت تهدف إلى الانقضاض على النظام، خاصة بعد سفر معمر القذافى لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتمزيقه ميثاقها، ثم زيارته إلى فرنسا، وما شابها من تعديات وتجاوزات ووعود غير منفذة ضايقت الرئيس السابق نيكولا ساركوزى، فدبر الانتقام فيما يبدو، عن طريق استغلال الجماعات الإسلامية فى تنفيذ الخطة، وأنا شاهد على حالة إحباط كبرى فى ليبيا، وبحث عدد كبير من الليبيين عن التغيير، ما مكن الإسلاميين، خاصة المتشددين منهم، من السيطرة على الانتفاضة، وإبعادها عن مسارها، من أجل السيطرة على السلطة والثروة.
■ من وافق على استمرار هذه الجماعات بعد القذافى؟
- كانت هناك بيئة إقليمية ودولية حريصة على إشراك الإسلاميين المتشددين فى حكم ليبيا، سواء كان عددهم مئات أو آلافاً، فالمهم هو تطبيق تلك الاستراتيجية، ويمكن القول إن عدد هؤلاء الإسلاميين كان فى حدود 5 آلاف شخص، علماً بأن عدد المقاتلين للنظام السابق فى كل ليبيا لا يتجاوز 30 ألفاً، إلا أن الخبرة القتالية للإسلاميين، التى اكتسبوها فى الجزائر والعراق وأفغانستان ومالى والشيشان، منحتهم السطوة.
وبعد سقوط القذافى كانت هناك بيئة إقليمية ودولية حاضنة لتلك الجماعات، سمحت لها بأن تلعب دوراً كبيراً فى مرحلة ما بعد إسقاط النظام، كما كانت لدى تلك الجماعات آمال كبيرة فى الحكم، مدعومة بمعلومات أكيدة قادمة من أجهزة أمنية محلية ودولية، ما منحها السطوة، وأقصد على وجه التحديد الإدارة الأمريكية، التى حرصت على إشراك الإسلاميين فى الانتفاضة، وما بعدها، كما شجعتهم على السيطرة، فكانوا ينفذون خططاً واضحة، هى تسليم ليبيا إلى الإسلاميين، بقصد استكمال تدميرها، والعبث بثرواتها.
{left_qoute_2}
■ لماذا لم تكن هناك مساعٍ دولية لتسليم حكم ليبيا إلى الإسلاميين مثلما حدث فى مصر وتونس؟
- الإخوان فى ليبيا ليسوا أقوياء مثلما هو الحال فى مصر وتونس، كما أن الجماعات الدينية المتشددة، مثل أنصار الشريعة، والقاعدة، والجماعة الإسلامية المقاتلة بقيادة عبدالحكيم بالحاج، كانت أقوى، بالإضافة إلى أن «داعش» كان يتمدد شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، ما يفسر اضطرار الإخوان فى ليبيا إلى التحالف مع «داعش» و«القاعدة» والجماعات الدينية الأخرى، لأنهم يعلمون تماماً أنهم ضعاف قياساً بوجودهم فى مصر وتونس، ومن جهتها سعت الإدارة الأمريكية إلى أن تجعل ليبيا مختبراً لتجربة حكم الجماعات المتشددة، وأن تغرقها فى السلطة والمشاكل والتعقيدات، وأن ترى مرود ذلك، مع امتلاكها القدرة على قراءة المشهد، وإمكانية منعهم من الوصول إلى طرابلس الكبرى، لكن واشنطن لم تكن تريد هذا المنع، فحينما غادرت السفيرة الأمريكية مقر عملها بطرابلس فى يونيو 2014، توقف الاقتتال 6 ساعات، حتى تخرج طائرتها الهليكوبتر، فهل تم ذلك دون موافقة الأطراف المتقاتلة؟
الحقيقة أن الإدارة الأمريكية كانت تحمل فعلاً مفاتيح الأزمة، وتملك القرار، والإلزام بالقرار بالنسبة الإسلاميين، لكنها لم تكن حريصة على حل الأزمة واستقرار الأوضاع، طالما أن السلاح يتدفق على ليبيا، والمصانع الأمريكية تنتج السلاح وتبيعه للأطراف المتحاربة، وإلى الأطراف الراغبة فى تزويد الأطراف المتحاربة فى ليبيا به، وهى أطراف إقليمية ذات قدرات مالية كبيرة، طالما الوسطاء يوفرون البترول الليبى، ذات النوعية الجيدة لأمريكا وإسرائيل.
{left_qoute_3}
وفى سبتمبر 2011، كانت الحكومة الليبية تملك مدخرات فى المصارف الغربية تقدر بـ150 مليار دولار، وفق شهادة محافظ البنك المركزى الليبى الأسبق، بالإضافة إلى 30 مليار دولار فى البنك المركزى الليبى، تبخرت فى أيام قليلة، فور السيطرة على طرابلس، وفرار أركان النظام السابق منها، وكل هذه الأمور والثروات تم نهبها من الأمريكيين والفرنسيين على وجه التحديد.
■ كم تقدر أعداد المتشددين فى ليبيا الآن؟
- فى تقديرى، عددهم فى حدود 12 ألفاً، بينهم 5 آلاف مقاتل لـ«داعش»، و5 آلاف مقاتل لـ«القاعدة»، وألفان لـ«أنصار الشريعة» والجماعات التكفيرية الأخرى، أما قيادات تلك الجماعات فمعظمها عربية، ففى درنة كانت القيادات من اليمن والبحرين، أما قيادات داعش فتونسية وعراقية، وقيادات المناطق الأخرى كانت جزائرية.
■ ما حقيقة المعلومات المتداولة عن نقل تركيا لآلاف من عناصر داعش إلى ليبيا، بعد الضربات الروسية فى سوريا؟
- هناك تباين فى المواقف الأمريكية - التركية حول مصير الدواعش، فالموقف الأمريكى يستهدف الإبقاء على ممر جغرافى طويل جداً يربط بين الموصل فى العراق ودير الزور فى سوريا، يمتد على مساحة 55 ألف كيلومتر مربع، حتى يكون وطناً بديلاً للدواعش، وهو موقف واضح رغم اعتراض الحكومة العراقية عليه، وهى تسعى إلى الهجوم على الشريط الحدودى الطويل، لتدمير البنية التحتية للدواعش.
أما الموقف التركى، فيسعى إلى خلق وطن بديل للدواعش فى ليبيا، لذلك تتدفق الطائرات التركية على مطار مصراتة فى ليبيا، لنقل الدواعش من سوريا والعراق إلى طرابلس وسرت، بمعدل رحلة كل يومين تقريباً، وأنا أميل إلى القول بأن تركيا تسعى إلى حماية الدواعش من التصفية فى سوريا والعراق، خاصة بعد الضربات الجوية الموفقة لروسيا.
وما زال النقاش مفتوحاً بين الإدارتين الأمريكية والتركية حول مصير الدواعش، لكنهما تتفقان فى نقطة مركزية، وهى ضرورة عدم القضاء على التنظيم، والحفاظ على بعض إمكانياته، لأن أدوار داعش فى التدمير مستمرة، ولا أملك حصراً محدداً بأعداد الدواعش التى وصلت إلى ليبيا، لكن الرحلات الجوية نقلت بضع مئات منهم عبر الجسر الجوى التركى، نظراً لوجود مشكلات تمنع نقلهم بحراً، مع سيطرة قوات الفريق خليفة حفتر على الموانئ، ومنعها للبواخر والجرافات من نقل الدواعش، ولا أعلم على وجه التحديد أعداد المصريين المنتمين إلى التنظيم فى ليبيا، لكن بعض قياداته فى أجدابيا والجفرة وصبراتة مصرية، ولا أحد يملك معلومات وأرقاماً دقيقة للقيادات العربية الأخرى، رغم أن التقدير التقريبى يشير إلى أن عددهم 150 شخصاً.
■ هل هناك إرادة دولية للقضاء على «داعش» فى ليبيا؟
- أميل إلى أن الأزمة الليبية ليست مرتبطة بالداخل، فهناك أطراف ليبية تؤجج وتوفر السلاح والتدريب والتمويل، وعلى سبيل المثال، تحظى «فجر ليبيا» بدعم خارجى، سواء من تركيا أو غيرها من الدول، وهى تأتى إلى ميناء مصراتة عن طريق بواخر محملة بالأسلحة والذخائر والمؤن، ويتم تقاسمها مع تنظيم داعش، وهو سيناريو وصناعة «فجر ليبيا» الذى يغذيه، ما أدى إلى تمدد التنظيم فى العديد من المدن والمناطق الليبية.
ويمكن الإشارة إلى أن الهجرات غير الشرعية من ليبيا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، هى فكرة «فجر ليبيا» التى ينفذها الدواعش، وأنا أرى أن أى قصف جوى لمواقع ذلك التنظيم فى ليبيا، وأتمنى أن أكون مخطئاً، لن يكون ناجحاً، ولن يصل إلى شىء عملى، وإنما سيكون مجرد رسالة إلى الشارع الأوروبى والأمريكى، هدفها الطمأنة وكسب الأصوات.
■ نشعر بالتشاؤم فى حديثك، ما الدول الراغبة فى الإبقاء على الوضع المتأزم؟
- لست متشائماً، وإنما واقعى، وأنظر إلى الواقع الليبى بمنطق، ودون إخفاء للحقائق، فهناك العديد من الدول، لا تقل عن 5 دول، مشاركة فى تأزم الوضع فى ليبيا، هى الولايات المتحدة، وتركيا، وفرنسا، والسعودية، والإمارات، والسودان، وكل منها يدعم جهة معينة.
«داعش ليبيا»
19 نوفمبر 2014: سيطر «داعش» على مدينة «درنة» الساحلية.
11 فبراير 2015: اتجه «التنظيم» نحو «سرت» وسيطر على مقر إذاعة «سرت».
13 فبراير 2015: اشتبك «داعش» مع حرس المنشآت النفطية فى «السدرة».
فى أغسطس 2015: سيطر «التنظيم» على مدينة «سرت» بالكامل.
طالب «التنظيم» فى أكثر من مناسبة الأهالى بمدينة «سرت» بمبايعة أبوبكر البغدادى زعيم «التنظيم».
أعلن «التنظيم» استعداده للسيطرة على مدن مثل «مصراتة» الواقعة شرق طرابلس بعد خلاف مع مجموعة «فجر ليبيا».
فى يناير 2015 اختطف تنظيم داعش الإرهابى 21 قبطياً مصرياً فى ليبيا.
فى فبراير 2015 أعلن تنظيم داعش ذبح المصريين المختطفين فى ليبيا.
بعد الحادث بساعات، ردت القوات الجوية المصرية بالتنسيق مع نظيرتها الليبية لضرب معاقل داعش.
أمريكا تحتاج «داعش»
الطائرات الأمريكية تقصف الدواعش فى العراق منذ أكثر من عام ونصف، دون أى نتائج تذكر، وأنا أؤمن بأن الإدارة الأمريكية لا تملك الإرادة أو الرغبة فى إنهاء داعش وأخواتها، والثانى أنها إذا قررت الإدارة الأمريكية قصف التنظيم فى ليبيا، فإن نفس الأمر سيحدث، ووقتها ستحصل واشنطن على المقابل المادى من الودائع الليبية فى بنوكها، وأنا أشك تماماً فى وجود إرادة أمريكية لإنهاء التنظيم، لأنها لا تزال فى حاجة إليه، وراغبة فى استعماله لمزيد من التدمير والتخريب، فوجوده مرتبط بالانتخابات الأمريكية المقبلة، وبما ستؤول إليه الأمور.
- أبوبكر البغدادى
- أجهزة أمنية
- أجهزة الأمن
- أسلحة نارية
- أنصار الشريعة
- استخدام السلاح
- استقرار الأوضاع
- الأراضى الليبية
- الأزمة الليبية
- آر بى جى
- أبوبكر البغدادى
- أجهزة أمنية
- أجهزة الأمن
- أسلحة نارية
- أنصار الشريعة
- استخدام السلاح
- استقرار الأوضاع
- الأراضى الليبية
- الأزمة الليبية
- آر بى جى
- أبوبكر البغدادى
- أجهزة أمنية
- أجهزة الأمن
- أسلحة نارية
- أنصار الشريعة
- استخدام السلاح
- استقرار الأوضاع
- الأراضى الليبية
- الأزمة الليبية
- آر بى جى
- أبوبكر البغدادى
- أجهزة أمنية
- أجهزة الأمن
- أسلحة نارية
- أنصار الشريعة
- استخدام السلاح
- استقرار الأوضاع
- الأراضى الليبية
- الأزمة الليبية
- آر بى جى