حكايات النصب على الصعايدة ببخور شيوخ الكنوز الوهمية فى صحارى قنا

حكايات النصب على الصعايدة ببخور شيوخ الكنوز الوهمية فى صحارى قنا

حكايات النصب على الصعايدة ببخور شيوخ الكنوز الوهمية فى صحارى قنا

خلف أحلام الكنز المزعوم جرى «حامد. ر» طويلاً، وفى رحلة السعى خلف كنوز الفراعنة فى صحارى قنا ضاع منه كل ما يملك من أموال وأراض، ولم يبق له سوى الديون والفقر، يقول لـ«الوطن» نادماً: «خسرت كل ما أملك فى البحث عن الآثار»، موضحاً «كانت البداية أثناء جلوسى فى أحد المقاهى، عندما سمعت أن أحد الأشخاص أصبح ثرياً، ويمتلك ملايين الدولارات من الاتجار فى الآثار، وحينها قررت أن أدخل لمشاركة أشخاص من قرى مجاورة». وعلى مدار أيام طويلة استمر حامد فى التنقل مع شركائه بحثاً عن مقبرة يمكنهم نهبها، وأخيراً وصلوا إلى أحد الشيوخ، الذى حدثهم عن أعماله فى الأقصر وغرب قنا، قرب معبد دندرة، وأضاف «ذهبنا إلى منطقة تابعة لقرية أبوتشت، وهناك أخبرنا الشيخ بوجود تماثيل فرعونية بقيمة 700 مليون جنيه، ولم أتردد فى دفع 20 ألفاً ضمن تكاليف البحث، وبعد أسبوع من أعمال التنقيب أخبرنا أن المقبرة على بعد سنتيمترات قليلة، لكن المياه الجوفية خرجت على عمق 5 أمتار».

{long_qoute_1}

وفى محاولة لاستكمال الحلم أحضر الشركاء موتوراً لشفط المياه، وعلى مدار شهرين كاملين وصل المبلغ الإجمالى الذى دفعه حامد إلى 60 ألف جنيه، جمعها من رهن قراريط زراعية قليلة يملكها، وخلال الحفر خرجت أوان فخارية صغيرة، أعادت الأمل إليهم قبل أن يفقدوه، ويقول «وقتها قلت لنفسى إن كلام الشيخ ورجاله بدأ يتحقق، فدفعت 40 ألف جنيه لشراء بخور من أحد العطارين فى القاهرة، وتوقفت أعمال التنقيب إلى أن يعود الشيخ بالبخور، وبعد انتهاء الموعد المحدد لعودته أغلق تليفوناته نهائياً، وبدأ الشك يراودنى، حتى أصبح اختفاؤه أمراً واقعاً، وأيقنت عندها أننى تعرضت لعملية نصب». كانت حكاية حامد، التى استمعت إليها «الوطن» منه فى رحلتها خلف الساعين وراء الكنوز المزعومة، واحدة من حكايات عديدة يعرفها ويحفظها جيداً أهالى قنا، الذين شاهدوا وسمعوا لسنوات طويلة عشرات الحكايات عن النصب على الحالمين بالكنوز، إلا أن حكايات أخرى مقابلة عن فقراء تحولوا إلى أثرياء فجأة، ما زالت تغذى أحلام الثراء، حتى لو كان الثمن هو حياتهم، فوفقاً لتقارير رسمية، سجلت أجهزة أمن محافظة قنا مقتل 23 شخصاً على مدار عامين أثناء التنقيب عن الآثار.

ومن بين الحكايات التى رصدتها «الوطن»، ما رواه لنا «محمد. س»، المقيم فى مدينة دندرة، الذى قال إنه لم يكن يعمل فى التنقيب عن الآثار أو يصدق ما كان يسمعه عن تلك العمليات، موضحاً «فى أحد الأيام جاءنى أحد الأصدقاء حاملاً أحد التماثيل بطول 7 سنتيمترات، قال إنه فرعونى، ثم طلب أن أشاركه أو أشتريه بـ20 ألف جنيه، مؤكداً لى أن قيمته تتجاوز الـ60 مليون جنيه، فراودنى الشيطان، وزين لى أن أشاركه، لكن كل خبراء الآثار الذين ذهبنا إليهم كانوا يؤكدون لنا أنه مقلد، وعندها فقدنا الأمل، واكتشفنا أننا تعرضنا لعملية نصب». ولا تتوقف حكايات التنقيب عن الآثار عند حد التعرض للنصب، فهناك قصص أخرى عن مطالب المشايخ، ومن بينها تقديم «قرابين» مذبوحة للجن، ويقول «ف. ع»، من أتباع أحد مشايخ التنقيب عن الآثار فى قنا، إن «الجن يطلب من المشايخ ذبح كلب أو قطة أو أى حيوان محرم على البشر أكله، ما يكون فى بداية رحلة التنقيب أو فى منتصفها أو فى نهايتها، ويحمل هذا الشيخ لقب الشيخ السفلى، لأنه يتبع طريقة الجن فى البحث».

وعما يتردد بشأن ذبح بشر فوق الحفرة أو المقبرة المزعومة، حتى يمكن فتح بابها، أكد أن «هذا الكلام غير صحيح بالمرة، لكنه فكرة شيطانية قد تطرأ على الشيخ حتى يخرج من ورطته، بعد إنهاك المكلفين بالتنقيب، وحتى يرفضوا الاستمرار فى التنقيب، وبالتالى يتمكن من الهروب من المأزق».

 


مواضيع متعلقة