أمين "الأصالة والمعاصرة" المغربي لـ"الوطن": نسعى لرصد نواقص المشهد السياسي

01:46 م | الثلاثاء 26 يناير 2016

انطلقت فعاليات المؤتمر الثالث لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي، اليوم الثلاثاء، والمتوقع أن يتمخض عنه انتخاب أمينا عاما جديدا، للحزب الحديث، الذي حقق نتائج مهمة في الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة، بتصدره الانتخابات، وحصوله على صدارة 5 محافظات من أصل 12.

وعن الأصالة والمعاصرة، يقول أمين الحزب الحالي مصطفى بكوري: "حزب الأصالة والمعاصرة جاء لرصد النواقص داخل المشهد السياسي المغربي، وهدفه التوجه إلى معظم المغاربة، بخاصة أولئك العازفين عن السياسة، بمشروع متكامل منسوج من طرف كفاءات مغربية، من مختلف الأطياف والأقاليم، لأخذ مشاكلهم بعين الاعتبار، في إطار تقدمي منفتح، يحاول أن يخصص مكانا لكل من يجد نفسه في هذا الإطار العام، ويحترم ثوابت الأمة ويفجر الطاقات في إطار من الإرادية".

وردا على ما إذا كان حزب الأصالة والمعاصرة "بام"، يستهدف بالدرجة الأولى كبح تقدم حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة المغربية الحالية، يقول بكوري: "حزب الأصالة والمعاصرة كان ضروري، حتى ولو لم يوجد حزب العدالة والتنمية"، مؤكدا أنه في إطار تشريح المشهد السياسي المغربي، كانت الحاجة ملحة إلى مشروع سياسي ينسجم مع انتظارات المغاربة، ويأخذ بعين الاعتبار رغبة معظمهم في الانفتاح.

وأوضح بكوري، أن الحزب مبني على أسس ديمقراطية، تحترم مقومات البناء الديمقراطي، وبالتالي نحن ضد كل من يعادي الديمقراطية، وإذا شعر أي حزب أنه مستهدف، فهذا يعني أنه ضد المبادئ المؤسسة للبناء الديمقراطي، متابعا: "نحن لا نستهدف حزب بعينه، لكن نستهدف كل من يعادي الديمقراطية".

وعن النتائج التي حققها حزب الأصالة والمعاصرة في الانتخابات الأخيرة، يرى بكوري أنها تؤكد أن الحزب في دينامية تصاعدية، على مستوى المشهد السياسي، نتيجة لمواصلة البناء المؤسساتي للحزب، مضيفا: "هناك دراية واطلاع أكبر لمكونات المجتمع المغربي، لما يفعله الحزب وما يريد الوصول إليه".

واعتبر أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، أن مؤتمر حزبه ينعقد في وقت يواجه فيه العالم، تحديات إرهابية كبرى واضطرابات أمنية بالجملة، متابعا أن الحزب يناصر عدالة القضية الفلسطينية، حيث يساهم حلها في تحقيق الأمن والاستقرار العالمي.

وأضاف بكوري، أن النقاط التي يرتكز عليها حزبه ويكرس عمله السياسي لأجلها، تأتي قضية الصحراء في مقدمتها، إضافة إلى العمل على ترسيخ قيم المناصفة وتمكين المرأة من جميع مراكز القرار، لافتا إلى أنه يجب العمل على رفع جودة المدرسة العمومية لأنها بوابة التنمية.

وفي سياق متصل، يرى أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط الدكتور ميلود بلقاضي، أن المؤتمر الثالث لحزب الأصالة والمعاصرة، يمثل حدثا سياسيا استثنائيا في سياق انعقاده وتحدياته وتداعياته، التي ستتجاوز دائرة الحزب لتؤثر في المشهد السياسي المغربي بكل مؤسساته، مضيفا: "المؤتمر يعقد في سياق وطني صعب ودقيق، يتميز بعدة مؤشرات".

وأوضح بلقاضي، أن المؤشرات تتمثل في التالي:

أول مؤتمر حزبي بعد الانتخابات الجماعية والجهوية، مؤتمر يعقد بعد شهور على إجراء الانتخابات التشريعية، مؤتمر يعقد بعد هيمنة قياديين على الحزب منتمين لجهة معينة؛ مؤتمر يجد فيه الحزب صعوبة الانتقال من حزب الشخص إلى حزب المؤسسة، مؤتمر ما زال الحزب يبحث عن شخصية كارزماتية حولها إجماع بعد رحيل صديق الملك "فؤاد عالي الهمة" عن الحزب؛ مؤتمر يبحث إعطاء صورة ايجابية عن الحزب لدى الرأي العام؛ مؤتمر ينظم في ظل تنافس قوي بينه وبين حزب العدالة والتنمية؛ مؤتمر يتوخى منه الحزب قيادة الحكومة المقبلة؛ مؤتمر يعقد في ظل محاولة بعض القوى فرض حصار على الحزب.

واختتم بلقاضي بقوله، أن السياق العام الذي ينظم فيه "بام" مؤتمره الثالث، سياق صعب ودقيق، يضع الحزب في محك حقيقي، إما أن يكون مؤتمرا ناجحا يجعل الحزب يتجه إلى الانتخابات التشريعية المقبلة 2016 قويا أكثر من أي وقت مضى، أو مؤتمرا يفتح مستقبل الحزب على كل الاحتمالات.