لماذا يفضل السيسي مشاهدة "القاهرة 360" مع أسامة كمال؟

كتب: محمد شنح

لماذا يفضل السيسي مشاهدة "القاهرة 360" مع أسامة كمال؟

لماذا يفضل السيسي مشاهدة "القاهرة 360" مع أسامة كمال؟

للمرة الثانية خلال 13 شهرًا يخرج الرئيس عبدالفتاح السيسي في مداخلة هاتفية على الهواء مباشرة للبرنامج التلفزيوني "القاهرة 360" مع الإعلامي أسامة كمال على فضائية "القاهرة والناس"، في المداخلة الأولى قَبِل دعوة "منعم" بطل كرة السلة في الأولمبياد الخاص لحضور افتتاح البطولة ودعم أصحاب القدرات الخاصة، والثانية بتشجيع عدد من المبدعين في مشروعهم، حيث استجاب الرئيس لمناشدة الكاتبة الصحفية نهى عباس رئيس تحرير مجلة "نور"، لدعم المجلة، التي تعرف الأطفال بتاريخ بلدهم، وتاريخ الأزهر الشريف ودوره في نشر الفكر الوسطي للإسلام.

مداخلتا الرئيس أعطتا مؤشرًا لدى الرأي العام، بمتابعة الرئيس لما يدور في الساحة الإعلامية من قضايا وموضوعات، وخصوصًا التي تستهدف فئات وشرائح خارج دائرة الضوء، ولكن طرحت تساؤلات مهمة حول نوعية برامج "التوك شو" المفضلة للرئيس، وأسباب متابعته لبرنامج "القاهرة 360".

{long_qoute_1}

الدكتور سامي الشريف أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة ورئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق، يرى في مداخلتي السيسي مع "أسامة كمال"، أمر جيّد، وشيء طيب، ودلالة على أن رئيس الدولة يتابع برامج "التوك شو"، التي تؤثر في توجهات الرأي العام بشكل كبير و"هذا يبين بساطة الرجل"، بحسب تعبيره.

واستبعد الشريف في تصريحات لـ"الوطن"، أن يكون وراء تكرار المداخلة الهاتفية في نفس البرنامج مغزى سياسي، فالبرنامج بحسب وصفه، لا يقدم على قناة حكومية أو تابعة لتلفزيون الدولة، كما أن القناة التي يذاع بها ليست محسوبة على الدولة، ففي نفس القناة يقدم الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى برنامجًا، وهو له مواقف "معارضة ومضادة للدولة"، كما أن القناة صاحبة البرنامج "ليست الأفضل على الإطلاق بين الفضائيات"، مشيرًا إلى أن الأمر غير مخطط له من الرئيس، وليس الغرض من وراءه بث رسالة سياسية، وخاصة أنه تحدث في المرتين في قضايا ليست سياسية.

وتابع: "من وجهة نظري الشخصية، قد تكون أسباب متابعة الرئيس للبرنامج، أن مقدمه من أكثر الوجوه الإعلامية هدوءًا في إدارة برنامجه، كما أن برنامجه أكثر اتساقًا مع التوازن، الذي تفتقده معظم البرامج الأخرى، وأنا أعتبر أسامة كمال شخصية وقورة، ومن أحسن من يقدمون برامج (التوك شو) على الساحة الإعلامية".

{long_qoute_2}

وكشف الكاتب الصحفي أيمن عواد رئيس تحرير برنامج "القاهرة 360"، في تصريحات لـ"الوطن"، أسباب متابعة الرئيس للبرنامج، بقوله: "من الواضح أن هناك نمط معين من الموضوعات يثير اهتمام الرئيس، فالموضوعات التي طلب المداخلة فيها بالبرنامج هي موضوعات أمن قومي في المقام الأول بحسب تعبيره، فالأول موضوع يهتم بالمعاقين في مصر، وهي شريحة لا يستهان بها، فعددهم وصل إلى 15 مليون شخص، والثاني يهتم بثقافة الأطفال تحت 12 سنة، وهي شريحة يبلغ تعدادها 25 مليون نسمة".

وأضاف عواد أن الرئيس يتابع حلقات برنامج "القاهرة 360" بشكل منتظم، وعلّق في مرات كثيرة على البرنامج وموضوعاته في لقاءات جمعته بأسامة كمال، مشيرًا إلى أنّ مقدم البرنامج أحد المدعوين الأساسيين في كل الأحداث التي يشارك فيها الرئيس. 

وأشار إلى أنّ مداخلة الرئيس لم تكن معدة أو مرتبة مسبقًا كما يدعي البعض، قائلًا: "قسمًا بالله، كل ما حدث جاء بشكل مفاجئ، مكتب الرئيس تواصل مع فريق الإعداد، وطلب إجراء مداخلة بالبرنامج ليعلن خلالها عن دعمه لمجلة (نور)، والناس كلها سمعت هو قال إيه، وده جاء بالصدفة مع حديث الدكتورة نهى عباس وهي بتقول إحنا محتاجين الدعم، كنت أنا بقول لأسامة فخامة الرئيس معاك، فقالها انتي بتتكلمي عن الدعم، والدعم جه، معانا فخامة الرئيس، وده كان رد فعل الرئيس لوحده لا جهد أسامة ولا جهد أيمن ولا جهد أي حد، وده بيعكس اهتمام مباشر من رئيس الجمهورية باللي بيحصل في البلد".

وبسؤاله عن تفضيل الرئيس عبدالفتاح السيسي، لشخصية مقدم البرامج الهادئ مثل أسامة كمال، قال: هذا أمر طبيعي، فالرئيس ليس شخصية عنيفة، فنادرًا ما كان ينفعل أو (يزعق)، فلم يحدث ذلك إلا في مرات محدودة، وأحداث شديدة القسوة، كمشهد استقبال جثث الشهداء في مطار ألماظة من قبل، كما أن الصوت العالي في الحديث يعكس عدم الثقة، بينما (السيسي) يثق في نفسه وفي أدواته.

وأوضح رئيس تحرير البرنامج، أنّ المكالمة الثانية من الرئيس في نفس البرنامج، وحديثه عن موضوعات تخص شريحة ضخمة من المجتمع، وتخص مستقبل البلد تعكس نمطًا من الإعلام المطلوب في الفترة المقلبة، وهوالإعلام الذي يلقي الضوء على الحقائق والمشكلات، مشيرًا إلى أنّ الرئيس عبدالفتاح السيسي يرى أسامة كمال "مذيع نموذجي" و"ده مش عشان أسامة طويل شوية أو قصير شوية أو مثقف شوية، لكن عشان أسامة بيتعامل مع حقايق، ودي تشكيلة الرئيس راجل بتاع معلومات، في اللي بيكلمه في حقايق، هو راجل اتعود يقبل المعلومة السلبية والإيجابية، أنا راجل رئيس تحرير للبرنامج طول الوقت بدقق المعلومة، ونلتزم الدقة في البرنامج، وهتلاقينا بنعتذر عن الحرف الغلط على الشاشة، يعني لو إحنا كتبنا استرابة (عنوان يظهر على الشاشة) فيها حرف غلط بنعتذر عنها".

وتابع عواد: "بالتأكيد، مداخلة الرئيس تعطينا دافعًا لتقديم موضوعات ليست الأفضل أو الأقل، ولكن بتمس شرايح مش متشافة في المجتمع، فهناك مشكلات كثيرة في المجتمع الإعلام مش شايفها أو بيتجاهلها، ويجب تسليط الضوء عليها، والرئيس يقدر الإعلام كله، وينتظر منه أفكار ومبادرات أكثر للمستقبل". 

{long_qoute_3}

أما الدكتورة ليلى عبدالمجيد أستاذ الصحافة وعميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، فترى أن سر مداخلتي الرئيس كان يكمن في مناقشة أسامة كمال في المرتين لقضايا لها خصوصية، الأولى كانت قضية ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه فئة من الفئات المحرومة من حقوقها، وكانت تلقى لأول مرة اهتمام من القيادة السياسية، والثانية الأطفال والتنشئة على أساس ديني صحيح ومعتدل، وتقديم إعلام هادف لهم بعيد عن الإعلام المستورد، وهما موضوعان لهما خصوصية، ولا يناقشا كثيرا في الإعلام، واختارهما مقدم البرنامج بعناية شديدة، ورؤية للمستقبل.

وأضافت عبدالمجيد لـ"الوطن": "بالإضافة إلى أن اختيارات أسامة كمال كانت اختيارات ذكية، فهو مذيع هادئ، يتكلم بعقلانية شديدة ووفقًا لمعلومات، كما أنه مطلع ومنفتح على قضايا كثيرة ومتنوعة وعلى ثقافة واسعة ليس في إطار ما يحدث داخل مصر فقط، ولكن في إطار المنطقة والعالم، وهذه الشخصية الإعلامية بذكائها تطرح قضايا اتمنى العشرات من الإعلاميين أن يحتذوا بها، ويبتعدوا عن الموضوعات المملة، التي تتطرق إلى الماضي، وأن ينظروا للمستقبل، فالحكومات قبل 25 يناير لم تنظر للمستقبل، وكانت تعيش اليوم بيومه، وهذا قاد الناس في النهاية لما حدث من انفلات أخلاقي".

وأشارت إلى أنّ "مداخلة الرئيس في المرتين تعني أنه متابع ومطلع وعلى دراية بما يحدث حوله، وأنه يتطلع لرؤية مبادرات وأفكار من الإعلام، وهو ما أتمنى أن يحدث من باقي المسؤولين في الدولة، وألا يقتصر دورهم على الرد على التساؤلات ومواجهة الأزمات والمشكلات، بل يجب أن يتعاملوا مع الأفكار، وهذا دور الإعلام في الماضي والحاضر والمستقبل، كما أن ما فعله الرئيس بادرة أمل للشباب لطرح أفكارهم ومبادراتهم في المنصات الإعلامية، وأن يكون لديهم طمأنينة بالاستجابة إليها، وتنفيذها على أرض الواقع".


مواضيع متعلقة