الدخول إلى «عالم التسجيلات السرية»
![الدخول إلى «عالم التسجيلات السرية»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/7077_660_150359_opt.png)
«رصدنا.. تحركات.. تسجيلات».. كلها مفردات أمنية خالصة، لا يمتلكها إلا رجال صنعوا تنظيماتهم فى السراديب المظلمة، التى طالما وقعت تحت ضغوطات الأجهزة الأمنية القمعية، حتى حين يمضى الزمان يكون الجلاد ختم على قلوب سجانيه من أعضاء تلك التنظيمات، فلا يستطيعون التخلص منها، بعد أن يسقط «الديكتاتور» ويقفز رجل التنظيم السرى فوق عرش السلطان فيشحذ همته لاختراق أعدائه، ومعرفة ما يدور بثنايا صدورهم.
التصريح الأول للشاطر كان أن «الجماعة رصدت اتصالات سرّية تمت بين اللجنة العليا للانتخابات والمجلس العسكرى تفيد بتورّطه فى استبعاد بعض مرشحى الرئاسة».
وكان الثانى: «مسجل لدينا على تليفونات من بعض هذه الأماكن، ومن بعض وسائل الإعلام أن الرئيس سيسقط بعد شهرين».
ولم يكن غريباً على «الشاطر» أن تخرج منه مثل تلك الكلمات، وهو رجل التنظيم الطليعى، فما إن وطئت قدماه أرض «المنصورة» وولج بهما كلية الهندسة، حتى هبت انتفاضة هى الأولى من نوعها ضد محافظها، كانت جراح النظام الناصرى ما زالت ملتهبة بعد نكسة يونيو، فوجد نفسه فى معتركها هاتفا مطالباً «ناصر» بالثأر لدماء الشهداء.
اندهش خاله محمد الصباغ، مؤسس التنظيم الطليعى فى المحافظة، والذى كان قد جند الشاطر فى تنظيمه الذى صنعه عبدالناصر كتنظيم سرى يعمل من داخل «الاتحاد الاشتراكى».
نجحت قوات الأمن فى التصدى للمظاهرة بالقسوة والوحشية، وألقى القبض على الشاطر وأخيه «عاطف»، إلا أنه سرعان ما أفرج عن الأخوين بفضل تدخل خالهما وكونهما عضوين فى التنظيم الطليعى الوليد.
تعرف الشاطر على العمل التنظيمى، بعد تكوين لجنة الترصد والمراقبة والاستيلاء على مطبعة الكلية وطباعة منشورات وتوزيعها على سكان المدينة، فصدرت الأوامر بإغلاق الجامعات والمدارس، واندلعت التظاهرات بعدها وبلغ الضحايا 16 حالة وفاة.
يقول سيد عبدالستار المليجى، القيادى المنشق عن الجماعة، لــ«الوطن» إنه «قبيل مقتل السادات طار الشاطر إلى بريطانيا مع مسئوله فى جماعة الإخوان المسلمين، الحاج مصطفى مشهور، دون أن يدرى بذلك المقربون منهما فى الجماعة، ليوضع بعد ذلك عدد لا بأس به من علامات الاستفهام».
عاد «الشاطر» المهاجر لمصر فى عام 87 ليبنى تنظيماً جديدا لجماعة الإخوان المسلمين، بحسب المليجى، فقد «نشأ هذا التنظيم الخاص بهدف فلترة الإخوان؛ حيث قام أعضاؤه من خلال شركة سلسبيل للتكنولوجيا بجمع معلومات عن جميع أعضاء الجماعة، وعمل بطاقات خاصة بها بيانات كل فرد من أفراد الجماعة دون علم مكتب الإرشاد، أو حتى عمر التلمسانى مرشد الجماعة فى تلك الفترة».
تلك المعلومات كانت بمثابة الكنز الذى أهداه الإخوان لأمن الدولة بعدما قامت بالقبض على أصحاب شركة سلسبيل 1993، وصادرت جميع أجهزة الكمبيوتر التى تحوى هذه البيانات.
ورأى أن الهدف من عملية جمع البيانات بهذا الأسلوب تمثَّل فى تقسيم الجماعة وفق مبدأ جديد إلى مجموعتين: المستقيمين، والتنظيميين، الأولى تدعو إلى الشفافية والوضوح، والثانية بقيادة مشهور تدعو إلى السرية والتمسك بالتنظيم الخاص، مشيراً إلى أن «هذا الفريق من التنظيم الخاص نجح فى أن يقبض على السلطة فى الإخوان من خلال منصب المرشد، وهو ما تحقق بتولى مشهور لاحقا هذا المنصب».
ويكمل الشاطر تعامله مع الأمن، وظهرت مهاراته منذ قضية سلسبيل وفى القضية العسكرية الأولى عام 1995 فكان يرسل لضباط السجن ما يطلبونه مباشرة إلى منازلهم من ثلاجات أو غسالات أو ما شابه ذلك.. ولن ينسى زملاؤه ارتفاع صوت الشاطر ومشادته مع أحد ضباط السجن وغضبه أثناء الفسحة فى مزرعة طرة فى محنة 95، وعندما عاد للزنزانة أخبر زملاء السجن عن بجاحة الضابط الذى أرسل له جميع الأجهزة التى يطلبها على مدار الشهور الماضية والآن يطلب سيارة.
ومن الناحية القانونية، أكدت الدكتورة فوزية عبدالستار، أستاذ القانون الجنائى بجامعة القاهرة، أن التسجيلات التى تتم بدون إذن من النيابة العامة أو الجهات القضائية تعد جريمة يعاقب عليها القانون.
وأوضحت أستاذ القانون الجنائى لـ«الوطن»، أن تسجيل المكالمات أو الأحاديث الخاصة يعتبر قانوناً «جريمة» إذا أجريت بأماكن مغلقة، أما إذا تمت بأماكن عامة فلا جناح عليها، مشيرة إلى أنها تتوقف على الموقف الذى تم التسجيل فيه، وهو ما تحدده جهات التحقيق.
وأشارت إلى أن التسجيلات التى تحدث عنها المهندس خيرت الشاطر خلال مؤتمره، وإشارته إلى أنها تمت خلال كواليس اللقاءات التليفزيونية، فهى فى هذه الحالة تدخل تحت بند الأحاديث الخاصة ولا يجوز تسجيلها إلا بإذن قضائى، وتُوَجَّهُ له فى تلك الحالة تهمة «الجُنحة»، على حد قولها.
أخبار متعلقة:
«الشاطر».. الرئيس الموازى
سياسيون: إنه الرجل الأول الذى يقود «التنظيم الحديدى»
الدخول إلى عالم المال والأعمال من بوابة «السلع المعمرة»
«أبو خليل»: «الشاطر» لا يملك أجهزة تنصت أو رصد.. وخطابه طفولى هدفه «التهييج»
سياسته الخارجية.. إرضاء أمريكا هو الأهم
صحف عالمية: ظهوره يكشف شركاء «مرسى» فى الحكم