"البطالة".. مرض ينهش في جسد شباب تونس

"البطالة".. مرض ينهش في جسد شباب تونس

"البطالة".. مرض ينهش في جسد شباب تونس

عادت تونس من جديد لتتصدر المشهد على الساحة العربية وشمال إفريقيا، عقب اندلاع الاحتجاجات من ولاية القصرين، التي كانت بمثابة اللهيب الذي أشعل روح التظاهرات داخل ولايات تونس المختلفة.

رضا اليحياوي، الشاب الذي تسبب موته في اشتعال الأمور مجددا ووصف البعض وفاته وكأنها تعيد إلى الأذهان سيناريو "البوعزيزي"، لكن ربما تكون الظروف والأشخاص مختلفة، فيحياوي شاب في الـ28 من عمره، تسلق عمودا كهربائيا بالقرب من مقر محافظة القصرين؛ احتجاجا على عدم إدراج اسمه في قائمة التعيينات بإحدى الوزارات، وأدى تسلق الشاب إلى صعقه ووفاته الأمر الذي أشعل أزمة كبيرة في المحافظة، وخرجت الاحتجاجات تندد بأزمة البطالة التي يعاني منها الكثيرون.

تونس من الدول التي تعاني من ارتفاع نسبة البطالة من قبل قيام ثورة الياسمين 2011، والتي انطلقت لتنسف الأوضاع الاقتصادية المتردية، لكن بات من الواضح أن الثورة لم تأتي بثمارها حتى الآن، فلا تزال تونس الخضراء تنزف بسبب أزمة المعطلين عن العمل.

وبلغت نسبة البطالة في تونس خلال الربع الأول من 2015 نحو 15% مقابل 15.2% خلال الربع الأول من 2014 لتسجل تراجعا بـ20.2 نقطة، وفقا لما أعلنه المعهد الوطني للإحصاء، وفي نهاية العام الماضي بلغت نسبة البطالة نحو 22.5% في صفوف النساء، و12.4% لدى الرجال، بينما بلغت نسبة البطالة في صفوف أصحاب الشهادات العليا 21.4% بالنسبة للذكور و41.1% في صفوف الإناث؛ ليرتفع بذلك مجموع هذه النسبة من 28.6% في الثلث الثاني من 2015 لـ32% في الثلث الثالث من السنة نفسها.

أما عدديا، فسجل عدد العاطلين عن العمل من أصحاب الشهادات العليا ارتفاعا بلغ 242 ألف عاطل، بعد أن كان 212 ألفا خلال الثلث الثاني من 2015، أي بزيادة بلغت 32 ألفا من خريجي الجامعات.

ووسط وعود يراها الشباب التونسي واهية من حكومة الحبيب الصيد، رئيس الوزراء التونسي، بتوفير نحو 5000 آلاف وظيفة، يظل الأمر معلقا إلى حين امتثال الحكومة إلى مطالب الشباب العاطل عن العمل.


مواضيع متعلقة