الأزمة الليبية.. الجيش غاضب من تشكيلة "الوفاق" وحكومة "الثني" تواجه تمرد "البيضاء"

09:47 ص | الأربعاء 20 يناير 2016

أعلن تشكيل حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، أمس، كترجمة للاتفاق الذي توصلت إليه أطراف ليبية برعاية الأمم المتحدة، لكن تلك الحكومة ستواجه عديد من الأزمات في ظل تسريبات لأسمائها تشير إلى تعيين وزير دفاع يخضع لسلطته القائد العام للجيش اللييبي خليفة حفتر، ووجود بعض الوزراء على علاقة بالميليشيات الإرهابية، وتتضمن الحكومة الجديدة 32 وزارة، وهي بانتظار اجتماع مجلس النواب في أقرب وقت لمنحها الثقة.

{long_qoute_1}

وأشارت تسريبات، تناولتها عدة وسائل إعلام ليبية وعربية أمس، وأكدها مسؤول لـ"الوطن"، إلى أن تشكيلة الحكومة الجديدة عينت العقيد المهدي البرغثي وزيرا للدفاع، عكس ما كان متوقعا بتولي الفريق أول خليفة حفتر وزارة الدفاع، إلى جانب استبعاد وزير الخارجية الحالي محمد الدايري.

واعتبر مسؤول رفيع بالجيش الليبي أن تشكيل الحكومة هدفه الرئيسي الإطاحة بقيادات عملية الكرامة التي انطلقت لمحاربة الإخوان و"الدواعش"، مؤكدا أن الوزارات الهامة مثل المالية والخارجية يقودها من لهم علاقة بالميليشيات الإرهابية.

وقال المصدر، الذي رفض ذكر اسمه في اتصال لـ"الوطن"، "يبدو أن ما يقوم به القائد العام للجيش الليبي الفريق أول خليفة حفتر، الذي قاد عملية الكرامة وعمل على إعادة بناء الجيش الليبي، لم يعجب دول الغرب التي تريد تفتيت ليبيا وجعلها مرتعا للإرهابيين، ودفعوا أموالا لشراء ذمم السياسيين وبعض النواب الليبيين، من أجل أن تمرر تلك التشكيلة التي تريد الإطاحة بالفريق حفتر وقادة عملية الكرامة، وهو ما كانت تريده الميليشيات الإرهابية المدعومة من جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية المقاتلة".

وأضاف المسؤول، القريب من الفريق "حفتر"، أن وزارة المالية يشغلها رجل على صلة بالميليشيات الإرهابية وكذلك وزارة الخارجية، وبالتالي فإنها حكومة مخترقة من الإخوان وتحت سيطرتهم، معروف في أي حكومة مدى أهمية الوزارتين، وإلى جانب ذلك إسناذ وزارة الدفاع لشخص من خارج عملية الكرامة.

عن طبيعة العلاقة بين الحكومة والجيش إذا أقرت وفق التشكيلة المعلنة، قال المسئول العسكري الليبي: "نحن لا نتدخل في السياسة ونحن فقط ندعم الشرعية الليبية ودورنا محاربة الإرهاب، وهناك من لا يريد أن نكمل هذا الدور، لكن أتوقع أنه ستكون هناك مشكلات كثيرة بين تلك الحكومة التي تريد إخضاع الفريق أول خليفة حفتر لعقيد عين وزيرا للدفاع، هذا لا يستقيم مع المنطق".

وأضاف "الإطاحة بقادة عملية الكرامة في ليبيا يعني فتح الطريق للإخوان والدواعش في ليبيا نحو مصر وهذا هو الذي يخططون له، كما أن الحكومة بنسبة كبيرة ستعمل، لأن هناك أموالا كثيرة دفعت لشراء ذمم السياسيين والنواب الليبيين".

في سياق متصل، أعلن المجلس البلدي لمدينة "البيضاء" شرق ليبيا، التي تتخذ فيها حكومة عبدالله الثني مقرا لها، عن مهلة 24 ساعة لمغادرة الحكومة المؤقتة الليبية المدينة، وفق ما نقلت قناة "العربية" الإخبارية.

وقال المجلس، في بيان مساء أمس الأول، إن المهلة بدأت منذ مساء أمس الأول وحتى أمس لمغادرة الحكومة مقارها بالمدينة، إضافة لبنك ليبيا المركزي والمؤسسات التابعة للحكومة.

ولم يبين المجلس البلدي، الذي يترأس المدينة التي اندلعت فيها المواجهات المسلحة مع نظام معمر القذافي السابق، أسباب طلبه المغادرة من الحكومة، لكنه اكتفى بالقول "إنها حكومة لم يعد مرغوب فيها"، محذرا بأنه سيتخذ إجراءاته إذا لم تغادر الحكومة مقارها بالمدينة خلال المهلة المحددة، وفق "العربية".

في سياق آخر، قال مسؤول ليبي، رفض ذكر اسمه لـ"الوطن"، إن نقل مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي وغيرهم من الجماعات الإرهابية إلى ليبيا عملية مدروسة تشرف عليها دول الغربية، والهدف منها وضع مصر في حالة خطر دائم.

وأضاف "ليبيا الآن باتت الوجهة الأولى للمقاتلين الأجانب وهؤلاء يحاولون التحرك من وقت لآخر للاقتراب أكثر من مناطق الحدود مع مصر.. هم لا يستطيعون ذلك حتى الآن بفضل وجود الجيش الليبي، ولكن هم يحاولون ذلك".

وتابع "على مصر أن تعي جيدا هذا الخطر، وأؤكد أن هناك خطة لتجميع المقاتلين الأجانب في ليبيا، للبحث فيما بعد عن هدف مقبل لهم".

من جهة أخرى، قال موقع "بوابة الوسط" الليبي إن طائرات حربية مجهولة قصفت أهداف لتنظيم "داعش" في بين جواد والنوفلية أمس الأول.