بروفايل:عمار الشريعى.. إزاى تشوف الموسيقى؟

كتب: محمد عبدالجليل

بروفايل:عمار الشريعى.. إزاى تشوف الموسيقى؟

بروفايل:عمار الشريعى.. إزاى تشوف الموسيقى؟

لم يكن «الشريعى» الذى رحل عن عمر يناهز 64 عاماً مجرد موسيقار أو ملحن، بل كان حالة إنسانية وفنية استثنائية على كل المستويات، بشهادة كل من عاصره وتعامل معه، فقد استطاع التغلب على فقدان البصر بامتلاك موهبة عالية، وضعته فى مصاف المجددين فى الموسيقى العربية. وُلد عمار الشريعى فى 16 أبريل عام 1948، فى مدينة سمالوط بمحافظة المنيا لأسرة تمتد جذورها إلى عائلة هوارة بالصعيد، ودرس بمدرسة المركز النموذجى لرعاية وتوجيه المكفوفين، وهناك تلقى علوم الموسيقى الشرقية فى إطار برنامج أعدته وزارة التربية خصيصاً للطلبة المكفوفين. وأتقن العزف على آلات البيانو والعود والأكورديون بمجهوده الذاتى، وبعد ذلك حصل على ليسانس الآداب، قسم اللغة الإنجليزية من جامعة عين شمس عام 1970، ثم درس التأليف الموسيقى عن طريق مدرسة «هادلى سكول» الأمريكية لتعليم المكفوفين بالمراسلة، وبعدها التحق بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى. وعلى مدار سنوات عمره أنتج الشريعى أكثر من 150 أغنية و50 فيلماً و150 مسلسلاً و30 عملاً إذاعياً و10 مسرحيات، وكلها أعمال جمعته تقريباً بأجيال مختلفة من المطربين والشعراء، وشكلت نقاطاً مضيئة لا تُنسى فى مسيرة كل من تعاون معه، بدءاً من وردة ومها صبرى وعفاف راضى وعلى الحجار ومحمد منير ومحمد الحلو ومحمد ثروت، مروراً بأنغام وهدى عمار ولطيفة ونيللى ولبلبة وحتى آمال ماهر وغادة رجب وطارق فؤاد وأحمد سعد، وغيرهم كثيرون، ولو بحثت فى الأغنيات المميزة لكل منهم لوجدت معظمها يحمل توقيع «الشريعى». «غواص فى بحر النغم» هو العنوان الذى اختاره الشريعى لبرنامجه الإذاعى الأشهر، والذى أسهم فى تربية وجدان الكثيرين موسيقياً منذ حلقاته الأولى، وفيه قام «الشريعى» بتحليل أشهر الألحان فى تاريخ الموسيقى العربية بلغة سلسة مبسّطة ومغلفة بخفة ظله، وعندما قرر أن ينقل البرنامج إلى شاشة التليفزيون من خلال برنامج «سهرة شريعى» اختار شعاراً للبرنامج وهو «إزاى تشوف الموسيقى». «يا حلوة يا بلدنا يا نيل سلسبيل. بحبك إنتى رفعنا راسنا لفوق. لو الزمان ليل ما يرهبنا ليل. شوقنا فى عروقنا يصحى شمس الشروق».. كلمات سيد حجاب التى لحنها «الشريعى» وحرص على غنائها مع هدى عمار، وهى الأغنية التى كشفت عن تفاعل الشريعى مع ثورة يناير، حيث كان من أشد المؤيدين لها. قبل أن ينضم إلى لجنة الحكماء التى شُكلت من كبار المفكرين والسياسيين.