في عيد الغطاس: يُعمد الأطفال ويأكل الكبار القلقاس

كتب: إسلام فهمي

في عيد الغطاس: يُعمد الأطفال ويأكل الكبار القلقاس

في عيد الغطاس: يُعمد الأطفال ويأكل الكبار القلقاس

عيد الغطاس، أحد أهم الأعياد الذي يحتفل به الأقباط، خاصة طائفتي الأرثوذكس والكاثوليك، ويشهد طقوسا وعادات وتقاليد معروفة، منها تعميد الأطفال وأكل القصب والقلقاس.

ويقول بشري وهبة، أحد مواطني المنيا، "المسيحي لا يصبح مسيحي، إلا إذا تشبة بالسيد المسيح بالمعمودية، ففي هذا اليوم تذكار لمعمودية المسيح، وحلول الروح القدس بعد تعميده في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، وظهر وقتها صوت من السماء يقول: (هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت)".

ويضيف بشري، "جرت العادات على تناول أطعمه خاصة في عيد الغطاس، منها القلقاس والقصب، وكان الآباء والأجداد يحرصون على ذلك، دون أن نعرف مغزاها ونحن صغار، وفي الكبر عرفنا أن هذه العادات تعزز قيم النقاء والطهارة، حيث إن طهي القلقاس يطهره من الأضرار".

فيما يقول مخلوف عبدالنور، مواطن، إن الآباء والأمهات يحرصون على تعميد أطفالهم حديثي الولادة في عيد الغطاس، ويتم تعميد الأطفال الذكور من سن 40 يوما، والإناث من سن 80 يوما، ويتوافد الجميع على الكنائس ويتواجدون مبكرا لتعميد الأطفال أسوة بعماد المسيح في مثل هذا اليوم.

ويضيف "يزداد عدد الأطفال الذين يتم تعميدهم في هذا اليوم، خاصة في الكنائس الأثرية مثل دير السيدة العذراء ودير الأنبا صموئيل، وكنيسة القديس أبوعبد المسيح المناهري، تبركا بهذه الأماكن".

ويوضح عماد ماهر، أحد مواطني المنيا، "يتم الاحتفال بعيد الغطاس في 19 يناير من كل عام، ويسمى بـ(عيد الثيوفانا) أيضا، أي الظهور الإلهي، ويحرص الأقباط في هذه المناسبة على تناول القلقاس والقصب، لأنه مرتبط بعقيدة معينة، فالقلقاس يحتوي على مادة مضرة تتحول بمجرد اختلاطها بالماء إلى نافعة ومغذية، والتشبيه هنا يرجع أننا من خلال الماء في المعمودية وتنظيف القلقاس نتطهر من سموم الخطية، كما يتطهر القلقاس من المواد الضارة بالماء".

ويضيف "نبات القلقاس يدفن في الأرض ثم ينمو ليصير طعاما، لذلك يعتبر مثل المعمودية، لأن المعمودية هي دفن أو موت وقيامة مع المسيح، كما أن القلقاس يتم تنظيفه من القشرة الخارجية، وفي المعمودية نخلع ثياب الخطية، لنصير أبناء الله، أما القصب فهو نبات ينمو بالغمر في المياه ويذكرنا بالميلاد الجديد بالمعمودية، وضرورة العلو في القامة الروحية وإفراز الحلاوة من قلوب بيضاء نقية، تعتصر من أجل الآخرين".

فيما تقول سناء محمد، بائعة خضروات، إن هناك أطعمة وخضروات معينة يقبل عليها الأقباط في الأعياد، كالقلقاس في عيد الغطاس، والخل في الجمعة الطويلة، ولحوم الماعز في احتفالات مولد السيدة العذراء، وذلك مرتبط بعقائد لا أعرفها.

وتضيف البائعة، "ترتفع أسعار بعض الخضروات لزيادة الطلب عليها في هذه المناسبات، فسعر كيلو القلقاس يصل لـ7 جنيهات بدلا من 4، وينخفض مرة أخرى إلى سعرة العادي بعد العيد، وينتظر معظم البائعين هذه الأعياد لأنها تأتي علينا بالرزق الواسع، كما أن سعر القصب يرتفع في عيد الغطاس، بسبب إقبال الأقباط على شرائه".


مواضيع متعلقة