لماذا يحجم التشكيليون عن التصويت فى انتخابات نقابتهم

كتب: الهام زيدان

لماذا يحجم التشكيليون عن التصويت فى انتخابات نقابتهم

لماذا يحجم التشكيليون عن التصويت فى انتخابات نقابتهم

في الوقت الذي يسعى فيه العاملون في أي مهنة دائما إلى تكوين نقابات لرعاية مصالحهم والدفاع عن حقوقهم، يحجم أعضاء نقابة الفنانين التشكيليين عن التصويت في انتخابات النقابة، فقد وصل عدد الحاضرين في انتخابات أمس 579 فنانا، في النقابة الرئيسية بالقاهرة، وفرعيها بمحافظات الدقهلية والإسكندرية بنسبة، لاتتجاوز الـ 10% من جملة من لهم حق التصويت من الأعضاء.

عن ذلك يقول الدكتور أشرف رضا، أستاذ التصميم بجامعة القاهرة ورئيس مؤسسة "أراك" للثقافة والفنون، ومرشح على مقعد النقيب، "ربما يعود سبب عدم حضور الفنانين والتصويت بكثافة إلى تمكن الشعور باليأس لدى البعض، لعدم تحقق المنتظر من فعاليات أو خدمات تقدمها لهم النقابة خلال السنوات السابقة، لا على مستوى الخدمات الصحية ولا حتى المعاشات، فهل يعقل أن معاش الفنان التشكيليى 75 جنيها؟ كما أن البعض قد أصابه الملل من كثرة إعادة جولات الانتخابات دون جدوى.

{left_qoute_1}

ونفى رضا التقصير من قبله، كمرشح، بالقيام بالتواصل الفعال مع الفنانين، مؤكدًا لـ"الوطن" أنه يبذل قصارى جهده فى هذا الإطار مع عدد كبير من الفنانين، وأنه يصب تركيزه على الشباب منهم، من خلال مؤسسة "أراك" للثقافة والفنون التى يترأسها، بإقامة العديد من الفعاليات الفنية والثقافية بالمؤسسة، مختتما كلامه بتوجيه دعوة لكل الفنانين للتواجد بالنقابة يوم 30 يناير الجاري لاختيار من يمثلهم ويرضى طوحاتهم.

 

 

أما طه القرنى، مرشح على مقعد النقيب، فيقول لـ"الوطن": "نقابتنا تشبه المرحلة التي تمر بها الدولة، من عدم الإقدام على المشاركة فى معظم الانتخابات، بما فيها انتخابات البرلمان"، لافتا إلى أن الحضور في انتخابات كل معظم النقابات يكون ضعيفًا فى الجولة الأولى، وحضور الجولة الأخيرة من انتخابات التشكيلين يعد مؤشرًا جيدًا، وإن كان لم يبلغ النصاب القانونى، فإنه مؤهل لحضور أفضل فى جولة الإعادة، والتى تحتاج إلى تصويت نسبة الربع من عدد الأعضاء".

وأشار إلى أنه "أحيانا يتصادف إجراء الانتخابات مع الامتحانات فى هذه الأيام، والجولة الماضية كانت فى أغسطس والجو شديد الحرارة، ما دفع الفنانين إلى التكاسل عن الحضور"، ورفض القرنى اتهام التشكيليين بالسلبية، "الفنان معذور لأنه غير مستفيد، فهناك نحو 1200 فنان لم يحصلوا على معاشاتهم من النقابة منذ 8 أشهور".

الدكتور محمد الصبان المدرس بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، والمرشح لمجلس إدارة النقابة شعبة التصوير، يقول "كان بعض أعضاء مجلس الإدارة السابق مسيطرون على العملية الانتخابية، ويقومون بدعوة الناخبين باتصالات شخصية أى كانوا يستخدمون إمكانات النقابة للدعاية لأنفسهم، فكان من الممكن عضو مجلس الإدارة يقوم بالاتصال بألف واحد وحشدهم للتصويت له، وقد قمنا بدعوة الأعضاء لعمل جمعية عمومية غير عادية لسحب الثقة من مجلس الإدارة، والنقابة بدون مجلس منذ نحو سنتين، ويدير النقابة حاليًا 3 أفراد، هم النقيب والوكيل ورئيس المجلس، ويوجد داخل النقابة أيضا تقسيم طبقى بين الكليات، وبالتالي فإن ذلك يقلل دور النقابة، والاختيارات تحدث فى الغالب على أسس قبلية فى الانتخابات، ومن ثم فلا تفرز عناصر غير جيدة".

{left_qoute_2}

الدكتور صلاح شعبان المدرس بكلية الفنون الجميلة بالأقصر، لم يشارك فى الانتخابات لعدة أسباب، أولها أنه يلزمه السفر ساعات من الأقصر إلى القاهرة للمشاركة فى التصويت، حيث لا توجد للنقابة أفرع فى محافظات الصعيد من الجيزة إلى أسوان، على الرغم من وجود كلية الفنون الجميلة بالمنيا، وكلية التربية الفنية بأسيوط، وكلية الفنون الجميلة بالأقصر، وغيرها من المعاهد التى تخرج المئات الفنانين.

يقول شعبان لـ"الوطن": "النقابة تتعمد تجاهل فنانى هذه المدن، إضافة إلى سوء اختيار توقيت الانتخابات هذه المرة، بسبب امتحانات الكلية هذه الأيام، لا أستطيع التغيب عنها، والنقابة لا تقدم أى عائد مغرٍ أو دعم معنوي لي أو لغيري، فمثلا فى أحد المرات تقدمت بطلب لإقامة معرض بقاعات النقابة، فكان رد النقابة أن مجلس الإدارة متوقف ولا يمكن إقامة معرض".

وأكد شعبان أنه يسدد اشتراك النقابة السنوى بانتظام، فقط من أجل كتابة لقب "عضو بنقابة الفنون التشكيلية" فى سيرته الذاتية، مشيرًا إلى أنه فى ظل عدم اهتمام الدولة برعاية الفنون فنجد الفن التشكيلى على أسوأ ما يكون، وإلى أنه يعتمد على مجهوده الفردى وينفق من ماله الخاص لتقديم مشروعه الفنى إلى الجمهور.

أما الدكتور محمد إسحاق عميد كلية التربية الفنية بجامعة حلوان وأحد أعضاء لجنة مراقبة العملية الانتخابية فيقول "من أغرب ما لاحظته هذه المرة، ليس فقط إحجام الفنانين عن التصويت، بل أيضا إحجام عدد من مرشحي الشعب لمجلس الإدارة عن الحضور يوم التصويت، وكأنها بمثابة دعوة غير مباشرة لعدم التفاعل مع النقابة".

 

يرى الدكتور حمدى أبو أبوالمعاطي، النقيب الحالى، أن عزوف التشكيليين عن التصويت ناتج عن سببين رئيسيين، ويضيف لـ"الوطن": "أولهما عدم تواصل المرشحين بشكل فعال مع أعضاء الجمعية العمومية، حتى أننى لم أر أي من المرشحين في النقابة منذ انتهاء الجولة الماضية منذ 3 أشهر، والسبب الآخر يرجع إلى كسل أعضاء الجمعية العمومية أنفسهم، الذين يكتفون بنقد النقابة دون المشاركة الفعالة في اختيار مجلس جديد".

وأضاف "قمت بالدعوة إلى عقد انتخابات مبكرة لإصلاح أوضاع النقابة، وقمت بإعلام الناس على الإنترنت عن موعد الانتخابات، وفى حالة عدم اكتمال النصاب القانونى فى جولة الإعادة فسيتم تحديد موعد لجولة قادمة، رغم أن ذلك يستنزف موارد النقابة الضئيلة فى الأصل والتى لا تتعدى 10 ملايين جنيه".


مواضيع متعلقة