أهالى الضحايا فى مستشفى أم المصريين: أم تبكى ابنها.. وأخرى تدعو له بالشفاء

كتب: محمد على زيدان

أهالى الضحايا فى مستشفى أم المصريين: أم تبكى ابنها.. وأخرى تدعو له بالشفاء

أهالى الضحايا فى مستشفى أم المصريين: أم تبكى ابنها.. وأخرى تدعو له بالشفاء

داخل استقبال مستشفى «أم المصريين» بالجيزة، زحام شديد، الكل فى حالة تأهب وقلق، أَسرّة متحركة تنتقل بالمرضى إلى غرفة الطوارئ، وأخرى تصعد بهم إلى غرف العناية المركزة، نساء يجلسن على مقاعد خشبية، مرتفعة أصواتهن بالبكاء، وشابة عشرينية تحتضن أمها، تصرخ على عزيز لديها بين الحياة والموت، بينما يقف سرير متحرك بمريض يملأ الدم رأسه، هو أحد مصابى حادثة كوبرى المنيب، جسده البدين يرتجف، غير واعٍ بمن حوله، مُخرِجاً من فمه إفرازات بيضاء، يحاول رجال الإسعاف نقله إلى سرير آخر لنقله إلى مستشفى قصر العينى، نتيجة حاجته إلى تدخّل سريع فى الأوعية الدموية. {left_qoute_1}

صوت سيدة يأتى من بعيد، صارخة: «عبدالرحمن يا ولدى، هتسيبنى وتروح فين يا ابنى، محدش يقول إن عبدالرحمن مات»، فى الوقت الذى يقف فيه رجل يرتدى جلباباً كحلى اللون، يرتدى نظارة طبية، ذو شعر أبيض، جاء إلى المستشفى بعد سماع خبر الحادثة وإصابة ابنه الأصغر، قائلاً: «أنا أبو إسماعيل اللى مات فى الحادثة». يروى «سيد محمد على» والد «إسماعيل»، أن ابنه الذى يبلغ من العمر 13 عاماً، بالمرحلة الإعدادية، كان عائداً من عمله مع أحد عمال السيراميك، واستقلّ سيارة من فوق الدائرى إلى المحور فى طريقه للعودة إلى المنزل بإمبابة، لكن وقعت الحادثة فى أثناء وجوده داخل السيارة. تسقط دموع الرجل من عينيه، قائلاً: «ربنا يرحم إسماعيل، كان لسه مخلّص الامتحانات بتاعته إمبارح، ونزل الشغل النهارده، مات الواد الصغير».

فى أثناء الصعود إلى قسم العناية المركزة، تجلس امرأتان على سلالم المستشفى أمام قسم العناية المركّزة، ترتديان جلبابين أسودين، يتمتم لسان إحداهما مصحوباً بدموع فى عينيها: «ربنا يشفيك يا ميخائيل، وتقوم لنا بالسلامة». يشير الدكتور خالد نصار، إخصائى الطوارئ بالمستشفى، إلى أن «ميخائيل مرزوق» الذى يبلغ من العمر 31 عاماً، لديه كسور متعدّدة بالجمجمة واشتباه وكسر بقاع الجمجمة، كما أن لديه كدمات بالرئة وبتراً باليد اليمنى، وعلى أثر ذلك حُجز بغرفة العناية المركزة.

فى الدور الثالث بقسم الحوادث، ترقد الشابة الثلاثينية «رحاب على» على سرير، تملأ وجهها الكدمات، بعد إصابتها فى الحادثة بكدمات متفرقة بالجسم واشتباه ما بعد الارتجاج. تروى «رحاب» أنها كانت عائدة من المنيا بعد زيارة، واستقلت سيارة ميكروباص من فوق الدائرى لتنتقل إلى المحور. وتستطرد: «فجأة السيارة تحركت إلى الأمام فى حركة دفع قوية من الخلف، ووجدت نفسى أسقط مع الناس إلى أسفل الكوبرى». وتروى أنها كانت واعية بما يحدث حولها، وأن الناس حاولوا إخراجها من السيارة عن طريق كسر الزجاج، قائلة: «كنت شايفة الناس بتقع من الشبابيك لتحت الكوبرى، كان فيه حتة فى القزاز مفتوحة كسروها وشالونى، ربنا أنقذ حياتى بأعجوبة من الموت. الحمد لله على كل شىء».

أما «عماد حمدى محمد»، أحد المصابين فيروى أنه كان عائداً من العمل بأحد المكاتب الخاصة بالسيارات، فى طريقه إلى إمبابة، موضحاً أنه يسلك هذا الطريق يوميّاً عند عودته إلى المنزل: «من كتر الحوادث اللى كنت باشوفها كنت حاسس إنها هتحصل لى».

 


مواضيع متعلقة