انتقادات للجيش النيجيري بعد الاشتباك مع الحركة الإسلامية الشيعية

كتب: أ ف ب

انتقادات للجيش النيجيري بعد الاشتباك مع الحركة الإسلامية الشيعية

انتقادات للجيش النيجيري بعد الاشتباك مع الحركة الإسلامية الشيعية

لم تعلن السلطات النيجيرية أي حصيلة رسمية للقتلى الذين سقطوا في يومين من الاشتباكات بين قواتها وأنصار حركة "نيجيريا الإسلامية" الشيعية في مدينة زاريا الشهر الماضي، إلا أن دلائل تشير إلى مقتل ما قد يصل إلى 600 شخص.

ويعد هذا عددا كبيرا حتى في هذه المنطقة التي قتل فيها 17 ألف شخص في التمرد الذي تنفذه جماعة "بوكو حرام" الإسلامية منذ العام 2009.

وقالت الحركة الإسلامية الشيعية، أمس، إن أكثر من 700 من اتباعها ما زالوا في عداد المفقودين بعد أكثر من شهر على المعارك العنيفة مع الجيش في معقلها في زاريا في شمال البلاد.

وأعلن المتحدث باسم الحركة الإسلامية في نيجيريا، إبراهيم موسى، في بيان، أنه وفقا لقائمتنا، هناك نحو 730 شخصا، من الرجال والنساء، ما زالوا في عداد المفقودين منذ 12 ديسمبر الماضي، مضيفا "هؤلاء المفقودون إما قتلوا بيد الجيش أو اعتقلوا سرا".

وأكد مصدر طبي في المستشفى التعليمي التابعة لجامعة "أحمدو بيلو"، والتي نقل إليها معظم الضحايا، مقتل عدد كبير من الأشخاص.

وصرح المصدر، "13 ديسمبر أحصيت ما يصل إلى 400 جثة في المشرحة، وتوقفت بعد ذلك عن العد".

وقال مراسل محلي غطى أحداث العنف، "كانت هناك أكثر من 300 جثة ملقاة في الشارع القريب من منزل زعيم الحركة الشيخ إبراهيم الزكزكي يومي الأحد والإثنين".

وأضاف "عندما استدعينا المدير الطبي للمستشفى التعليمي، قال لنا إن 300 جثة وصلت إلى المستشفى قبل أن ينتهي من عمله، وربما ارتفع هذا العدد بعد أن غادر المستشفى"، فيما قال المسؤولان إن الجنود أخذوا جميع الجثث 14 ديسمبر.

تعتقد منظمة "هيومان رايتس ووتش" أن 300 شخص على الأقل قتلوا في زاريا، فيما تقدر منظمة العفو الدولية هذا العدد بالمئات، ودعت المنظمتان إلى إجراء تحقيقات كاملة.

إلا أن القيادة العليا للجيش النيجيري التي تواجه باستمرار اتهامات بارتكاب انتهاكات حقوقية ضد المدنيين في النزاع مع "بوكو حرام"، وصفت تلك المزاعم أن لا أساس لها.

وقالت لوسي فريمان، من "منظمة العفو الدولية"، إن تجاوز الجنود للقانون بكل الأشكال ليس أمرا مستغربا، ضميفة "ذلك جزء من نمط مشاكل الاستخدام المفرط للقوة وانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها الجيش النيجيري".

فيما قالت الباحثة موسي سيجون، المتخصصة في شؤون نيجيريا بالمنظمة ذاتها، إن رد فعل القوات يثير مزيدا من القلق؛ نظرا لأن الرئيس محمدو بخاري، وهو ضابط سابق، تعهد بإصلاح الجيش، مضيفة "مستوى هذه الانتهاكات التي قد يكون الجيش قام بها مروع".

وتابعت "لا يوجد تحرك واضح من جهة الحكومة لمعالجة هذا الوضع سريعا وطمأنة النيجيريين إلى ان بخاري هو قائد ديموقراطي كما يزعم، وأن هذه ليست دكتاتورية عسكرية".

اندلع العنف في 12 ديسمبر الماضي، عندما نصب الشيعة حاجزا مؤقتا على طريق خلال مرور موكب ديني ما أدى إلى إغلاق الطريق أمام موكب قائد الجيش النيجري.

واتهم الجيش النيجيري الحركة المدعومة من إيران بمحاولة مقصودة لاغتيال قائد الجيش توكور بوراتاي، وهو ما نفته الحركة لاحقا، ونشر صورا لحشد يلقي الحجارة على الموكب العسكري.

وعلى أثر ذلك، دمر الجيش منزل زعيم الحركة الشيعية الشيخ الزكزكي في حي جيليسو في زاريا، إضافة إلى الحسينية التابعة للحركة.

وقتل نائب الزكزكي و3 من أنجاله، بحسب المتحدث باسم الحركة، إضافة إلى مسؤول الأمن في الحركة، وأصيب الزكزكي بعيارات نارية عدة قبل أن يتم اعتقاله.

وذكر مراسل آخر أن فتيانا تجولوا بين جثث القتلى تحت نظر الجنود وسرقوا الأموال والهواتف النقالة وغيرها من المقتنيات الثمينة التي كانت في جيوب القتلى، واختبأ السكان داخل منازلهم أثناء الاشتباكات التي استمرت طوال الليل.

وصرح أحد سكان جيليسو، "كان الجنود يطلقون النار، وكان الشيعة يلقون عليهم الحجارة والقنابل الحارقة"، وأضاف "أشك في أن أيا من الشيعة تمكن من الفرار".

وانسحب الجنود بعد أكثر من أسبوعين من الاشتباكات، إلا أنه يعتقد أن رجال الأمن بملابس مدنية لا زالوا منتشرين في المنطقة، ولا يزال الناس يخشون الحديث علنا عن تلك الاشتباكات.

ودارت اشتباكات في السابق بين حركة الزكزكي والسلطات النيجيرية بسبب مساعي الحركة إلى إقامة "داعش"، من خلال القيام بثورة على غرار الثورة الإسلامية في إيران، وسجن الزكزكي مرات عدة بتهم التحريض والتخريب، إلا أنه يخشى من أن تؤدي هذه المواجهات إلى دفع الحركة الشيعية إلى شن حملة أكثر عنفا تشابه تمرد حركة "بوكو حرام" الإسلامية.

وقالت فريمان من منظمة العفو الدولية، "أعتقد أن ما شاهدناه مرارا في نيجيريا هو أن العمل خارج إطار القانون لا يساعد في حل الوضع بل يجعله أسوأ".

وقال صحفي محلي آخر إن الجنود أخبروه خلال زيارة قائد الجيش بوراتاي إنهم سيعتقلون الزكزكي حيا أم ميتا.

وأضاف أنه مع احتدام العنف خلال الليل اتصل بالمتحدث باسم الحركة الإسلامية لاطلاعه على المستجدات، فطلب منه هذا الأخير الاتصال به لاحقا عندما يصل إلى منزل الزكزكي.


مواضيع متعلقة