"الإفتاء" عن دعوات الإخوان النزول في 25 يناير: تواصل إهانة الدين باعتبار التظاهر جهاد شرعي

كتب: وائل فايز

"الإفتاء" عن دعوات الإخوان النزول في 25 يناير: تواصل إهانة الدين باعتبار التظاهر جهاد شرعي

"الإفتاء" عن دعوات الإخوان النزول في 25 يناير: تواصل إهانة الدين باعتبار التظاهر جهاد شرعي

حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء، من خطورة إطلاق مسمى "الجهاد" على التظاهرات التي تدعو لها جماعة الإخوان المسلمين، وبعض الجماعات المتطرفة، في 25 يناير الجاري، وتصدير خطاب ديني متطرف يدفع البعض إلى تبني خيارات العنف والتخريب، تحت دعاوى دينية باطلة تخفي وراءها مصالح سياسية خاصة لجماعات العنف والتكفير في مصر.

وقال المرصد، في بيان أصدره اليوم، إن محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، دعا إلى المشاركة في تظاهرات 25 يناير الجاري، بدعوى أنها "جهاد في سبيل الله" ضد الدولة، مؤكدا أن جماعة الإخوان كغيرها من الجماعات المتطرفة تتمسك دائما بالسردية الجهادية التي تحتل مكانة بارزة في دعايتها والتي تمثل حافزا قويّا لعناصرها تدفعهم نحو تنفيذ تعليمات الجماعة وقراراتها رغبة في الحصول على الشهادة المزعومة.

وأضاف المرصد أن الجهاد حكم شرعي وليس حماسة أو اندفاعا، فتعتريه الأحكام التكليفية الخمسة، فقد يكون واجبا، وقد يكون مندوبا، وقد يكون حراما، بحسب تقدير شؤونه وأحواله ومقاصده ومآلاته، وشرع الله الأحكام وشرع أيضا ما يرفعها، وإذا خرج الجهاد عن ضوابط الشرع فيه تحول إلى عدوان وقتل وسفك دماء، وسعي في الأرض بالتدمير، والجهاد الصحيح الشرعي المحقِّق لمقاصد الشريعة أمر شريف، وأثره هو الهداية، أما إطلاق اسم الجهاد على التخريب والتكفير وترويع الآمنين ونشر الفزع، فهذا هو الافتراء بعينه، ولا يحقق من مقاصد الشرع الشريف شيئا، وشتان ما بين الجهاد الذي جاء به النبي (صلى الله عليه وسلم)، والذي يندفع به العدوان، وينكسر به الشر، وبين ما تقترفه الجماعات المتطرفة التي توظف الدين لخدمة أهدافها وتحقيق مصالحها.

أكد المرصد أن الإسلام دين الوحدة والاجتماع، وليس دين التشرذم والتفرق، وإن المتأمل في القرآن الكريم يجد أنه عبر بكلمة "أمة" وليست فرقة، فقال سبحانه: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾، ومواجهة الإرهاب في المقام الأول فكرية، وما يحدث الآن من إرهاب وترويع للآمنين واستباحة للأعراض هو من فكر الخوارج، وحذرنا النبي (صلى الله عليه وسلم منه) فقال: "من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة فقتل فقِتْلةٌ جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه".

كان محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، قال في رسالة نشرها المتحدث الإعلامي للجماعة: "الإخوان يدركون أن النضال مرحلة من مراحل طريق الدعوة، لها متطلباتها وعدتها وضوابطها، التي تجعل هذا النضال نضالا في سبيل الله.. انزلوا في هذه الذكرى خفافا وثقالا، شيوخا وشبابا، رجالا ونساء، مصابين وأصحاء، يلقي الله السكينة في قلوبكم، ويقذف الرعب في صدور عدوكم".


مواضيع متعلقة