«دار السلام».. طبيب لابن مريض: «خد أبوك وغور»

كتب: محمود عبدالرحمن

«دار السلام».. طبيب لابن مريض: «خد أبوك وغور»

«دار السلام».. طبيب لابن مريض: «خد أبوك وغور»

«اوعى تفكرنى دكتور.. ده أنا أمرمطك هنا، إنتَ ما تعرفنيش، خد أبوك وغور فى داهية ما عندناش علاج لحد. واد يا حسين ظبط لى الواد ده».. يتعالى صوت الطبيب النوبتجى الشاب المسئول عن الطوارئ بمستشفى دار السلام العام بالقاهرة، فى مواجهته يقف شاب بصحبة والده المريض، الساعة تقترب من الثانية صباحاً، يقرر الطبيب عقاب الشاب ووالده فيعطيهم ظهره ويتوجه لغرفته الخاصة تاركاً المرضى بوحدة الطوارئ يضربون كفاً بكف.

يقترب عدد منهم من الشاب ليستوضحوا ما جرى بينه وبين الطبيب، يقول الشاب إنه لم يفعل غير الاعتراض على ترك والده فى وحدة الطوارئ لمدة تزيد على الساعة، دون أن يذهب إليه أحد من الأطباء أو طاقم التمريض لتوقيع الكشف عليه، على الرغم من حالته الصحية السيئة التى تستدعى تدخلاً سريعاً لإنقاذ حياته، الأمر الذى لم يعجب الطبيب، ودفعه لتعنيف الشاب بدعوى أنه تجاوز حدوده وتدخل فيما لا يعنيه، وطالبه بالوقوف بجوار سرير والده وإلا فسوف يأمر أمن المستشفى بطرده خارجها، ما أثار حفيظة الشاب وجعله يصيح بدوره متهماً الأطباء: «دول مش بيمشوا غير بالواسطة والمحسوبية، والغلبان مالوش مكان وسطهم».

لم يكن أمامنا سوى أن ننتظر عودة الطبيب النوبتجى مرة أخرى لوحدة الطوارئ، أكثر من نصف الساعة مرت، وأنا أجلس على سرير ملوث بالدماء بالقرب من مكان جلوس الممرضين، أثناء الانتظار ظهر أحد الممرضين، سألناه عن طبيب الاستقبال فجاء رده: «هييجى يكشف عليك دلوقت، هو بس مشغول قوى وعنده حالات كتيرة»، تطول الدقائق، أُلِح على الممرض أن يستعجل الطبيب، لا مجيب، بدا أن الطبيب المعتكف فى حجرته لا ينوى النزول منها، رغم ازدحام وحدة الطوارئ بعدد لا بأس به من المرضى، لا يمر وقت طويل حتى يقترب منى شاب صغير يرتدى زى الممرضين، يمد يده فى محاولة للكشف على، فأبدى دهشتى: «إنتَ مين؟»، لا يبدو عليه اهتمام بالسؤال، يواصل ما بدأه: «متخافش، والله العظيم أنا تمرجى كويس وبادرس فى معهد تمريض، يا عم متخافش، هاكتب لك مسكن كويس تجيبه من برة وهتبقى تمام، كده كده الدكتور كان هيكتب لك عليه، وبعدين مفيش استقبال النهارده تانى، الدكتور حلف ما هو شغال»، وأكد الممرض أنه لا يوجد يوم من أيام نوبتجية الطبيب المسئول، إلا وتقع خلافات تستدعى فى بعض الأحيان قيام الأطباء بطلب الأمن لإخراج أهالى المرضى من المستشفى: «فيه دكاترة هادية بتعرف تعدى الموقف ومش بتركز قوى مع الأهالى، لكن فيه دكاترة تانيين زى الدكتور بتاع النهارده عصبى ومتهور، وغالباً بيعمل مشاكل».

 


مواضيع متعلقة