الرعاية المركزة.. نعمة أم نقمة؟
![الرعاية المركزة.. نعمة أم نقمة؟](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/58335_660_icu2.jpg)
أ. د. عمرو البدراوى
أستاذ جراحة الأذن والأنف والحنجرة كلية طب قصر العينى- جامعة القاهرة
فى أوائل الثمانينات من القرن الماضى قام الدكتور شريف مختار أستاذ أمراض القلب بإنشاء أول وحدة للرعاية المركزة فى مصر وذلك بدعم من الأستاذ الدكتور هاشم فؤاد عميد كلية طب قصر العينى فى ذلك الوقت. ومنذ ذلك التاريخ توالى إنشاء العديد من وحدات الرعاية المركزة فى مختلف المستشفيات المصرية. وقد أسهمت الرعاية المركزة فى شفاء العديد من الحالات الحرجة والمستعصية التى كان ميئوساً من شفائها مثل أمراض القلب والصدر وإصابات الرأس والمخ. ولكن لدىَّ ملاحظة أود أن أشير إليها بحكم عملى كطبيب أذن وأنف وحنجرة.
لاحظت أن هناك ازديادا فى المرضى الذين يعانون من صعوبة فى التنفس مما يستدعى إجراء عملية شق القصبة الهوائية لإنقاذهم من الاختناق وعند فحص هؤلاء المرضى وجد أنهم يعانون من ضيق بالحنجرة وبمراجعة ملفات المرضى وجد أنه لأسباب طبية مختلفة تم دخولهم وحدات الرعاية المركزة واستدعت حالتهم وضعهم على أجهزة التنفس الصناعى لمدة طويلة. وقد أدى ذلك إلى تهتك غضاريف الحنجرة وبالتالى ضيق مجرى التنفس تدريجيا حتى مرحلة الاختناق. ومثال على ذلك فنان كوميدى معروف قد تعرض لتلك التجربة وقد تم إجراء العديد من العمليات له فى الداخل والخارج حتى تم الشفاء بمشيئة الله وأتذكر قوله لى حين ذلك إنه كان قد أصابه اليأس من سماع صوته مجدداً.
إن هؤلاء المرضى إما حكم عليهم بالتنفس بقية عمرهم عن طريق فتحة بالرقبة مع عدم القدرة على الكلام أو الخضوع للعديد من العمليات الجراحية الدقيقة والمعقدة التى قد تصل إلى عشر عمليات فى بعض الحالات لإصلاح الضرر الذى أصاب الحنجرة الذى كان يمكن تجنبه فى المقام الأول إذا تم اتباع القواعد الطبية الصارمة بالنسبة لمرضى الرعاية المركزة ومراعاة أن الغرض الأساسى من إنشاء وحدات الرعاية المركزة هو شفاء المريض وخروجه فى حالة طبية مستقرة وليس فقط إبقاءه على قيد الحياة بصرف النظر عن طبيعة تلك الحياة.
إن قسم الأذن والأنف والحنجرة بكلية طب قصر العينى جامعة القاهرة قد أخذ على عاتقه علاج المرضى الذين يعانون من ضيق الحنجرة، حيث يتم استقبال المرضى بالعيادة الخارجية وفحص الحنجرة بالمنظار الضوئى ثم إجراء أشعة مقطعية للحنجرة لتحديد مدى ضيق الحنجرة وبعد ذلك يتم تقسيم الحالات حسب درجة إصابة الحنجرة ومن ثم إجراء الجراحات اللازمة بالمجان مهما كانت التكلفة.