مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في إيران لـ"الوطن": طهران تبني مستوطنات في الأحواز

كتب: سيد حسين

مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في إيران لـ"الوطن": طهران تبني مستوطنات في الأحواز

مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في إيران لـ"الوطن": طهران تبني مستوطنات في الأحواز

 

بداية حدثنا عن أحوال الشعب الأحوازي، الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية وما هي أبرز الوسائل التي يتبعها النظام الإيراني لحصار الأحواز، الوظائف، الكليات العسكرية والقضائية والسلطات التنفيذية؟

يعاني الشعب العربي الأحوازي من أوضاع اقتصادية في غاية الصعوبة، جراء سياسات الاحتلال الإيراني المنهية والتي ترمي إلى تفقير الشعب وسلب لقمة عيشه من خلال منعه من التوظيف في الدوائر والمصانع الكبيرة، في مقابل توظيف المستوطنين وإعطائهم جميع الإمكانيات والفرص في الدراسة والعمل، وهذا بالطبع هدفه التضييق على الشعب الأحوازي لتحقيق أحد أمرين أساسيين، الأول هو الضغط على الأسر والعائلات والشباب لدفعهم إلى الهجرة خارج الأحواز وبالتالي استبدالهم بمستوطنين فرس، بغية تغيير ديمغرافية الإقليم، والثاني هو صرف الشاب الأحوازي عن المطالبة بحقوقهم، وتركيز تفكيرهم على البحث عن مصدر رزق يقتاتون منه، بدلا من التفكير بالقضايا الوطنية والمطالبة بحقوقه القومية، حيث لا تسمح الدولة الإيرانية، لشباب الأحواز الحصول على الدراسات العليا في أي مجال، أو التدرج في المناصب العسكرية أو القضائية والتنفيذية، لأن النظام الإيراني ينظر إلى الشعب الأحوازي، خاصة الشباب بنظرة عنصرية، ويسمحون بذلك لأتباعهم من عرب الأحواز وهم قلة أثبتوا ولاءهم المطلق للنظام عبر ارتكابهم مجازر بحق الشعب الأحوازي مثلما فعل الأحوازي المولي للنظام، علي شمخاني، الذي جعل من جماجم الشعب الأحوازي سلما للوصول إلى مناصب عليا في الدولة.

{left_qoute_1}

 

هل لديكم ممثلون في البرلمان الإيراني؟ وهل تنوون المشاركة في الانتخابات البرلمانية؟

لا توجد انتخابات في إيران على الإطلاق، فهي مسرحية هزلية لتنصيب الأشخاص الأكثر إخلاصا للنظام في الأماكن المناسبة لكي يخدموا دولة الملالي ويحافظون عليها من خلال ممارسة القمع والأدوار الأخرى، ودائما ما يترشح لتلك المسرحية الآلاف لأهداف وأغراض مختلفة ويتم تصفيتهم من خلال رفض أهليتهم والإبقاء على المخلصين للنظام من مليشيات وعناصر الاستخبارات والحرس الثوري ليتنافسوا في ما بينهم في الانتخابات بشكل عبثي، من ثم تتم عملية تزوير بحرفية لصالح تيار معين أو لصالح العناصر الأكثر قربا للنظام ومشاريعه السلطوية، ومن هذا المنطلق يقاطع معظم الشعب العربي الأحوازي ما تسمى الانتخابات الإيرانية برلمانية كانت أو رئاسية، إيمانا منهم بأن هذه الانتخابات شأنا إيرانيا وليس أحوازيا، فضلا عن أن المرشحين هم عناصر النظام وليسوا مرشحين من قبل الشعب الأحوازي، إلى جانب عدم تمكن أي مرشح أو منتخب في البرلمان أو أي مؤسسة أخرى المطالبة بحق الشعب الأحوازي وإذا حاول ذلك يتهم باتهامات خطيرة كالتحريض والانفصال وغيرها من التهم التي تؤدي به إلى السجون والمعتقلات، علاوة على أن الشعب الأحوازي حاول قبل سنوات المشاركة في تلك المسرحية والنتيجة كانت قمع واضطهاد ومزيد من الحرمان ولم يتغير شج على الأرض من خلال وجود عناصر أحوازية على سبيل المثال في المؤسسات الإيرانية، حيث يوجد عناصر في البرلمان الإيراني محسوبون على الشعب، لكن انتمائهم الفكري والسياسي لصالح النظام ومشاريعه التدميرية في الأحواز.

وماذا عن الانتهاكات التي تمارس بحق الشباب والأسر بصفة عامة في إطار السياسة الإيرانية تجاهكم؟

بالطبع هناك انتهاكات عدة على رأسها منع الأحوازيين من الدراسة باللغة العربية وإجبارهم على التعلم باللغة الفارسية قسرا ونتيجة ذلك وحسب الإحصائيات الإيرانية الرسمية التي تتسرب من الدوائر المعنية، يترك ما يقارب 70% من الطلاب الدراسة في المرحلة الابتدائية وما يقارب 50% يتركون الدراسة في مرحلة المتوسطة و30% في مرحلة الثانوية، وما يعزز هذه الحالة المأساوية من الحرمان من الدراسة، الفقر وعدم وجود مدارس وإمكانيات للدراسة لأبناء الأحواز، إلى جانب أن النظام يحاول تغيير ديمغرافية المنطقة العربية عبر مصادرة الأراضي العربية وتهجير أهلها واستبدالهم بمستوطنين من خلال بناء مستوطنات، وتغيير أسماء جميع المدن والقرى من العربية للفارسية ومنع تسمية المواليد الجدد بأسماء عربية، ماعدا بعض الأسماء المتعلقة بالمذهب الشيعي، ومصادرة مياه الأنهار في الأحواز بتحويل مجراها نحو المدن الفارسية وأهمها "نهر كارون" و"الكرخة" و"الجراحي" و"شاوور"، التي حرفت الدولة الفارسية مياهها من خلال بناء سدود لضمان عدم وصولها للمنطقة لتكون النتيجة تعطيشهم وتبوير أراضيهم الزراعية، ومنع عرب الأحواز من ارتداء الزي العربي في الدوائر الحكومية، أضف إلى ذلك تعمد نشر المخدرات بين أبناء الشعب العربي الأحوازي بهدف تدمير الشباب ومستقبلهم.

 {left_qoute_2}

ما الطرق التي تواجهون بها تلك الجرائم وما هي الخطط المستقبلية لشعب الأحواز لمواجهة النظام، هل تراهنون على حدوث انقسام في أروقة الحكم، أم هناك استراتيجية معينة لتحقيق أهداف الشعب الأحوازي؟

يناضل الشعب العربي الأحوازي بكل السبل المتاحة لديه لاسترجاع سيادته وحقوقه المسلوبة، ويعمل الناشطون على تصعيد النضال السياسي والثقافي والعسكري في داخل الوطن من جهة، والعمل في أروقة المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجالس حقوق الإنسان والتواصل مع برلمانات الدول الغربية ومؤسسات المجتمع المدني للتعريف بالأحواز وكسب أصدقاء ومناصرين للقضية الأحوازية من جهة ثانية، ومؤخرا استطاع الأحوازيون في المنفى إبراز قضيتهم في وسائل الإعلام ومنها الفضائيات العربية والدولية ومن خلال تنظيم المظاهرات الاحتجاجية إما أمام سفارات إيران في الدول الغربية وأمام البرلمانات والمؤسسات الأوروبية الأخرى.

وفي النهاية نراهن على نضال الشعب العربي الأحوازي ومقاومته التي استطاع من خلالها الحفاظ على هويته بديمومة نضاله ووجوده على الأرض، والعمل المشترك والتعاون مع الشعوب غير الفارسية التي تعاني نفس ما يعاني منه الشعب الأحوازي وهم البلوش والكرد والترك الأذربيجانيين والتركمان وغيرهم من الشعوب والأقليات الأخرى التي تشكل نسبتهم السكانية أكثر من٧٢٪ من عدد سكان إيران، ونعول على دعم الشعب العربي في وطننا العربي الكبير عندنا تتهيأ له الفرصة والإمكانية لدعم نضال ومقاومة الشعب الأحوازي بوجه الاحتلال الفارسي الذي لم يكتف بالأحواز فحسب، بل أحتل جزر الإمارات والعراق وسوريا واليمن ويحاول التدخل بشكل سافر في شؤون الدول العربية الأخرى.

 

هل هناك دعم من قبل الدول العربية أو أي دولة أخرى، وما هو المأمول من دول المنطقة لدعم قضيتكم؟

لا يوجد أي دعم عربي أو أجنبي للقضية الأحوازية، لكن هناك تعاطف كبير ومناصرة لنا من قبل الشعب العربي وبدأ تعاطف الشعب العربي في الدول العربية، بخاصة في دول الخليج العربي يتوسع ويتبلور في وسائل الإعلام بشكل عام وفي وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص، ونأمل ونتوقع من هذا الأمر أن يشكل ضغطا كبيرا على الدول العربية لتقوم بواجبها القومي والأخلاقي لمناصرة الشعب الأحوازي ومنظماته السياسية وناشطيه من أجل استرجاع حقوقهم القومية واسترداد أرضهم التاريخية، وبدأنا منذ فترة وبالتحديد مع انطلاق عاصفة الحزم من قبل المملكة العربية السعودية وحلفائها من الدول العربية، نشاهد ونلمس طرح القضية الأحوازية بكل صراحة وعمق في الإعلام السعودي، بخاصة الرسمي منه، ونعتقد جازمين بأن هذا مقدمة للدعم السياسي وبالتالي الاعتراف بالأحواز كدولة محتلة.

 {left_qoute_3}

حدثنا بشأن الخلافات بين المحافظين والإصلاحيين، هل هناك خطط للإصلاحيين، للانقلاب على الولي الفقيه وتحجيم سلطاته وفق ما أثير مؤخرا، وهل يصب هذا الصراع في خدمة قضيتكم؟

يوجد صراع بين تيارين حاكمين في طهران ولكن هذا الصراع يبقى محدودا، حيث إن الجانبين لهما نفس الهدف والرؤية لأهم القضايا الداخلية والإقليمية، والطرفان يعملان على تحقيق الأهداف الإستراتيجية للنظام فيما يخص التوسع الإيراني، لكن الفرق بينهما في طريقة وأساليب الوصول لتلك الأهداف وتحقيقها، ففي الوقت الذي يؤمن التيار المحافظ بأن القوة المفرطة السبيل الوحيد لتحقيق أهدافهم وقمع معارضيهم للحفاظ على النظام، يعتقد التيار الإصلاحي بأنه يجب استخدام القوة الناعمة وسياسية التنفيس والمخادعة تجاه القضايا الداخلية المتأزمة وكذلك القضايا الإقليمية لخروج النظام من أزماته الداخلية وعزلته الخارجية، ويبقى المهيمن الأكبر في السلطة هو التيار المحافظ والولي الفقيه بقوة الحرس الثوري التي تهمين على جميع مفاصل الدولة ودوائرها ومؤسساتها السيادية.

إلا أن التيار الإصلاحي يحاول انتزاع بعض مراكز النفوذ والقوة من خلال المشاركة في الانتخابات لكن دون جدوى، لأن التيار المحافظ له صلاحيات تأييد ورفض المرشحين لأي منصب صغيرا كان أو كبيرا، وهم ينصبون من يريدون في المواقع المهمة والمؤسسات ومراكز القوة، ورغم ذلك يراهن التيار الإصلاحي وعلى رأسهم رئيس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، على موت مرشد الثورة للسيطرة على مقدرات النظام، حيث يمنع القانون الحرس الثوري من فرض شخصية أخرى بديلة للمرشد صاحب النفوذ الواسع في الحرس الثوري وعند رجال الدين كما هو حال المرشد اليوم، وهناك سيناريوهات عديدة بشأن منصب الولي الفقيه بعد وفاة خامنئي، أهمها حذف إلغاء المنصب وتبديله بمجلس قيادة، أو تعديل الدستور والتغيير في هيكلة النظام ومراتب حكمه، أو خروج الوضع عن السيطرة بشكل كبير من خلال انفلات الأمن وفرض طريقة وأساليب جديدة في الحكم وبالتأكيد ستكون جميعها سبل قمعية.

 


مواضيع متعلقة