بعد تجربة "القنبلة الهيدروجينية".. هل ينضم زعيم كوريا الشمالية إلى "عنبر العقلاء"؟

كتب: محمد شنح ومحمود عباس

بعد تجربة "القنبلة الهيدروجينية".. هل ينضم زعيم كوريا الشمالية إلى "عنبر العقلاء"؟

بعد تجربة "القنبلة الهيدروجينية".. هل ينضم زعيم كوريا الشمالية إلى "عنبر العقلاء"؟

"عنبر العقلاء"، ذلك الأوبريت الشهير لـ"أبو ضحكة جنان" إسماعيل يس، والذي أداه في "مستشفى الأمراض العقلية"، في فيلمه "المليونير" وأبطاله كانوا مشاهير أحرقوا العالم، وأصابهم جنون العظمة، منهم كان "نابليون، ونيرون"، وآخرهم على ما يبدو سيكون "كيم جونج يون" زعيم كوريا شمالية، بعد أن هز العالم بالأمس، وأحدث زلزالا قوته 5.1 درجة على مقياس ريختر، أصاب "اليابان والصين وكوريا الجنوبية".

"لقد تمكنا من أن نصبح دولة نووية كبرى، قادرة على حماية استقلالها وكرامتها الوطنية بقوة ضربات القنابل النووية والقنابل الهيدروجينية"، هكذا أعلن "يون" أثناء تجربة القنبلة "الهيدروجينية"، لتأتي ضمن سلسلة من قراراته المثيرة للجدل، والتي كان منها من قبل قتل وزير دفاعه بمدفع مضاد للطائرات، لنومه خلال عرض عسكري، ومن قبلها أطلق الكلاب على زوج عمته فنهشت لحمه، كجزاء من الزعيم الكوري على خيانة زوج عمته.

شخصية زعيم كوريا الشمالية، تحتاج إلى تحليل نفسي، فقائمة قراراته العدوانية انتهت بـ70 إعداما بطرق غريبة حتى الآن، فمن قبل أمر "سيدة الدولة القوية" بشرب زجاجة سم أمامه، وأعدم عشيقته مع 10 فنانين بتهمة "تمثيل أفلام إباحية"، كما رمى بالرصاص 15 مسؤولًا اعترضوا على تنفيذ تعليمات الزعيم، وليس ذلك فحسب، فجعل "قصة شعره" هي القصة الرسمية للمواطنين في بلاده، وأجبر تلاميذ المدارس على تقبيل صوره، كما يعاقب من لم يصفق لخطابه "بحرارة" بالسجن المؤبد.

من جانبه، قال الدكتور يسري عبدالمحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن الواقعة الأخيرة لرئيس كوريا الشمالية "كيم جونغ أون" والمتمثلة في إطلاق أول قنبلة هيدروجينية، ليس لها أي بعد نفسي، وإنما تدخل تحت إطار الصراعات السياسية بين الأنظمة وبعضها، ولا يمكن اتهامه على إثرها بالاختلال، لأن هناك قادة سياسيين كانوا يستخدمون تلك الأساليب مرارا.

وأضاف عبدالمحسن لـ"الوطن"، أن الإعدامات المتكررة لرئيس كوريا الشمالية يمكن أن تكون طبيعية إذا تمت بناءً على أحداث سياسية تقتضي ذلك، ومدعمة بموافقة البرلمان الكوري الشمالي، أو ارتكب ضحاياه جريمة عظمى كالخيانة، مؤكدا أن رئيسا مثل "صدام حسين" بالعراق كان يستخدم مسدسه الشخصي داخل اجتماعات عامة لتصفية من يراهم "خونة".

وشدد أستاذ الطب النفسي على أنه يمكن وصف ذلك الرئيس بـ"السادي"، و"السيكوباتي"، إذا كانت تلك الإعدامات ناجمة عن خصومات شخصية لا علاقة لها بأمور حكمه، مؤكدا أن تلك الأوصاف النفسية تنطبق عليه لرغبته الأكيدة في التلذذ بتعذيب شعبه وغياب الرحمة عن قلبه، إلا أنه لا يمكن الحكم عليه بـ"الاختلال العقلي" على أي حال من الأحوال.

بدوره، اعتبر الدكتور محمود أبو العزايم، أستاذ الطب النفسي، تصرفات رئيس كوريا الشمالية بأنها نوع من أنواع السيكوباتية التي تولدت معه منذ العشرينيات من عمره، مؤكدا أن مثل تلك الشخصية كان لها سلوك عدواني مع كل من حولها منذ شبابه، وكان يتلذذ بإيذاء كل من حوله.

وأضاف أبو العزايم لـ"الوطن"، أن الطرق التي استخدمها في تصفية خصومه من قبيل قتل وزير دفاعه بمدفع مضاد للطائرات وتقديم زوج عمته للكلاب الجائعة يدل على أن القتل عنده لم يصبح مجرد هواية أو عادة بل بات شيئا أساسيا في حياته، مشيرا إلى أن وصول مثل ذلك الرجل إلى السلطة يزيده طغيانا وتجبرا على شعبه، وذلك لاستسلام ذلك الشعب ومسالمته إزاء كل شيء يفعله، لعدم وجود أي قدر من الديمقراطية أو التعليم لديه بالمقارنة بدولة مثل كوريا الجنوبية.

وأكد أستاذ الطب النفسي أن الشخص السيكوباتي يمكن أن يخضع لعلاج نفسي على المدى الطويل، لأنه تغول في ذلك الأمر ويصعب سحبه منه، إلا أن العلاج لن ينجح إلا لو اقتنع الشخص ذاته بأنه مريض نفسي يحتاج إلى المعافاة.


مواضيع متعلقة