مكتبة الإسكندرية توقع اتفاقيات لتضافر الجهود لخدمة الثقافة العربية

مكتبة الإسكندرية توقع اتفاقيات لتضافر الجهود لخدمة الثقافة العربية
وقع الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، اتفاقيات تعاون مع عدد من المؤسسات العربية، وذلك في ختام مؤتمر "صناعة التطرف قراءة في تدابير المواجهة الفكرية" بهدف تضافر الجهود لخدمة الثقافة العربية ونشر الفكر التنويري.
ووقعت الاتفاقية مع وكالة منتدى الفكر العربي، والمعهد العالي العربي للترجمة بالجزائر، المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في تونس، مركز القدس للدراسات السياسية في الأردن، ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية بجدة.
وأكد سراج، أن الفكر لا يحارب إلا بالفكر، والتاريخ يشهد أن الرأي هو الذي يتغير بالكلمة، أما الفكرة الثانية فهي التأكيد على أهمية التسلح بالعلم في مواجهة التطرف والفكر الظلامي، ولصناعة التقدم وتحقيق التنمية.ولفت إلى أن الفكرة الثالثة هي الفهم المعاصر للدين، وضرورة الرجوع إلى كتابات رواد الفكر الإسلامي الإصلاحي واستعمال المنهج المتجدد من خلال أدوات البحث المعاصر والانفتاح على الآخر.
وأضاف أن الفكرة الرابعة هي أن مواجهة التطرف غير منفصلة عن تحديث المجتمع ككل، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، مشددًا على أهمية محاربة التهميش والاهتمام بجواب الحكم الرشيد والمواطنة والعدالة الاجتماعية.
وقال إن الفكرة الخامسة هي أن مواجهة التطرف ليس قضية عابرة أو موسمية لكنها حية وممتدة، أما الفكرة السادسة فهي أهمية الاهتمام بالبحوث الاجتماعية في فهم ظاهرة التطرف التي تواجه مجتمعانا وتهدده.
وأكد أن صناعه التطرف تنتج من المنتج الفكري المتطرف، وقدرة هؤلاء المتطرفين على فهم وتحليل واستهداف جمهور معين وخلق خطابات تناسبه، التسويق والقدرة على استعمال الأدوات المختلفة كالإعلام للوصول للجمهور، ثم التجنيد، يليه التدريب والتخصص، وخلق هيكل إداري لصناعة القرار، والتمويل، وإنشاء التحالفات الخارجية، واخيرًا القدرة على التجدد والتحديث باستمرار لمواكبة الواقع المتغير والتفاعل معه.وشدد على أن مكتبة الإسكندرية ستتوسع في شراكاتها عربيًا ودوليًا، وتكثيف الاتصالات مع المراكز البحثية التنويرية في العالم العربي، لتحليل ظاهرة التطرف والإرهاب ومعرفة أسباب نموها في عالمنا العربي وسبل مواجهتها.
وأكدت الدكتورة بدرة قعلول، مدير المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في تونس، على أننا لا يمكننا أن نتعافى من التطرف والإرهاب في عالمنا العربي إلا بالفكر.
وشددت على أهمية فهم آليات عملية الاستقطاب التي تقوم بها المنظمات المتطرفة لجذب الشباب، مبينة أن الشباب العربي يعاني من حالة من الإحباط وفقدان الأمل ورغبة في التغيير؛ ومن هنا يقع فريسة لتلك التنظيمات.
وأضافت أن الاستقطاب يبدأ من الفضاء الإلكتروني، حيث يوجد 45 ألف موقع إلكتروني ينشر الأفكار والخطابات المتطرفة.ولفتت إلى أن الدراسات توضح أن الشباب المنخرطين في داعش هم شباب مهمشين اجتماعيًا، كما أن للمرأة دور كبير في عملية الاستقطاب، ويتم إسناد العديد من المهام للمرأة في هذا التنظيمات مما ينذر بخطر إنشاء وبناء أجيال متطرفة.
ومن جانبه، قال محمد أبو حمور؛ الأمين العام بالوكالة لمنتدى الفكر العربي، أن التطرف في العالم العربي له عدة أسباب، أهمها عدم رضا المواطنين والجهات المختلفة بسبب غياب العدالة في توزيع الفرص، والتشكيك في الخطابات الدينية سواء لتعصب بعضها أو لارتباط بعض الدعاة بالحكام، والإحباط الذي أصاب المواطن العربي والذي يدفعه للتغيير والهرب سواء من الأوضاع المتردية للأمان أو من الدنيا للآخرة مثلما تروج الجمعات المتطرفة، أما السبب الرابع والأخير فهو تردي الأوضاع الاقتصادية ووصول البطالة في الوطن العربي إلى 17.5%، وهو ثلاثة أضعاف المستوى العالمية.
وفي نفس السياق قال أيمن الرقيب، الباحث الفلسطيني، إن الدولة الصهيونية هي أكبر محرك للإرهاب، وهي التي تقف وراء العمليات الإرهابية في المنطقة، والتنظيمات المتطرفة التي تقوم بها، حيث إنها أكبر المستفيدين من الوضع القائم في العالم العربي.
واستنكر قيام العالم بأكمله بالحديث عن العمليات الإرهابية التي تنفذها التنظيمات المتطرفة في كافة أنحاء العالم، لكنها لا تتطرق إلى الإرهاب والعنف والتطرف الذي تمارسه إسرائيل مع الفلسطينيين.
وشدد على أهمية تحرك العرب للضغط على الدول الراعية لإسرائيل، ودعم الجهود لإنشاء دولة عربية واحدة واتحاد عربي قادر على تحريك الموارد والقدرات لتحقيق الوحدة والتنمية التي نطمح إليها في عالمنا العربي.