هل ستقع إيران تحت الحصار الدبلوماسي العربي؟

هل ستقع إيران تحت الحصار الدبلوماسي العربي؟

هل ستقع إيران تحت الحصار الدبلوماسي العربي؟

بعد ساعات على قطع السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، أعلنت عدة دول عربية تضامنها مع المملكة في موقفها، عقب الاعتداء على السفارة السعودية في طهران.

كانت البداية مع مملكة البحرين، حيث أعلنت قطع العلاقات مع إيران، وطلبت من الدبلوماسيين الإيرانيين مغادرة بلادها خلال 48 ساعة، فيما أعلنت السودان طرد السفير الإيراني واستدعاء سفيرها من طهران، في الوقت الذي خفضت فيه الإمارات التمثيل الدبلوماسي مع إيران.

وقالت وزارة الخارجية البحرينية إن البحرين ستشرع في اتخاذ الإجراءات المترتبة على تنفيذ قرار قطع العلاقات مع إيران وتستدعي القائم بأعمال السفارة بالإنابة.

وأضافت "الخارجية" أن قطع العلاقات جاء بعد تزايد التدخل الإيراني في شؤون دول الخليج.

كما قررت المملكة إغلاق بعثتها الدبلوماسية لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسحب جميع أعضائها، وستشرع المملكة في اتخاذ الإجراءات المترتبة على تنفيذ قرار قطع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفقاً لبيان "الخارجية البحرينية".

وكتبت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية في تغريدة على حسابها على موقع "تويتر": "البحرين تقرر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتطلب من جميع أعضاء بعثتها مغادرة المملكة خلال 48 ساعة".

وأوضحت المنامة أن قرارها يأتي "بعد الاعتداءات الآثمة الجبانة" على السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران، معتبرة إياها "انتهاكاً صارخاً لكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وتجسد نمطاً شديد الخطورة للسياسات الطائفية التي لا يمكن الصمت عليها أو القبول بها".

واعتبرت أن الأحداث الأخيرة تستوجب وعلى الفور ضرورة التصدي لها بكل قوة ومواجهتها بكل حسم، منعاً لحدوث فوضى واسعة وحفاظاً على أمن واستقرار المنطقة بكاملها وعدم تعريض مقدرات شعوبها لأي خطر.

كما أعلن السودان، في بيان لها، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد اقتحام سفارة السعودية، وفقاً لما أفادت به وكالة "رويترز".

وأعلن وزير الدولة برئاسة الجمهورية السودانية طه عثمان الحسين، طرد السفير الإيراني، واستدعاء السفير السوداني من طهران، وذلك بعد اتصال هاتفي مع الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي.

وأكد الوزير السوداني إدانة بلاده للتدخلات الإيرانية في المنطقة عبر ما وصفه بـ"نهج طائفي"، إلى جانب إهمال السلطات الإيرانية منع الاعتداءات على السفارة والقنصلية السعودية في إيران.

وعبَّر طه عثمان عن وقوف الجمهورية السودانية وتضامنها مع المملكة العربية السعودية في مواجهتها لـ"الإرهاب" وتنفيذ الإجراءات الرادعة له.

فيما قررت الإمارات تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى قائم بالأعمال وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في الدولة، وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان أنه تم استدعاء سيف الزعابي سفير الدولة في طهران تطبيقا لهذا القرار، لافتة إلى أن هذه الخطوة الاستثنائية تم اتخاذها في ضوء التدخل الإيراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي، والذى وصل إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة، مؤكدة أن المبادئ الحاكمة للعلاقات الإيجابية والطبيعية بين الدول أساسها الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

ولم يتوقف التصعيد السعودي عند حد قطع العلاقات الدبلوماسية، حيث قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، اليوم، إن قطع السعودية للعلاقات مع إيران سيمتد ليشمل وقف حركة الملاحة الجوية بين البلدين وإنهاء العلاقات التجارية ومنع مواطنيها من السفر إلى الجمهورية الإسلامية.

وقال الجبير إن الحجاج الإيرانيين ما زالوا محل ترحيب لزيارة الأماكن المقدسة في السعودية، مضيفا أن على إيران أن تتصرف مثل "دولة طبيعية" وليست "ثورية" وينبغي عليها احترام الأعراف الدولية قبل إعادة العلاقات.

تلك الخطوات التصعيدية التي اتخذتها عدد من الدول العربية، طرحت سؤالًا حول ما إذا كانت إيران تحت الحصار الدبلوماسي العربي أم لا، وردًا على ذلك قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن ما يحدث بين المملكة العربية السعودية وإيران لم يصل إلى مفهوم "الحصار" وهذا مصطلح غير صحيح لوصف ما يجري الآن، ولكن التوصيف الصحيح للوضع هو حالة توتر شديد وحالة من التصعيد والاحتقان بسبب تراكمات ناتجة عن المواقف المتباينة بين الدولتين في اليمن وسوريا، إضافة إلى الموقف القوي التي تتمتع به إيران في العراق.

وأضاف حسن، في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "إعدام القيادي الشيعي نمر النمر أثار رد فعل عنيف من الجانب الإيراني، وكان من المفترض أن توفر حماية للبعثتين الدبلوماسيتين ولكن الاعتداء على السفارة والقنصلية زاد من الاحتقان".

وتابع عضو المصري للشؤون الخارجية: "عند قراءة الموقف الإماراتي الآن يتضح لنا أن تصرفها محسوب للغاية بسبب العلاقات المتداخلة مع إيران، لاسيما وأن الثانية تمثل الضفة الشرقية للخليج العربي ووجود جاليات إيرانية في دول الخليج إضافة إلى الشيعة من مواطني هذه الدول"، مشيرا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد أكبر شريك تجاري مع إيران في منطقة الخليج العربي.

وعن مواقف الدول الأخرى قال: "إن سلطنة عمان لم تقطع العلاقات مع إيران وسيكون لها دور في حل الأزمة لأنها تعتبر سويسرا العرب نظرا لموقفها الحيادي في العديد من الأزمات، وبالنسبة للكويت فإنها لم تقطع علاقاتها مع طهران، أما العلاقات المصرية – الإيرانية لا تذكر منذ 27 عاما تقريبا، والعلاقات البحرينية الإيرانية متوترة منذ عامين بسبب تدخل طهرن السافر في سياسة المنامة".

واختتم السفير رخا قوله: "لا بد أن نتجاوز هذه المرحلة، فإيران جزء أساسي من أمن واستقرار الخليج ولها دور رئيسي في المنطقة".


مواضيع متعلقة