«قوارب الموت» بكفر الشيخ.. العبور إلى «الآخرة» بـ«نص جنيه»

كتب: محمد أبوضيف

«قوارب الموت» بكفر الشيخ.. العبور إلى «الآخرة» بـ«نص جنيه»

«قوارب الموت» بكفر الشيخ.. العبور إلى «الآخرة» بـ«نص جنيه»

فى وسط سوق «مطوبس»، ممر ضيق، وفى وسطه يقف شخص ذو كرش كبير، يستقبل «نص جنيه» فى يده لكى يسمح للركاب بالعبور إلى نهاية الممر، الذى يظهر فى آخر ضفاف النيل.. هنا بداية الرحلة للموت السريع على قوارب متهالكة تحمل مئات من المعرَّضين لتغيير مسار رحلتهم للضفة الأخرى للنهر ليتجهوا إلى «الآخرة الأبدية». «الوطن» كانت هناك مع إحدى رحلات الموت من ضفة مركز مطوبس، القريبة من قرية «سنديون» التى شهدت حادث غرق مركب أودى بحياة 15، حيث تستقر قرية «إدفينا» بالبحيرة، وبمجرد الوصول إلى تلك الأخشاب الغارقة فى النيل، ويقف عليها العشرات فى انتظار المعدّية، وقف أحد العاملين بالمعدّية، وطالب المنتظرين بالرجوع للخلف، وهو يزعق فيهم: «إشمعنى النهاردة بتتكلموا عن عدد الناس اللى هتركب؟». وفى انتظار المعدّية، وقف عبدالغنى الشورى، فى الخمسين من عمره، ليقول لـ«الوطن» وهو يضحك: «الراجل عايز يعدى النهارده 25 فى المرة، لكن أقل عدد بيمر أكتر من 45، تعالى اتفرج على المركب دى شايلة كام واحد يوم الخميس بسبب سوق مطوبس.. بتبقى مايلة، والميه بينك وبينها شبر من كتر العدد اللى واقف واللى متشعبط على المركب» بأن «حالة الانضباط دى يومين وتخلص».

{long_qoute_1}

وعلى متن المركب فى رحلة الذهاب إلى «إدفينا»، جلست شوقية عطية، مقبلة من السوق فى طريقها إلى منزلها بقرية فى البحيرة، وتقول: «ساعات غصب عنى باقعد على سور المركب وأحط رجلى فى الميه، وبابقى خايفة طبعاً وبادعى ربنا نوصل بيتنا من غير ما نقع»، أما سعد دياب، فيقول إن القارب يحمل يومياً الآلاف، خاصة أن سوق «مطوبس» يقصده كثيرون لرخص الأسعار به ويضيف: «فى مصر لازم يشدوا يومين عشان المصيبة، بس هيرجعوا تانى»، ويقسم الرجل أن فى بعض الأوقات يزيد عدد العابرين على 100 فى المركب: «المركب اللى مفروض يشيل 25 ساعات بيشيل 100 واحد يوم السوق».


مواضيع متعلقة