زوجتي العزيزة.. العناد لا يفيد

كتب: أميمة عز الدين

زوجتي العزيزة.. العناد لا يفيد

زوجتي العزيزة.. العناد لا يفيد

العناد لا يفيد أيضا مثلما نردد أن الجريمة لا تفيد، يمكننا أن نقول إن العناد في الحياة الزوجية لا يفيد أيضا، كما قال الكاتب هافلوك أليس إن أقوى دافع تعليمي في مدرسة الحياة كلها هو الزواج، حيث يجب عليك أن تتعلم الصبر والمرونة في التعامل بالحياة الزوجية ويكون لديك استعداد للتنازل عن بعض مطالبنا البسيطة حتى لا تتحطم سفينة الزواج على صخرة العناد والمكابرة.

زوجتي العنيدة لا تقتنع بذلك وترى أن التنازل يعني النيل من كرامتها وهي قد تربت على عدم التنازل والإصرار على رأيها، لما تيسر لنا بعض المال لشراء بيت صغير بعيدا عن ضوضاء القاهرة، في إحدى المدن الجديدة، وجدتها ترفض بإصرار وتريد شراء سيارة جديدة لها، رغم أننا نمتلك سيارة كبيرة عائلية، لكنها تريد أن يكون لديها سيارة خاصة بحجة أن أوقاتنا لا تتفق معا، ورغم أني أقلها معي إلى عملها لكنها تتذمر وتطالبني بإثبات حبي لها بشراء سيارة عصرية لها، تقلد أختها الصغيرة في كل شيء، وتناست أن زوج أختها رجل أعمال بينما أنا مجرد موظف حتى لو كان موظفا مرموقا، لكنه في النهاية مجرد موظف إمكانياته المالية محدودة.

لم يكن أمامي سوى الرضوخ لمطالبها بعد أن حولت البيت إلى جحيم من المقاطعة، ولوي البوز الأصلي، كنت أنشد السلام والهدوء في بيتي، والغريب أنه بعد شراء السيارة لم تشكرني سوى بكلمات قليلة وعادت لسيرتها الأولى من العناد والمكابرة حتى انفجرت بوجهها، أوبخها على عنادها وعدم رضاها وتطلعاتها التي لا تنتهي، وفاجأتني أنها لا تريد الحياة بأقل من أختها، فهي الكبيرة والجميع يتطلع إليها، ولا يجوز أن تعيش مثل الأخريات!. 

فى الحقيقة، حينما تركت البيت وذهبت لبيت عائلتها غاضبة، لم أفكر في مصالحتها، وتشبثت برأيي وعنادي مثلها تماما، ومرت شهور وهي مازالت غاضبة، حتى وجدت أخيها الكبير يأتي إلى عملي، ناصحا أياي أن أقصر الشر وأذهب لمصالحة زوجتي، لكني حكيت له عن عنادها فنصحني بعدم مصالحتها حتى ينكسر ويتلاشى عنادها، لأنه يعرف أخته جيدا، وأنها يجب أن تتعلم كيف تتنازل وتعتذر إن لزم الأمر.

مازلت أنتظر زوجتي العنيدة، وقد أكملت أربعة شهور وهي غاضبة، حتى عادت للبيت، لكن يبدو أنها عادت بسبب ضغوط حماتي العزيزة وأخيها، خاصة بعد أن اصطدمت السيارة الجديدة بأتوبيس كبير، ونجت زوجتي بأعجوبة لكن السيارة تحتاج إلى مصاريف إصلاح ضخمة!.


مواضيع متعلقة