شباب يبحثون عن هرمون السعادة تحت شعار «يفوز باللذات كل مغامر»

كتب: هيا حسن ومنة علاء

شباب يبحثون عن هرمون السعادة تحت شعار «يفوز باللذات كل مغامر»

شباب يبحثون عن هرمون السعادة تحت شعار «يفوز باللذات كل مغامر»

«الأدرينالين» لم تعد مجرد مادة يفرزها الجسم أثناء تعرضه لضغط خارجى شديد أو موقف مفاجئ وخطير أو الخوف، أو يستخدمها الإنسان كنوع من أنواع رد الفعل السريع تجاه القتال أو المواقف المفاجئة، هذا الهرمون الذى تفرزه الغدة الكظرية أصبح من وسائل السعادة التى يسعى الشباب للحصول عليها أيضاً، وذلك وفقاً لما رواه بعض الأطباء وأكده بعض الباحثين عن المغامرات، فهو يقوم برفع عدد ضربات القلب التى تؤدى لسرعة ضخ الدماء خلال الشرايين لإمداد العضلات والخلايا بالمزيد من الأكسجين الذى يساعدها على استنتاج رد فعل سريع مناسب للموقف، وهو ما يحدث عندما يرتاد المهووسون به بعض ألعاب «الملاهى» الخطرة أو ما تسمى بـ«ألعاب الموت» وسباقات السيارات المعروفة عند الشباب باسم «الدريفنج»، ربما لم يكن فيلم «أدرينالين» هو أول عمل يتحدث عن أهمية هذا الهرمون الخطير الذى يتحكم فى كل العمليات الحيوية للإنسان، ولكن سبقه العديد من الدراسات التى أكدت أهميته وخطورته فى نفس الوقت على القلب، بالرغم من شعور البعض بلذة الحصول عليه فى الجسم.

{long_qoute_1}

انتشار قيادة السيارات بسرعة جنونية وابتكار بعض الشباب لألعاب وسباقات جديدة مثل «الدريفنج» وغيرها، دفع محمد الحسينى، 23 عاماً، لعشق ذلك النوع من الهوايات منذ أكثر من عشر سنوات، حيث وجد فيها منفذاً لتفريغ شحنة الغضب وزيادة شعوره بالسعادة، ويعتقد أن لمادة الأدرينالين عاملاً كبيراً فى ذلك الشعور «أى حاجة فيها مغامرة بتزود الأدرينالين فى الجسم».

ويوضح «الحسينى» شعوره بإفراز الأدرينالين، أنه عندما يحاول السيطرة على الوحش الثائر داخله، والتحكم فى قيادة السيارة للاتجاه الذى يريده بالضبط، كلها مغامرات تؤدى لزيادة المادة بجسده، فكلما زاد الأدرينالين زادت نسبة التركيز، «إنك تتحكم فى عربية وهى بتتزحلق منك ده أمر صعب، ومحتاج تركيز عالى لأن الحركة بحساب، فالمادة دى بتساعدنى على التركيز». تعرض «الحسينى» لحادث منذ ثلاث سنوات بسبب عشقه للـ«دريفنج» الذى عاش معه منذ الطفولة حيث ظل يُعالج ثمانية أشهر من آثار الحادث، حيث أمره والده بعدم التعرض لمثل هذه المغامرات لكنه يعشق المجازفة والمغامرة، يشعر بالسعادة عندما يزداد هرمون الأدرينالين داخله، ويحتاج دائماً لذلك الشعور الذى ينتج عن ممارسته تلك الهواية.

وتحدث مينا محسن، 24 عاماً، عن بداية حبه لهواية «الدريفنج» بعدما شاهد سائقاً محترفاً يفوز فى أحد السباقات، وطرح عقله ملايين الأسئلة «إزاى بيقدر يتحكم فى العربية كده، إيه صوت الموتور ده، طيب هو بيحس بإيه وحياته بتتعرض للخطر كده؟»، وأضاف أنه تعرف على ذلك الشعور الذى يصيب السائق بعد أول سباق له «مهما كنت مضايق مجرد ما تبدأ بالدريفت بتبقى سعيد، والأدرينالين بيكون عامل مساعد للسعادة».

واستكمل «مينا» أنه تعرض لحوادث كثيرة فى البداية بسبب فقدان السيطرة على سيارته، لكن الإرادة والشغف والشعور الناتج عن «الدريفنج» هى ما تدفعه لاستكمال ما بدأه «هواية الدريفت هى أصعب أنواع السباقات عالمياً، أكثرها تكلفة، وتسمى رياضة المحركات».

وترى أميرة أيمن، 22 سنة، أن الألعاب التى يطلق عليها «ألعاب الموت» هى التى تبدل مزاجها للأفضل، حيث تشعر بطرد الطاقة السلبية والتوتر بسبب كمية الأدرينالين التى تفرز حينها وتشعرها بالسعادة، «المشكلة أن التعود عليها وتكرارها خطر».

وقال أحمد محمود، 26 سنة، إنه يخصص كل فترة وقتاً معيناً لتجربة شىء جديد خطر مثل القيادة بسرعة، ألعاب الخطر أو أى هواية بها زيادة فى ضربات القلب «الأدرينالين الزيادة بيخليك عايز تجرب الأصعب دايماً، وكل ما زادت نسبة المخاطر زاد معدل الإثارة».

وعلى النقيض قال محمد علاء، 20 سنة، إن ألعاب المغامرة لا تجذبه بدرجة كبيرة، ولكن هناك أشياء أخرى تزيد من نسبة الأدرينالين عنده مثل مشاهدة أفلام الرعب والإثارة، وألعاب الحروب فى البلاى ستيشن «الألعاب المخيفة واللى فيها دم خاصة لو بتلعبها أون لاين مع ناس ماتعرفهاش».

وشرح علاء عبدالفتاح، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بجامعة القاهرة، أن كل الضغوط العصبية والحياتية تزيد من نسبة الأدرينالين فى الجسم؛ مثل رهبة الامتحانات، والمشاجرات العنيفة فى الشارع، والتأثر بشىء معين ومن ضمنها ألعاب الموت وسباقات السيارات خاصة «الدريفنج».

وأضاف أن هرمون الأدرينالين يجهز الجسد لدخول معركة ما أو الاستعداد لضغط عصبى ما، مما يسبب ارتفاعاً فى ضغط الدم، وهو أمر فسيولوجى بحت ليس له علاقة بأى تصرف خارجى، ولم يسبب خطورة على حياة الإنسان لكن إذا كان الشخص الذى يتعرض لمثل هذه الألعاب مريضاً بالقلب، فلم يستطع تحمل إفراز مادة الأدرينالين بكثرة، أما إذا كان تعرض الإنسان دائماً لهذه الألعاب والسباقات، فهنا تأتى الخطورة، حيث قد يصاب بجلطات فى المخ والقلب ويرتفع ضغطه بنسبة كبيرة.

 

 


مواضيع متعلقة