الحدود السورية التركية.. معركة «بوتين» و«الأسد» التى أغضبت «أردوغان»

كتب: محمد حسن عامر

الحدود السورية التركية.. معركة «بوتين» و«الأسد» التى أغضبت «أردوغان»

الحدود السورية التركية.. معركة «بوتين» و«الأسد» التى أغضبت «أردوغان»

منذ اندلاع الاضطرابات والاقتتال الداخلى فى سوريا، دارت معارك كبيرة فى المدن السورية تراوحت حدتها وفق أهمية وطبيعة كل منطقة والقوى الدولية المستفيدة منها بين داعمى أطراف الصراع المسلح فى سوريا الذى خلف مئات الآلاف من القتلى والمشردين. واحدة من المعارك الكبرى التى تدور رحاها هذه الفترة هى فى منطقة الحدود السورية التركية، التى تحاول قوات الجيش السورى مدعومة بسلاح الجو الروسى استعادة السيطرة عليها من قبضة الجماعات المسلحة، فى حين أن هناك تركيا ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، الداعمين الكبيرين لتلك الفصائل المسلحة، لا تريد نجاح قوات الجيش السورى فى مهمتها، وهى المعركة التى أشعلت الغضب التركى ما دفعها إلى إسقاط المقاتلة الروسية «سوخوى 24» مؤخراً، فى إطار محاولتها، مع «واشنطن»، المحافظة على المكاسب الاقتصادية والمالية من تلك المناطق التى بعضها صناعية، كما أنها ممر رئيسى لتهريب النفط الذى يسرقه تنظيم «داعش» الإرهابى من العراق وسوريا.

{long_qoute_1}

وحول طبيعة تلك المنطقة الحدودية وأهميتها بالنسبة لتركيا، قال الخبير العسكرى السورى العميد على مقصود، فى اتصال لـ«الوطن»: «من حيث الطبيعة الجغرافية والديموغرافية لتلك المنطقة الحدودية، فى المنطقة الساحلية، خاصة اللاذقية، هناك سلسلة من التضاريس المعقدة جداً والمغطاة بالغابات والجبال والجرود وأنفاق، من أعلى قمة جبل النبى إدريس إلى سلسلة جبال الأكراد والتركمان والنوبة وجبل الأحمر، وهنا مساحة جغرافية واسعة حتى جسر الشغور وهى ذات طبيعة جغرافية معقدة». وأضاف «مقصود»: «هذا يعطى صورة معقدة لأى مخطط عسكرى فى تلك المنطقة، خاصة إذا كانت المواجهة مع عصابات إرهابية، وخاصة فى مناطق التركمان». المعركة أخذت بعداً آخر مهماً، حين استهدفت الغارات الروسية شاحنات النفط التابعة لتنظيم «داعش» المسروق من العراق وسوريا، ويجرى تهريبه عبر الحدود إلى تركيا، بل إن وزارة الدفاع الروسية فى مؤتمرها الصحفى العالمى يوم 2 ديسمبر اتهمت الرئيس التركى وأسرته بالتورط مع «داعش» فى تهريب النفط المسروق ومقايضته مع التنظيم بالأسلحة، وبثت صوراً التقطتها الأقمار الصناعية لتثبت اتهامها. وقالت الوزارة إن عائدات «داعش» من الاتجار بالنفط كانت تبلغ 3 ملايين دولار يومياً قبل بدء روسيا ضرباتها فى أكتوبر، والآن تقلصت إلى نحو 1.5 مليون دولار. والخارجية الأمريكية ذاتها أقرت بوجود «ثغرات» على الحدود التركية السورية تسمح بتهريب النفط، لكنها رفضت التعليق على اتهام «الدفاع» الروسية تجاه «أردوغان» وأسرته. وتعليقاً منه يقول الخبير الروسى فيتشسلاف ماتوزوف، فى اتصال لـ«الوطن»: «إن جزءاً من مهمة الغارات الروسية فى سوريا وقف مصادر تمويل تنظيم داعش الإرهابى، وجزء رئيسى من مصادر تمويله من خلال النفط المسروق الذى يهرب إلى تركيا ومنها إلى دول أخرى بأسعار رخيصة جداً». وأضاف: «لهذا غضبت أنقرة من الغارات الروسية، وأؤكد أن روسيا لن تسمح بأى نشاط من شأنه توجيه أموال إلى داعش والعصابات المسلحة فى سوريا والشرق الأوسط».

من جهته، قال الدكتور عبدالقادر عزوز، مستشار الحكومة السورية، فى اتصال لـ«الوطن»: «إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قدم دعماً كبيراً للجماعات المسلحة الموجودة فى منطقة الحدود، وهى حدود طويلة، سواء بالسلاح أو عبور المقاتلين أو حتى تلك الحدود استخدمت لتهريب المخدرات، وكان هدفه الرئيسى إقامة منطقة عازلة تضم تلك المجاميع الإرهابية». وأضاف «عزوز»: «الحكومة التركية عميلة للولايات المتحدة الأمريكية، وبالتأكيد الجيش التركى لا يقبل بتحركات أردوغان وحكومته، لكن الجيش التركى يده مغلولة بسبب الدعم الأمريكى لأردوغان، الذى أعتقد أنه لو رفع عنه الغطاء الأمريكى سيكون مصيره الإعدام، خاصة إذا خسر المعركة التى يخوضها فى حدود سوريا». وقال «عزوز»: «تحركات الجيش السورى مدعومة بالضربات الروسية أجهضت مخططات تركيا فى منطقة الحدود مع توافر مقومات النجاح اللازمة لنجاح الجيش السورى فى مهمته». وحول ما حققته العملية العسكرية للجيش السورى فى منطقة الحدود، قال مسئول ميدانى بالجيش السورى، رفض الكشف عن هويته، لـ«الوطن»: «إن العملية العسكرية حققت نجاحات كبيرة منذ انطلاقها بمساندة روسيا، فتمكنت من استعادة نحو 140 كيلومتراً مربعاً من مدن وقرى وبلدات كان الإرهابيون يسيطرون عليها». وأضاف المسئول العسكرى: «العلميات دمرت أكثر من 90% من موارد الطاقة لتنظيم داعش الإرهابى من نفط وغاز طبيعى، كما دمرت العملية نحو 50% من وسائط نقل الثروات الاقتصادية السورية المنهوبة، وأغلقت كثيراً من المعابر التى كانت تستخدمها الجماعات الإرهابية». من جهته يقول الخبير السياسى الروسى فيتشسلاف ماتوزوف: «تركيا والولايات المتحدة لا تريدان إعطاء الجيش السورى الفرصة لاستعادة سيادته على أراضيه، وهو حقه الطبيعى، وأكبر مؤشر على ذلك استهداف التحالف الذى تقوده أمريكا، مؤخراً، موقعاً للجيش السورى، ومقتل نحو 3 جنود وإصابة نحو 14».

 


مواضيع متعلقة