أحلام معلقة فى «دكان ورنيش»

كتب: محمد غالب

أحلام معلقة فى «دكان ورنيش»

أحلام معلقة فى «دكان ورنيش»

فى محل صغير بشارع 10 بالعباسية تجلس الشقيقتان نعمة ومنى محمد الباهى، تضع كل منهما يدها على خدها مسترجعة ذكريات قديمة راودت ذهنها للتو، لا أب ولا أم ولا أخ، تعيشان فى محل مساحته لا تتجاوز 16 متراً ورثتاه عن والدهما، يمر الزمن عليهما، ولا تزدادان إلا طيبة، تواجهان ظروف الحياة القاسية سوياً، دمعتهما قريبة، وهى سلاحهما الوحيد فى مواجهة كل صعب.

فى عز البرد، تنام الأختان على كرسيين وهما جالستان، تستيقظان بعد نوم شاق على حزن، فدائماً ما تتذكران والديهما اللذين رحلا عن الدنيا وتركاهما بمفردهما.

«أمنا ماتت من 6 سنين، اتبهدلنا بعدها، كانت بتعمل كل حاجة، وإحنا مانعرفش نعمل ولا حاجة، هى اللى كانت فاهمة الدنيا عننا، إحنا مانعرفش لا نروح ولا نيجى ولا نطلع من الشارع»، قالتها «منى»، وهى تبكى. كل سكان شارع 10 بالعباسية يعرفون الأختين، يطلقون عليهما، الأختين الطيبين، فهما من أقدم السكان تدفعان إيجاراً 300 جنيه شهرياً، «مالناش حد تانى؟ لينا ربنا وبس، هو اللى بيدبرها»، قالتها «نعمة» وهى تنظر إلى محل والدها الخالى من البضائع بسبب ضيق الحال: «احنا بنبيع ورنيش، وفى الوقت ده البيع بيبقى كويس عشان المطرة بتبوّظ الجزم». لم تتزوج «نعمة» من قبل، بينما تزوجت «منى» وأنجبت ابنة ثم طلقها زوجها: «طلقنى وسابنى واتجوز عليَّا عشان يجيب واد»، تنظر «منى» إلى شقيقتها وابنتها وتقول: «ماليش غيرهم هما أغلى حاجة عندى، وشوية الناس اللى بتحبنا عشان إحنا مابنعملش حاجة وحشة لحد».

 


مواضيع متعلقة