«ترزى المستشفيات».. جلطة تتحول إلى «وش السعد»

10:00 م | الاثنين 21 ديسمبر 2015

أحياناً تتحول المحنة إلى منحة، هذا ما تؤكده قصة «عم فاروق الترزى»، الرجل الذى كانت حياته لتنتهى قبل حوالى ثلاثين عاماً، جلطة مفاجئة فى قلبه أثناء عمله فى الورشة، كادت تقضى عليه لولا توجهه بصحبة أسرته إلى وحدة الحالات الحرجة بقصر العينى «وحدة د. شريف مختار» من أجل العناية بقلبه.

{long_qoute_1}

جراحة قلب مفتوح اعتبرها الرجل نهايته، لكن بدا أنها بداية حقيقية، انتهت العملية ودخل فاروق إلى مرحلة التعافى، وهو يتساءل عن مستقبل عمله لكن سؤالاً من د. شريف مختار، رئيس الوحدة كان سبباً فى تغيير حياته «تعرف تعملى قميص وبالطو؟» رد الرجل «أعرف». إجابة فتحت له باب العمل واسعاً من يومها حتى الآن. «ترزى يونيفورم طبى» بورشته فى منطقة ساقية مكى، يواصل العمل، صحيح أن الكثيرين يعملون بتلك المهنة «شارع قصر العينى كله ترزية، بس أنا بعملها بحب» العديد من البدل أصبح الرجل يتقن تصنيعها، مودعاً صناعته القديمة: «بعمل بدل العمليات والتمريض بكل ألوانها، كل وحدة ولها لون، فيه بمبى، وفيه أخضر وأبيض ورمادى ولبنى «صحيح أن عمره 74 عاماً، لكنه يعمل بكثير من الهمة والنشاط، بعكس أشقائه جميعاً لم يكمل فاروق تعليمه، اكتفى بـ«الابتدائية»، وبمهارة الإمساك بالمقص والتفصيل.

مرض تحول إلى فاتحة خير، خاصة مع تراجع الإقبال على التفصيل يتذكر «كانت كل الناس بتفصل كل حاجة، بيجامات البيت وقمصان الخروج والبلوزات، كان اللى يشترى حاجة جاهزة يبقى عمل حاجة ملهاش مثيل، دلوقتى القميص الجاهز بيوصل لـ15 جنيهاً، والتفصيل ممكن يوصل لـ150».

أربعة أبناء جامعيين، لم يعمل أحد منهم بصحبة والده «كل واحد وله اهتمامه» لا تزال وحدة الدكتور شريف مختار وأقسام عديدة غيرها بقصر العينى ترتدى ملابس العمل بالكامل من صنع يد «عم فاروق». ملابس صنعت من يد رجل يعلم جيداً إلى من تذهب بذلاته، يحرص فى حياكتها أن توفر الكثير من الراحة التى يوفرها زبائنه بدورهم إلى مرضى كان «فاروق» نفسه من بينهم.